أشارت المؤشرات شبه النهائية عن نجاح 12 من مرشحى الإخوان فى الوصول إلى جولة الإعادة من بينهم سيدة فى البحيرة، وتعليق إعلان نتائج ما يقرب من خمس مقاعد.
حيث أكد د.سعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان ومرشح الجماعة فى بندر المنيا، أنه تم تعليق نتيجته رغم فوزه بفارق كبير لمحاولة إسقاطه أو دخوله للإعادة، بينما أوضح أن لديهم عدد من المقاعد تأكد لهم الإعادة، ومنهم د.حازم فاروق فى الساحل وعبد العظيم أحمد أبو سيف، بدائرة (مركز ناصر)، وعبد اللطيف على قطب عن دائرة (مركز ببا).
وكذلك زكريا الجناينى وأسامة سليمان فى البحيرة، ومجدى عاشور فى النزهة بالقاهرة وعادل حامد فى السيدة زينب ويحيى المسيرى وسيد عسكر فى الغربية، ويسرى بيومى فى مصر القديمة ورمضان عمر فى حلوان وخالد بنورة فى أتميدة بالدقهلية وياسر حمودة فى أسطنها بالمنوفية.
بينما مازالت هناك نتائج معلقة منها د. الكتاتنى ومحمود حلمى فى القوصية بأسيوط، وسعد الحسينى فى المحلة، وكذلك أنباء عن فوز مرشحة الإخوان على مقعد الكوتة فى البحيرة منال إسماعيل، ولم تتأكد رسميا ولم تعلن النتائج بشكل قاطع فى أغلب الدوائر نتيجة خلافات على بعض الصناديق.
Sunday, November 28, 2010
مشعل يفوز على مصطفى بكري في حلوان
فاز وزير الإنتاج الحربي سيد مشعل، بمقعد العمال في دائرة قسم شرطة حلوان، بمحافظة حلوان،بفارق 7 آلاف صوت انتخابى بينه وبين منافسه الأبرز مصطفى بكرى، المرشح المستقل. فيما أحرق أنصار مصطفى بكري، لافتات مشعل عقب ظهور النتائج الأولية لفرز الأصوات لصالح وزير الإنتاج الحربي، وتبادلوا إلقاء الحجارة مع قوات الأمن.
وحاول الصحفي محمود بكري، شقيق مصطفى، تهدئة المئات من أنصار شقيقه الغاضبين وطالبهم بضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف، مؤكداً أن بكري سيلجأ للطرق القانونية حتى يطعن على النتيجة.
مقاطع الفيديو
سيد مشعل يشتم أحد العمال لمناصرته مصطفي بكري
وحاول الصحفي محمود بكري، شقيق مصطفى، تهدئة المئات من أنصار شقيقه الغاضبين وطالبهم بضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف، مؤكداً أن بكري سيلجأ للطرق القانونية حتى يطعن على النتيجة.
مقاطع الفيديو
سيد مشعل يشتم أحد العمال لمناصرته مصطفي بكري
هشام مصطفى خليل يفوز على جميلة اسماعيل في قصر النيل
اعلن رسميا بدائرة قصر النيل بوسط القاهرة فوز مرشح الحزب الوطنى هشام مصطفى خليل على مقعد الفئات، على الإعلامية جميلة إسماعيل بفارق نحو 2000 صوت.
وأوضحت نتائج الفرز أن "خليل" حصد نحو 3 آلاف صوت انتخابى فيما كان نصيب "جميلة" نحو 1000 صوت، وأفاد شهود عيان أن اللجنة أبطلت الأصوات الموجودة باحد الصناديق وكانت جميلة إسماعيل، قد تقدمت بطعن لرئيس اللجنة العامة للانتخابات بالدائرة على صحة نتائج 7 صناديق قالت إنها شهدت تسويداً للبطاقات الانتخابية لصالح هشام مصطفى خليل مرشح "الوطنى" على نفس المقعد..
مقاطع الفيديو
جميلة اسماعيل تكشف تزوير دائرة المنيل
بلطجية الحزب يهدون انصار جميله اسماعيل
وأوضحت نتائج الفرز أن "خليل" حصد نحو 3 آلاف صوت انتخابى فيما كان نصيب "جميلة" نحو 1000 صوت، وأفاد شهود عيان أن اللجنة أبطلت الأصوات الموجودة باحد الصناديق وكانت جميلة إسماعيل، قد تقدمت بطعن لرئيس اللجنة العامة للانتخابات بالدائرة على صحة نتائج 7 صناديق قالت إنها شهدت تسويداً للبطاقات الانتخابية لصالح هشام مصطفى خليل مرشح "الوطنى" على نفس المقعد..
مقاطع الفيديو
جميلة اسماعيل تكشف تزوير دائرة المنيل
بلطجية الحزب يهدون انصار جميله اسماعيل
حوار مع ياسر الحبيب
ياسر الحبيب رجل الدين الشيعي الذي أثار أزمة سياسية ودينية في الكويت قبل أكثر من شهرين، بسبب تصريحاته المسيئة لام المؤمنين عائشة عليها السلام ومباهلته مع رجل الدين السني محمد الكوس، وتعريفه لمآل المباهلة.. وهذا نص حواره مع موقع ايلاف.
أين ولدت وكيف نشأت؟
• وُلدت في الكويت، ونشأت كما نشأ غيري، إلا أني كنت منذ الصغر مولعاً بالمطالعة، ربما هذا الذي ميّز نشأتي عن نشأة غيري.
أين درست وكيف بدأت حياتك العملية؟
• درست في المدارس الحكومية، ثم في جامعة الكويت - كلية العلوم السياسية، ثم اتجهت إلى الدراسات الحوزوية.
ولاحقا بدأت حياتي العملية في المجال الإعلامي والسياسي منذ الصغر حيث عملت محررا صحافيا في جريدة الوطن الكويتية منذ سنة 1991 ولم يكن عمري يتجاوز حينها إثنتا عشرة سنة، ثم انتقلت إلى جريدة صوت الكويت حتى أوقفت الحكومة إصدارها سنة 1994، فانتقلت إلى الطليعة، فالرأي العام، فالقبس، فصوت الخليج. ثم أسست (هيئة خدام المهدي عليه السلام) وأصدرت مجلة المنبر ومجلة ثائر وغيرها، فاستقللتُ بمشروعي الخاص.
متى بدأ مشوارك مع الفكر الديني؟
• لم يغب الفكر الديني عني منذ نعومة أظفاري، إنما ازددت فيه عمقاً بعدما بدأت مطالعاتي العلمية، ودراساتي الحوزوية الخاصة سنة 1996.
كيف تمردت على الفكر الشيعي القائم، حيث لوحظ إستقلال خطك الشيعي؟
• أعتبر ذلك نعمة من الله تعالى أنعم بها عليّ، أني وجدت الوضع الشيعي العام – بركونه إلى الدعة - يتصادم مع روح الثورة التي بعثها نبينا وأئمتنا الأطهار (صلوات الله عليهم) في نفوس شيعتهم وأتباعهم.
الشيعي يتمرد دوماً على الواقع ما دام هذا الواقع مخالفاً لتعاليم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم. الشيعي لا يهنأ له بال إلا أن يغيّر الأجواء من حوله لتكون متوافقة مع منهج السماء. لهذا تمردت.
متى بدأت رحلتك مع التشدد الديني والتعصب؟
• أعتبر نفسي متشدداً مع رموز الظلم والجور والإرهاب والنفاق، كما أني متعصب جداً لآل محمد عليهم الصلاة والسلام. غير أن تشددي وتعصبي لا ينتقل إلى الجوارح بحال من الأحوال، فإني أفرّق مثلاً بين (الجدل الكلامي) وبين (العمل على الشارع) ولا أربط هذا بذاك، حتى لا تسيل دماءٌ أو تُزهق نفوس. لهذا – مثلاً – لا آمر بأن يُقتل المخالف، أو تُصادر حريته في التعبير عن معتقده، أو أن يُعامل كمواطن من الدرجة الثانية، كلا أبداً.. لتبقى القسوة على عقيدته حيث نعتبرها عقيدة باطلة، دون أن نقسو عليه كإنسان، فله الحق في الحياة، وله ما لنا وعليه ما علينا ضمن الأطر والعقود المدنية. رحلتي مع هذا النوع من "التشدد الرؤوف والتعصب الرحيم" بدأت مع بداية مطالعاتي ودراساتي الدينية.
هناك من يتهمك حتى في أوساط الطائفة الشيعية بالتطرف والتشدد؟
• سبق البيان. ولنا أن نتهم هؤلاء بالانهزام والخنوع والذل.
لماذا سجنت في الكويت؟
• لأني تطاولت وحكمت على بعض الشخصيات الدينية أنهم في النار ضمن محاضرات أسبوعية كنت ألقيها في ديوان خدام المهدي (عليه السلام) وكنت أناقش فيها مسائل عقائدية وتاريخية وفكرية حساسة.
كيف غادرت السجن؟
• بعد اعتقالنا وإيداعنا السجن في السادس من شوال 1424 (30 نوفمبر 2003) لم تمرّ إلا أيام قلائل حتى اتضحت الصورة بالنسبة لنا، وهي أن خروجا سريعا من السجن لا يلوح في الأفق رغم أن الحكم القضائي لم يصدر بعد، ذلك لأن نار التحريض علينا من قبل الجماعات المناوئة لم تهدأ حتى صيّرت قضيتنا قضية سياسية عامة على مستوى البلد، وأصبحت القضية محلّ توافق سياسي بين معظم الكتل السياسية من جهة، والحكومة من جهة أخرى، التي تقاطرت عليها الوفود المطالبة بإيقاع أقصى العقوبة علينا.
وكان طبيعيا والحال هذه؛ أن تتعقد القضية أكثر فأكثر، وأن تتجه إلى التأزم لا إلى الانفراج. وبدلا من أن يكون مضي الأيام كفيلا بتخفيف التوتر وتهدئة الساحة لتأخذ الأمور مجراها الطبيعي قضائيا؛ وجدنا أن الجماعات المناوئة كانت تسعِّر النار أكثر، فتصدر البيانات تلو البيانات، والتصريحات تلو التصريحات، وتجتمع برئيس الحكومة وقتذاك غير مرّة، وتعقد المهرجانات الخطابية التصعيدية، وتثير القضية تحت قبة البرلمان، وعلى منابر المساجد، وتعدّ مشروع قانون لتشديد العقوبة على من يمسّ ما يسمى بالصحابة، وتشكّل تكتلا جديدا تحت مسمى الدفاع عن ثوابت الأمة، وتطبع ملصقات للسيارات وتنصب لافتات في الشوارع لترويج عبارة "أنا أحب الصحابة" كردّ علينا.. وهكذا حملت علينا حملة ضخمة متكاملة، الهدف منها كما كنا ندركه، هو أن لا تمرّ هذه القضية مرور الكرام، وأن نكون نحن "عبرة" لغيرنا ممن قد يتشجع ليخترق مجددا دائرة المحظور الديني والتاريخي، ولو من الزاوية المذهبية.
وماذا حصل بعد ذلك؟
• كنا قد فقدنا أدنى قناعة بانغلاق ملف القضية سريعا، وأعددنا النفس لتقبّل واقع الحبس لمدة طويلة، وتأكد لنا ذلك مع تحويلنا من سجن المباحث الجنائية المخصص للموقوفين، إلى السجن المركزي المخصص للمحكومين عادة.
أضف إلى ذلك أن المسؤولين عن وضعنا والمؤثرين فيه سلطويا، كانوا أيضا متحاملين علينا بشدّة بفعل انتماءاتهم الدينية والسياسية، إذ أن مجلس الأمة فواقع كعادته في الصراخ والاستصراخ ولا يمكن أن يكون إلى جانبنا بحال. وبهذا اجتمعت علينا كل التعقيدات. وحتى السلطة الرابعة الإعلامية، فقد اتخذت هي الأخرى قرارا هو الأول من نوعه، إذ أعلنت أنها لن تنشر كل ما له علاقة بموضوعنا، وجاء هذا القرار بعدما نشرت عشرات التصريحات والبيانات والمقالات ضدنا، ولم تتح في المقابل فرصة نشر الردود لمن أحبّ الدفاع عنا وتوضيح الحقائق، فأتى ذلك أيضا علينا وتسبّب في اختلال الصورة لدى رجل الشارع العادي، إذ قرأ للمهاجمين، ولم يقرأ للمدافعين، وكان الأجدر بالصحافة أن تكون على الحياد والتزام المهنية، لكنها لم تفعل وآثرت الانحياز، ثم إنها بنفسها كسرت قرارها! فكانت تنشر بالتتابع تطوّرات قضيتنا، وبعض التعليقات عليها من هذا وذاك. وهكذا اجتمع الكل علينا، وما دام قد اجتمع الكل فيكون طبيعيا أن نقضي في الحبس مدة طويلة، إذ لا يقتنع هؤلاء بأن نقضي فيه شهرا أو شهرين، أو سنة أو سنتين، إنهم يريدون توجيه ضربة مؤلمة لنا.
هل صدر ضدكم قرارا قضائيا في هذه المرحلة؟
• نعم، لكن لم يعجبهم أن يحكم قاضي المحكمة الابتدائية بأقصى عقوبة في قانون المطبوعات، وهي الحكم سنة مع غرامة ألف دينار، فضغطوا باتجاه تحويل القضية من جنحة إلى جناية، ثم تصييرها قضية أمن دولة، لتكون العقوبة أشد، وهكذا صدر علينا حكم بالسجن عشر سنوات، والذي انضم إليه حكم آخر بالسجن خمس سنوات، ثم حكم ثالث صدر أخيرا بالسجن عشر سنوات، فأصبح المجموع خمسا وعشرين سنة، أي ربع قرن، وهو أول حكم من نوعه في تاريخ الكويت في قضية من قضايا الرأي.
هذا المسار التصعيدي كان واضحا منذ البداية ومنذ الأيام الأولى كما أسلفنا، فكان لا بد لنا من أن نوطن النفس على تحمّل قضاء فترة طويلة نكون فيها محرومين من الحرية. إلا أن الأمل بالله تعالى، والثقة بتأييد المولى صاحب العصر والزمان (أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء) كانا سببا لعدم اليأس أو القنوط. فانشغلنا في أيام السجن المريرة بالدعاء الذي هو سلاح المؤمن، واجتهدنا بالتوسل بمن أمر الله أن نتوسل إليه بهم، وهم نبينا الأكرم وآله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. والحق أننا رغم ما كنا نعاني منه في السجن، إلا أن العبادة كانت سلوتنا، وقد قضينا في السجن أروع لحظات الانقطاع إلى الله جل وعلا في حياتنا كلها، إذ لم يتأتَّ لنا الوصول إلى هذه الدرجة من التوجه الروحي من ذي قبل، كما لم يتأتَّ لنا مثله حتى الآن، إلا مرّتين أو ثلاث في العتبات المقدسة.
إذن كيف خرجت من السجن بعد الأحكام المتعددة؟
• على أية حال فقد خاطبنا ونحن في السجن مولانا قمر بني هاشم أبا الفضل العباس (صلوات الله وسلامه عليه) ورجوناه أن يتكرّم علينا بالشفاعة عند الله تعالى وعند أخيه الحسين سيد الشهداء (صلوات الله وسلامه عليه) حتى يمنّ الله تعالى علينا بالعودة إلى الحرية والخلاص من السجن، معاهدينه على استكمال مسيرة الدفاع عن حق آل محمد (صلوات الله عليهم) بكل ما نملكه من طاقات. ثم نذرنا نذرا شرعيا وهو أن لو نجونا؛ لنرفعنَّ الأذان شخصيا في حرم سيدنا العباس (عليه السلام) في كربلاء المقدسة.
وقبل أيام قلائل من مناسبة اليوم الوطني لسنة 2004، وتحديدا قبل ثلاثة أيام منه؛ كنا قد استيقظنا كالعادة لأداء صلاة الصبح، وكانت عادتنا أن ننشغل عقبها حتى ما بعد شروق الشمس بالدعاء والزيارة، فكما ورد في وصايا أهل البيت (عليهم السلام) فإن فترة ما بين الطلوعين – طلوع الفجر وطلوع الشمس – تكون من أفضل فترات استجابة الدعاء، ثم إننا بعد ذلك نأخذ قسطا من الراحة والعودة إلى النوم لساعة أو ساعتيْن إذ لا نكون قد أخذنا ما فيه الكفاية بسبب سهرنا ليلا.
واتفق في ذلك الصباح؛ أن رأينا في ما يرى النائم وكأننا في ساحة كبيرة يقف في أقصاها مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، فهرعت إليه وأنا أهتف به: "يا علي يا ولي الله.. يا علي يا ولي الله" قاصدا عرض مشكلتي وحاجتي، وهي التحرر من السجن.
كنت أتقدّم إليه (صلوات الله عليه) بخطى سريعة وأنا أرى شخصه الشريف لكنني لم أستطع تمييز ملامح وجهه الشريف بسبب شدة توهج النور المنبعث منه، وما إن وصلت قريبا منه حتى تفاجأت باختفائه ولست أدري كيف! إلا أنه ظهرت لي في الحال القبة الذهبية لمولانا أبي الفضل العباس (صلوات الله عليه) ووجدت نفسي فجأة أمام باب قبلة الحرم العباسي في كربلاء المقدسة! فشعرت وكأن أمر قضاء حاجتي قد أحيل من لدن أمير المؤمنين إلى ابنه العباس عليهما السلام، فممددت يدي باتجاه القبة الشريفة وصرخت قائلا: "يا أبا الفضل العباس.. وحقك أخرجني من السجن"!
ماذا حدث لاحقا؟
• يشهد الله عليَّ؛ أنني حينما أتممت هذه العبارة وجدت شخصا يوقظني من منامي وهو يقول لي: "قم، استيقظ، إنهم قد طلبوك في قسم التصنيف". فاستيقظت متفائلا بالخير، وذهبت إلى هذا القسم في السجن، وهو المتخصص بتصنيف القضايا وتنفيذها، وكان صدى العبارة التي خاطبت بها المولى العباس (عليه السلام) ما زال يرنّ في أذني، وما إن وصلت إلى ذلك القسم حتى وجدت رجل أمن قادم من الخارج وبيده كشف فيه أسماء مكتوبة بخط اليد، فقال لي: "أنت ياسر الحبيب"؟ فأجبته بنعم، فأردف قائلا: "أبشرك! ستخرج بعد ثلاثة أيام بمناسبة العفو الأميري بالعيد الوطني"! قلت له: "حقا ما تقول"؟ فقال: "نعم.. كل ما عليك هو أن تدفع غرامة الألف دينار المنصوص عليها في حكمك".
كان الأمر بالنسبة لي أشبه بالخيال إلى درجة أنني شككت في كوني يقظا! فعدت إلى زنزانتي وعيناي تدمعان وقلت في نفسي: "فعلها العباس ورب الكعبة"! ثم فرشت سجادتي ووقفت لأصلي صلاة الشكر على هذه النعمة.
غادرت السجن بهذه البساطة؟
• في اليوم نفسه زارني ذويَّ، فأوعزت إليهم بضرورة دفع مبلغ الغرامة، وقد فعلوا ذلك في اليوم التالي لدى إدارة تنفيذ الأحكام بمنطقة الجابرية، مع أنهم كانوا متعجبين وفي شك من حقيقة الأمر، فجميع الوساطات قد باءت بالفشل، ولم يكن ثمة مؤشر على أن هناك تدخلا من قبل الديوان الأميري لإلحاقي بقائمة المشمولين بالعفو السنوي، خاصة أن شروط وقواعد العفو لا تنطبق عليَّ، فحكمي ليس نهائيا بل هو حكم ابتدائي! وقضيتي ليست من جنس القضايا المشمولة بالعفو أصلا! ولم أقضِ من محكوميّتي نصفها كما يُشترط! ثم إن الأعجب من هذا كله أن جلسة محكمة الاستئناف في قضيتي كانت قبل يوم واحد من إطلاق سراحي المفترض أي في الرابع والعشرين من شهر فبراير وقد حضرتها فعليا! فكيف أكون مشمولا بالعفو والحال هذه؟! ومن له القدرة على إدراج اسمي في القائمة والحال أن جميع المسؤولين عن الموضوع هم على طرف المعاداة لي لا المحاباة! فهل أن النائب العام مثلا يرغب في إطلاق سراحي؟ أم وزير العدل؟ وكيف خفي اسمي على هؤلاء فوقعوا على قرار الإفراج؟! بل من له الجرأة على التدخل في أمر كهذا في قضية نوعية كهذه؟!
إنها قدرة الله تعالى، والحمد له كما هو أهله. وتلك هي شفاعة العباس النبراس صلوات الله عليه. ففي صبيحة يوم الخامس والعشرين من شهر فبراير 2004 وبعد إجراءات مكثفة من التدقيق في ملفات السجناء أشرفت عليها لجان متخصصة من وزارة الداخلية ووزارة العدل والنيابة العامة؛ أُطلق سراحنا وخرجنا من باب السجن لنسجد سجدة الشكر. ولم نكن قد قضينا من محكوميتنا سوى شهرين وخمسة وعشرين يوما فقط!
كيف جوبه هذا الأمر لاحقا؟
• نحن نعلم أن الجماعات المصدومة بما جرى لا يروق لها الإذعان لحقيقة أن إطلاق سراحنا كان تدخلا إلهيا، لذا هي تصرّ على طرح احتمالات تبعث على السخرية، كالقول بأن هناك من الشيعة المناصرين لنا من عمد إلى إقحام اسمنا في قائمة المشمولين بالعفو! أو القول بأن الإفراج عنا كان بتواطؤ مع الحكومة! والجواب لهؤلاء: أن ائتونا بشيعي واحد في النيابة العامة أو وزارة العدل أو وزارة الداخلية أو الديوان الأميري له علاقة بموضوعنا وله هذه القدرة حتى يتمكن من التدخل بهذه الجرأة لكسر حكم قضائي صادر ضد الشخص الذي قامت الدنيا بأسرها ضده! أو ائتونا بتفسير منطقي لقيام الحكومة بالتواطؤ معنا ولأية مصلحة؟ بل مصلحتها هي في خلاف ذلك كما هو معلوم لأنها بتواطئها قد تفتح على نفسها بابا لا يُغلق، فالقضية حساسة بل في أعلى درجات الحساسية، وأن يخرج هذا الشخص بالذات من السجن وبهذه السهولة ولأول مرة في تاريخ البلاد هو ليس بالأمر الهيّن! وما الفائدة التي يمكن أن تتوخاها الحكومة من هذا التواطؤ المزعوم؟!
ثم إن الحكومة بنفسها قد أقرّت في جوابها لمن سألها في البرلمان، وكذا في ردّها على تقرير الخارجية الأميركية في شأن حقوق الإنسان والذي تعرّض إلى أمر اضطهادنا بالاستنكار؛ أقرّت أن الإفراج عنا كان قد وقع عن طريق "الخطأ في الإجراءات"، وهو ما يعني أن الإفراج عنا كان خارجا عن إرادتها، وأن الأمر كان قضاءً وقدرا ليس لها فيه الحيلة، وهي إلى اليوم لا تعرف كيف قد وقع هذا الخطأ ومن قبل مَن مِن المسؤولين أو الموظفين؟! وهذا معناه أن القدرة الإلهية قد تدخلت في الموضوع، فهل للجماعات الوهابية والإخوانية وغيرها من الجماعات المناوئة لنا أن تحاسب الله تعالى على حسن صنيعه بنا وكسره لآمالها في إبقائنا في الحبس! قد استجاب الله لدعائنا وفرّج عنا وأنقذنا بمنّه، ولم يستجب لدعائهم علينا بالهلاك والبقاء في عذاب السجن! فأي برهان أعظم من هذا على أننا على الحق وأننا لم نرتكب جرما يوجب سخط الله سبحانه؟!
إن مشكلتنا مع هؤلاء أنهم قد جرّمونا باسم الله! والله بريء من ذلك إذ لم يجعلهم ناطقين رسميين باسمه! فعلى أي أساس وعلى أي شرع اعتبرونا مذنبين؟! وهل لهم أن يناظروننا في الدين ليعرف الكافة أينا على حق وأينا على باطل؟! إني أعلنها لهم وللجميع أني أسأل ربي أن يتلقاني بما صنعت في كشف حقيقة أعدائه وأعداء رسوله وأوليائه عليهم السلام، فلئن كان ذلك موجبا لسخط أهل الدنيا من المخدوعين برجال الماضي، فإنه موجب إن شاء الله تعالى لرضاه ورضى رسوله وأهل بيته (عليهم السلام) في الآخرة.
هل غادرت الكويت فورا؟
• بعد أن تم الإفراج عنا؛ لم تمضِ ساعتان حتى اكتشف القوم أننا قد خرجنا من السجن، فذهلوا مما وقع وكانت خطتهم هي في استدراجنا مجددا إلى السجن كما استدرجونا أول مرة إلى أمن الدولة، حيث كنا قد تلقينا آنذاك اتصالا هاتفيا صباح يوم اعتقالنا يطلب حضورنا إلى "مخفر المدينة" للتحقيق في القضية فقط، فذهبنا طواعية وليس كما أشيع من أنه قد تم إلقاء القبض علينا، لأننا كنا نعتقد ولا نزال أننا لم نرتكب جرما يستحق السجن، حتى على أصول القانون الكويتي، وفي هذا كلام مطوّل ليس هنا محله.
في هذه المرة؛ أي بعد إطلاق سراحنا كنا قد وصلنا إلى بيت أهلنا حيث كانوا هناك قد تجمعوا كما هي عادتهم الأسبوعية في إقامة مجلس عزاء الإمام السجين موسى بن جعفر الكاظم (صلوات الله وسلامه عليهما) بنية سلامتنا، كما كان بعض الأصدقاء متواجدين هناك لاستقبالنا وتهنئتنا. وفي تلك الأثناء اتصل أحدهم من وزارة الداخلية وعرّف نفسه، ذلك بعد أقل من ساعتين من الإفراج عنا، وقال لنا بلطف مريب: "إذا أمكن أن تحضروا إلى مبنى إدارة تنفيذ الأحكام بالجابرية ومعكم جواز السفر! لا تقلقوا ولا تخافوا! إنها مجرد إجراءات روتينية يجب استكمالها بسبب العفو"!
كانت لهجة ذلك الرجل مثيرة للريبة طبعا، فاستخرنا الله تعالى على الذهاب إليهم كما طلبوا فأشارت الخيرة بالنهي الشديد، فازداد قلقنا، ثم استخرنا الله تعالى على الخروج من المنزل فأشارت الخيرة بالحض المؤكد، فأخذنا جواز سفرنا وبعضا من المتعلقات الشخصية وخرجنا قاطعين على الأهل فرحتهم بعودتنا إليهم، حيث إنهم بعد ذلك لم يروْنا!
الى أين توجهت إذن؟
• كان ذلك الخروج من بيت الأهل رحمة من الله تعالى لنا، إذ كانت قوة أمنية متوجهة إلى هناك للقبض علينا، فضاعت الفرصة من بين أيديهم. واشتعلت القضية سياسيا مرة أخرى، وإذا بأصوات الجماعات المناوئة تتعالى من جديد متوعدة ومهددة ومطالبة الحكومة ببذل جهدها للقبض علينا، ووقعت الحكومة حينها على ما يبدو في حرج شديد أخلّ بهيبتها كثيرا، مما حداها إلى التفاوض، فأوصل المسؤولون إلى الأهل غير مرة رسائل مفادها "أنه فليسلّم نفسه أولا ونحن نتعهد أنه بعد شهر سيتم العفو عنه ويتم إطلاق سراحه بعد تقديم كتاب استرحام منكم! ولكن دعونا أولا أن نهدئ السلفيين حاليا فهم ثائرون لما جرى"!.
وقد أبينا الاستجابة لهذا العرض، لأن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرّتين، إضافة إلى أن الاستخارة التي أجريناها في هذا الصدد لم تكن مشجعة. ومع إصرارنا على عدم تسليم النفس والوقوع في شرك المتآمرين، لم تجد الحكومة بدا من إقامة نقاط التفتيش في المناطق التي يتوقع تواجدنا فيها، وتوقيف الأهل والأصدقاء أكثر من مرة واستجوابهم، عدا عن مراقبة تحركاتهم. إلا أن الله تعالى أبى أن يوقعنا في قبضتهم مرة أخرى، فعشنا فترة في البلاد نتنقل فيها من بيت إلى بيت، استقبلنا فيها الأهالي المخلصون الأوفياء، وتحمّلوا فيها من أجلنا ما تحمّلوه من مخاطر، ليس لشيء سوى إيمانهم بعدالة قضيتنا والتماسا للأجر من الله تعالى، والقرب من أهل بيت النبوة عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام. فجزاهم الله خير جزاء المحسنين.
هل بقيت في الكويت؟
• وجدنا أن استمرار الوضع على هذا النحو ليس بالمقبول ولا المرضي، فآثرنا اللجوء إلى خارج البلاد اضطرارا، لأن البقاء كان يعني تعطيل العمل التبليغي الدعوي، ونحن إنما نعيش لأجله، فإذا تعطل كنا كالأموات! فلا خير في حياة بلا دفاع عن محمد وآله عليهم السلام. ومن هنا صممنا على الخروج والهجرة، واستطعنا بحمد الله تعالى وبكرامة من أهل بيت النبوة (عليهم السلام) أن نجتاز الحدود إلى العراق خفية، بمعية بعض المخلصين الشجعان، ليتحقق لنا شرف زيارة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) مجددا، وكانت هذه هي المرة الرابعة التي نتشرف بها في الزيارة، والأولى بعد محنة هي الأشد علينا.
وتحقق لنا أيضا أداء نذرنا الذي نذرناه للخلاص والنجاة، فاتجهنا إلى حرم المولى أبي الفضل العباس (أرواحنا فداه) واتفقنا مع المسؤولين على أن نرفع أذان الظهر في يوم الجمعة رسميا، وكانت لحظة من أروع لحظات الحياة بالنسبة لنا، إذ يكفينا فخرا يوم القيامة أن نكون من جملة من يصدق عليهم لقب "مؤذن حرم العباس بن علي".. وقد قام بعض الأصدقاء هناك بتسجيل وتصوير الحادثة لتبقى شاهدة حية إلى ما شاء الله تعالى.
ثم إننا مكثنا في العراق فترة، تنقلنا فيها بين المدن المقدسة، النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء وبلد، إضافة إلى رحلات متفرقة إلى العاصمة بغداد، وعشنا في تلك الفترة بين أصدقائنا الأوفياء الذين أحاطونا برعايتهم رغم الأحداث الأمنية المأساوية اليومية، جزاهم الله خير الجزاء. وتهيأ لنا الاستقرار فترة في مدينة بلد المقدسة، مدينة سبع الدجيل السيد محمد بن الهادي عليهما السلام، والقريبة من سامراء المقدسة، حيث كنا نتردد على مرقد الإمامين العسكريين (عليهما الصلاة والسلام) للزيارة، وكثيرا ما كنا نجد أنفسنا وحيدين هناك، فالوضع الأمني كان خطيرا للغاية، والإرهابيون كانوا هم أصحاب السيطرة الحقيقية في المدينة. مع ذلك كنا نصر على الوصول إلى الإمامين الغريبين (أرواحنا فداهما) وكنا نرى بأعيننا ما نراه من تهديد للمقام الشريف المتروك في أيدي النواصب الحاقدين من البعثيين القدماء، فتحركنا مع الأخوة أعضاء الهيئة هناك باتجاه الضغط لاسترداد الحرم وتأمين الحماية له محذرين من خطورة بقائه هكذا، لكن أذنا لم تكن تسمع، ولا عينا كانت ترى! إلى أن وقع ما وقع، ولا حول لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم إننا بعد ذلك توجهنا لزيارة العتبات المقدسة في إيران، فانطلقنا بمعية بعض الأخوة الأعزاء إلى هناك، حيث تسنت لنا زيارة إمامنا السلطان الرضا (صلوات الله عليه) في مشهد المقدسة، وأخته السيدة فاطمة المعصومة (صلوات الله عليها) في قم المقدسة، والسيد عبد العظيم الحسني (عليه السلام) في الري، وبعض أولاد الأئمة الأطهار (عليهم السلام) فضلا عن المؤمن المبشر بالجنة أبي لؤلؤة فيروز النهاوندي (رضوان الله تعالى عليه) في كاشان، وكانت هذه هي زيارتنا الأولى له.
ومكثنا في إيران فترة، قضيناها كما قضينا الفترة التي مكثناها في العراق، في التواصل مع بعض الزملاء العاملين في الهيئة، وإعداد المشاريع الدعوية والقيام بما أمكن في سبيل نشر دين الله وولاية أهل البيت عليهم السلام. ثم إننا بعد ذلك ارتأينا الهجرة إلى لندن لمواصلة الدرب في التبليغ الديني، وهكذا ارتحلنا إليها جوا ووصلناها في أواخر العام 2004.
كيف تجرأت علنا على رموز دينية عند المسلمين، ووصفهم بأوصاف مستفزة؟
• من هاجتمهم ليسوا رموز دينية عند المسلمين جميعاً، بل عند طائفة مخدوعة منهم، والتجرؤ عليها ليس بجريمة شرعية ولا أخلاقية، لأن الله تعالى أدان بعضهم في كتابه من فوق سبع سماوات في سورة التحريم، ، وكل ذلك ثابت حتى في أحاديث أهل الخلاف، ويُستفاد من مجموع هذه الأدلة أنه لا حرمة أو كرامة لهم شرعاً.
وأما من الناحية الأخلاقية فإن شأنهم كشأن أية شخصية تاريخية غابرة، من حق الباحث أن يقيّمها ويناقش سيرتها، فإن أثبت عليها جرائم وموبقات؛ لم يكن ذلك تجرؤاً لمجرد التجرؤ، وإلا لكان الله تعالى متجرئاً على زوجتي النبيين العظيمين نوح ولوط عليهما السلام. عموماً.. إني مع فتح الباب على مصراعيه لمحاكمة الشخصيات التاريخية أياً كانت، سيما إذا كان الناس مختلفين عليها.
ألم تستوقفك ظاهرة الغضب الإسلامي العارم على تصريحاتك في الكويت وخارجها؟
• لا، إني متعايش مع هذا الوضع منذ زمن.
لماذا تذكرت هذا العام مناسبة وفاة شخصية تحمل رمزية دينية لتدلي بالتصريحات التي أدليت بها؟
• ذكّرني بها صهري جزاه الله خيرا، فوجدتها فرصة مناسبة لإيقاظ الأمة المخدوعة بهذه الشخصية.
هل أنت مؤمن بكل ما قلته أم أن هنالك كلاما نسب إليك بهتانا؟
• لقد كذب عليّ كثيرٌ ممن لا يخاف الله تعالى ولا يحترم ضميره، فأي شيء أذكره لك وأي شيء أدع؟! ولو أني سردت لك الأكاذيب لما انتهيت.
أضرب لك مثالاً واحداً: يقولون أني دعوت إلى قتل "السنة" - على تعبيرهم – وهدم مساجدهم في العراق. هذا كذب. إنما دعوت لهدم مساجد الضرار في العراق، وهي تلك التي تتخذ مأوى للإرهابيين أو لتخزين الأسلحة والمتفجرات. وقلت في نفس الخطبة أن المساجد الأخرى بما فيها التي تنتمي إلى الطائفة البكرية ينبغي حفظها، غير أن المناوئين حرفوا الكلام بما يشتهون وزعموا أني دعوت إلى هدم مساجدهم جميعا، وهذا كذب فاحش.
من يدعمك ويقف خلفك؟
• أنصاري من المؤمنين.
من أين جئت بالبحبوحة التي تعيش فيها في لندن.. أقصد النشاطات الإعلامية التي تحتاج في عاصمة مثل لندن الى تمويل سخي؟
• شخصياً إني غارق في الديون. والنشاطات يموّلها الأنصار والمحبّون حول العالم بتبرعاتهم.
ماهي المسائل التي تختلف فيها مع الفكر الشيعي السائد؟
• أدعو إلى مراجعة للتراث العقدي والفقهي والفكري بما يُسهم في تنقية التشيع من شوائب المذاهب الدخلية والفلسفات المنحرفة، كما أدعو إلى تحرير الإنسان الشيعي من قيود التقية المغلوطة والشعور بالضعف والنقص والانهزام في المواجهة الحضارية.
كيف تتعامل مع التهديدات بالقتل والملاحقة والإنتقام التي صدرت ضدك في الكويت وخارجها؟
• أتعامل مع كل ذلك بروح الشفقة. إني مشفق على من ثار لأجل الوهم، وأحسب أن المستقبل سيشهد زوال هذا الوهم، وسيزول التقديس الأعمى للماضي وشخصياته، وعندها سيتبدل كره هؤلاء لي إلى حب إن شاء الله تعالى. على كل حال؛ يعلم جميع المحيطين بي ومن يقتدي بي في الصلاة أني في آخر سجدة من كل صلاة أدعو الله أن يرزقني الشهادة.
هل ستستمر في تصحيح مسار الفكر الشيعي كما تخطط.. والى أين أنت ذاهب؟
• نعم إن شاء الله تعالى، وذاهب إلى معركة لا هوادة فيها مع الباطل والطغيان وأعداء الإنسانية وأنصار التخلف.
هناك من يتهمك بأنك ممول من جهات معادية للإسلام لبث الفرقة بين أبناء الدين الواحد؟
• إن كنت كذلك فأسأل الله تعالى أن لا يمهلني حيّاً ساعة. ألا لعنة الله على الكاذبين المفترين.
كم شيخا سنيا باهلت حتى الآن؟
• لم أباهل شيخا "سنياً" فإني أنا السني الذي يمضي على سنة رسول الله وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم. إنما باهلت شيخا "بدعياً" واحداً يُدعى محمد بن عبد الرحمن الكوس.
كيف تقيم المباهلة الأخيرة مع الشيخ الكوس؟
• كانت بحد ذاتها زلزالاً أصاب أهل البدعة، وغداً سيُرى النصر الإلهي لمن ينصر محمداً وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. أليس الصبح بقريب؟!
هل صحيحا أنك تجاهلت إشارة الشيخ الكوس الى مرض شيخ شيعي مرضا غامضا بعد مباهلة وقعت قبل أشهر؟
• غير صحيح، فقد أشرت إلى ذلك قبل وبعد المباهلة كما هو موثق في التسجيل المرئي. والذي باهل من طرفنا هو الشيخ المصري المتشيع حسن شحاتة، ولم يُصب بمرض غامض كما يزعمون، إنما قيل أنه اعتُقل بعد المباهلة من قبل أمن الدولة المصري فأذاقه ويلات العذاب حتى شُلَّ، أفهكذا تكون نتيجة المباهلة؟!
لقد أكدت قبل وبعد المباهلة أن أثرها الذي يُعتدّ به يجب أن يكون إلهياً صرفاً بلا تدخل بشري، أي أن يكون قضاءً وقدراً على الاصطلاح، فإذا ما قُتلتُ مثلاً أو اعتُديَ عليَّ فلا يحسبنّ أحدٌ ذلك دليلاً على أني المبطل وأن هذا عذاب الله، وإلا فإنه لو قام أحدٌ من الشيعة اليوم بقتل الكوس فهل يعدّ ذلك انتقاماً إلهياً منه أم سيقول الخصم أن ذلك كان بتدخل منا؟! ما لكم كيف تحكمون؟! اتركوا الأمر للسماء، المباهلة تعني الاحتكام إلى الله تعالى، فلننتظر جميعاً حكم الله سبحانه.
ما رأيك بحركات التشيع الأخيرة في دول عربية لا وجود للشيعة فيها؟
• الخير كل الخير فيها. التمدد الشيعي يجتاح العالم أجمع، ومن حق الشيعة الذين تشيّعوا حديثاً في الدول الأعرابية أن يتحرّروا من قيود الكبت والاضطهاد وأن يمارسوا شعائرهم التعبدية بحرية.
كيف تتعاطون مع رغبات التشيع حول العالم؟
• التشيع نور، ومن يعيش في الظلام يطلب النور عادة. وأضمن أن إذا سار الأمر على هذه الوتيرة؛ فإن المستقبل هو للتشيع. إني أرى المستقبل للتشيع كما تُرى الشمس في رابعة النهار، وكثيرون بحمد الله تشيّعوا على يدي.
بم تعلق على إسقاط جنسيك الكويتية، وما هي جنسيتك الآن؟
• لم أفرح ولم أحزن. لقد دفع نبينا وأئمتنا (عليهم السلام) دماءهم ثمنا لكلمة الحق، أفلا أدفع أنا جنسيتي ثمنا لها؟ بلى، إن ولايتي لأمير النحل تكفيني. أما عن جنسيتي، فإني الآن (بدون) بحمد الله تعالى.
ما رأيك بالحملة البرلمانية الكويتية ضدك؟
• كلمة الحق تكون مفزعة بادئ ذي بدء، ولذلك أستوعب فزعهم، وآمل بعدما تهدأ هذه الفزعة أن يعود إليهم صوابهم فينظرون للأمر بتوازن. أخالهم سيعرفون في خاتمة المطاف أن الإسلام أكبر من الجميع، ولا يضرّن الإسلام شيء إذا ما سقطت بعض الشخصيات المختلف حولها عن الاحترام، بل على العكس، يقوى الإسلام الحق بذلك.
كلمة أخيرة؟
• ما يسميه مناوئونا سباً؛ نحن نسميه دعوة للبراءة ومحاكمة للشخصيات التاريخية وتحريراً للعقل من التقديس الأعمى. لولا أني مؤمن برسالة لما عملت أعمالاً تنطوي على مخاطر تهدد الحياة وتسبب كل هذه الخسائر. لو كان هدفي دنيوياً لكان يكفيني – بدلاً من سلوك هذا الطريق الخطر – أن أسلك ألف طريق وطريق ليس فيه كل هذه الآلام والعذابات، غير أني في واقع الأمر أؤمن برسالة وأريد أن أؤديها، هذا فحسب. وسيُرى ذلك كله يوم القيامة، عندها سيعرف الناس حقيقة دوافعي، وسيرى بعضهم أي إنسان ظلموه.
مقاطع الفيديو
المقابلة الكاملة مع ياسر الحبيب
أين ولدت وكيف نشأت؟
• وُلدت في الكويت، ونشأت كما نشأ غيري، إلا أني كنت منذ الصغر مولعاً بالمطالعة، ربما هذا الذي ميّز نشأتي عن نشأة غيري.
أين درست وكيف بدأت حياتك العملية؟
• درست في المدارس الحكومية، ثم في جامعة الكويت - كلية العلوم السياسية، ثم اتجهت إلى الدراسات الحوزوية.
ولاحقا بدأت حياتي العملية في المجال الإعلامي والسياسي منذ الصغر حيث عملت محررا صحافيا في جريدة الوطن الكويتية منذ سنة 1991 ولم يكن عمري يتجاوز حينها إثنتا عشرة سنة، ثم انتقلت إلى جريدة صوت الكويت حتى أوقفت الحكومة إصدارها سنة 1994، فانتقلت إلى الطليعة، فالرأي العام، فالقبس، فصوت الخليج. ثم أسست (هيئة خدام المهدي عليه السلام) وأصدرت مجلة المنبر ومجلة ثائر وغيرها، فاستقللتُ بمشروعي الخاص.
متى بدأ مشوارك مع الفكر الديني؟
• لم يغب الفكر الديني عني منذ نعومة أظفاري، إنما ازددت فيه عمقاً بعدما بدأت مطالعاتي العلمية، ودراساتي الحوزوية الخاصة سنة 1996.
كيف تمردت على الفكر الشيعي القائم، حيث لوحظ إستقلال خطك الشيعي؟
• أعتبر ذلك نعمة من الله تعالى أنعم بها عليّ، أني وجدت الوضع الشيعي العام – بركونه إلى الدعة - يتصادم مع روح الثورة التي بعثها نبينا وأئمتنا الأطهار (صلوات الله عليهم) في نفوس شيعتهم وأتباعهم.
الشيعي يتمرد دوماً على الواقع ما دام هذا الواقع مخالفاً لتعاليم محمد وآل محمد صلوات الله عليهم. الشيعي لا يهنأ له بال إلا أن يغيّر الأجواء من حوله لتكون متوافقة مع منهج السماء. لهذا تمردت.
متى بدأت رحلتك مع التشدد الديني والتعصب؟
• أعتبر نفسي متشدداً مع رموز الظلم والجور والإرهاب والنفاق، كما أني متعصب جداً لآل محمد عليهم الصلاة والسلام. غير أن تشددي وتعصبي لا ينتقل إلى الجوارح بحال من الأحوال، فإني أفرّق مثلاً بين (الجدل الكلامي) وبين (العمل على الشارع) ولا أربط هذا بذاك، حتى لا تسيل دماءٌ أو تُزهق نفوس. لهذا – مثلاً – لا آمر بأن يُقتل المخالف، أو تُصادر حريته في التعبير عن معتقده، أو أن يُعامل كمواطن من الدرجة الثانية، كلا أبداً.. لتبقى القسوة على عقيدته حيث نعتبرها عقيدة باطلة، دون أن نقسو عليه كإنسان، فله الحق في الحياة، وله ما لنا وعليه ما علينا ضمن الأطر والعقود المدنية. رحلتي مع هذا النوع من "التشدد الرؤوف والتعصب الرحيم" بدأت مع بداية مطالعاتي ودراساتي الدينية.
هناك من يتهمك حتى في أوساط الطائفة الشيعية بالتطرف والتشدد؟
• سبق البيان. ولنا أن نتهم هؤلاء بالانهزام والخنوع والذل.
لماذا سجنت في الكويت؟
• لأني تطاولت وحكمت على بعض الشخصيات الدينية أنهم في النار ضمن محاضرات أسبوعية كنت ألقيها في ديوان خدام المهدي (عليه السلام) وكنت أناقش فيها مسائل عقائدية وتاريخية وفكرية حساسة.
كيف غادرت السجن؟
• بعد اعتقالنا وإيداعنا السجن في السادس من شوال 1424 (30 نوفمبر 2003) لم تمرّ إلا أيام قلائل حتى اتضحت الصورة بالنسبة لنا، وهي أن خروجا سريعا من السجن لا يلوح في الأفق رغم أن الحكم القضائي لم يصدر بعد، ذلك لأن نار التحريض علينا من قبل الجماعات المناوئة لم تهدأ حتى صيّرت قضيتنا قضية سياسية عامة على مستوى البلد، وأصبحت القضية محلّ توافق سياسي بين معظم الكتل السياسية من جهة، والحكومة من جهة أخرى، التي تقاطرت عليها الوفود المطالبة بإيقاع أقصى العقوبة علينا.
وكان طبيعيا والحال هذه؛ أن تتعقد القضية أكثر فأكثر، وأن تتجه إلى التأزم لا إلى الانفراج. وبدلا من أن يكون مضي الأيام كفيلا بتخفيف التوتر وتهدئة الساحة لتأخذ الأمور مجراها الطبيعي قضائيا؛ وجدنا أن الجماعات المناوئة كانت تسعِّر النار أكثر، فتصدر البيانات تلو البيانات، والتصريحات تلو التصريحات، وتجتمع برئيس الحكومة وقتذاك غير مرّة، وتعقد المهرجانات الخطابية التصعيدية، وتثير القضية تحت قبة البرلمان، وعلى منابر المساجد، وتعدّ مشروع قانون لتشديد العقوبة على من يمسّ ما يسمى بالصحابة، وتشكّل تكتلا جديدا تحت مسمى الدفاع عن ثوابت الأمة، وتطبع ملصقات للسيارات وتنصب لافتات في الشوارع لترويج عبارة "أنا أحب الصحابة" كردّ علينا.. وهكذا حملت علينا حملة ضخمة متكاملة، الهدف منها كما كنا ندركه، هو أن لا تمرّ هذه القضية مرور الكرام، وأن نكون نحن "عبرة" لغيرنا ممن قد يتشجع ليخترق مجددا دائرة المحظور الديني والتاريخي، ولو من الزاوية المذهبية.
وماذا حصل بعد ذلك؟
• كنا قد فقدنا أدنى قناعة بانغلاق ملف القضية سريعا، وأعددنا النفس لتقبّل واقع الحبس لمدة طويلة، وتأكد لنا ذلك مع تحويلنا من سجن المباحث الجنائية المخصص للموقوفين، إلى السجن المركزي المخصص للمحكومين عادة.
أضف إلى ذلك أن المسؤولين عن وضعنا والمؤثرين فيه سلطويا، كانوا أيضا متحاملين علينا بشدّة بفعل انتماءاتهم الدينية والسياسية، إذ أن مجلس الأمة فواقع كعادته في الصراخ والاستصراخ ولا يمكن أن يكون إلى جانبنا بحال. وبهذا اجتمعت علينا كل التعقيدات. وحتى السلطة الرابعة الإعلامية، فقد اتخذت هي الأخرى قرارا هو الأول من نوعه، إذ أعلنت أنها لن تنشر كل ما له علاقة بموضوعنا، وجاء هذا القرار بعدما نشرت عشرات التصريحات والبيانات والمقالات ضدنا، ولم تتح في المقابل فرصة نشر الردود لمن أحبّ الدفاع عنا وتوضيح الحقائق، فأتى ذلك أيضا علينا وتسبّب في اختلال الصورة لدى رجل الشارع العادي، إذ قرأ للمهاجمين، ولم يقرأ للمدافعين، وكان الأجدر بالصحافة أن تكون على الحياد والتزام المهنية، لكنها لم تفعل وآثرت الانحياز، ثم إنها بنفسها كسرت قرارها! فكانت تنشر بالتتابع تطوّرات قضيتنا، وبعض التعليقات عليها من هذا وذاك. وهكذا اجتمع الكل علينا، وما دام قد اجتمع الكل فيكون طبيعيا أن نقضي في الحبس مدة طويلة، إذ لا يقتنع هؤلاء بأن نقضي فيه شهرا أو شهرين، أو سنة أو سنتين، إنهم يريدون توجيه ضربة مؤلمة لنا.
هل صدر ضدكم قرارا قضائيا في هذه المرحلة؟
• نعم، لكن لم يعجبهم أن يحكم قاضي المحكمة الابتدائية بأقصى عقوبة في قانون المطبوعات، وهي الحكم سنة مع غرامة ألف دينار، فضغطوا باتجاه تحويل القضية من جنحة إلى جناية، ثم تصييرها قضية أمن دولة، لتكون العقوبة أشد، وهكذا صدر علينا حكم بالسجن عشر سنوات، والذي انضم إليه حكم آخر بالسجن خمس سنوات، ثم حكم ثالث صدر أخيرا بالسجن عشر سنوات، فأصبح المجموع خمسا وعشرين سنة، أي ربع قرن، وهو أول حكم من نوعه في تاريخ الكويت في قضية من قضايا الرأي.
هذا المسار التصعيدي كان واضحا منذ البداية ومنذ الأيام الأولى كما أسلفنا، فكان لا بد لنا من أن نوطن النفس على تحمّل قضاء فترة طويلة نكون فيها محرومين من الحرية. إلا أن الأمل بالله تعالى، والثقة بتأييد المولى صاحب العصر والزمان (أرواحنا وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء) كانا سببا لعدم اليأس أو القنوط. فانشغلنا في أيام السجن المريرة بالدعاء الذي هو سلاح المؤمن، واجتهدنا بالتوسل بمن أمر الله أن نتوسل إليه بهم، وهم نبينا الأكرم وآله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. والحق أننا رغم ما كنا نعاني منه في السجن، إلا أن العبادة كانت سلوتنا، وقد قضينا في السجن أروع لحظات الانقطاع إلى الله جل وعلا في حياتنا كلها، إذ لم يتأتَّ لنا الوصول إلى هذه الدرجة من التوجه الروحي من ذي قبل، كما لم يتأتَّ لنا مثله حتى الآن، إلا مرّتين أو ثلاث في العتبات المقدسة.
إذن كيف خرجت من السجن بعد الأحكام المتعددة؟
• على أية حال فقد خاطبنا ونحن في السجن مولانا قمر بني هاشم أبا الفضل العباس (صلوات الله وسلامه عليه) ورجوناه أن يتكرّم علينا بالشفاعة عند الله تعالى وعند أخيه الحسين سيد الشهداء (صلوات الله وسلامه عليه) حتى يمنّ الله تعالى علينا بالعودة إلى الحرية والخلاص من السجن، معاهدينه على استكمال مسيرة الدفاع عن حق آل محمد (صلوات الله عليهم) بكل ما نملكه من طاقات. ثم نذرنا نذرا شرعيا وهو أن لو نجونا؛ لنرفعنَّ الأذان شخصيا في حرم سيدنا العباس (عليه السلام) في كربلاء المقدسة.
وقبل أيام قلائل من مناسبة اليوم الوطني لسنة 2004، وتحديدا قبل ثلاثة أيام منه؛ كنا قد استيقظنا كالعادة لأداء صلاة الصبح، وكانت عادتنا أن ننشغل عقبها حتى ما بعد شروق الشمس بالدعاء والزيارة، فكما ورد في وصايا أهل البيت (عليهم السلام) فإن فترة ما بين الطلوعين – طلوع الفجر وطلوع الشمس – تكون من أفضل فترات استجابة الدعاء، ثم إننا بعد ذلك نأخذ قسطا من الراحة والعودة إلى النوم لساعة أو ساعتيْن إذ لا نكون قد أخذنا ما فيه الكفاية بسبب سهرنا ليلا.
واتفق في ذلك الصباح؛ أن رأينا في ما يرى النائم وكأننا في ساحة كبيرة يقف في أقصاها مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، فهرعت إليه وأنا أهتف به: "يا علي يا ولي الله.. يا علي يا ولي الله" قاصدا عرض مشكلتي وحاجتي، وهي التحرر من السجن.
كنت أتقدّم إليه (صلوات الله عليه) بخطى سريعة وأنا أرى شخصه الشريف لكنني لم أستطع تمييز ملامح وجهه الشريف بسبب شدة توهج النور المنبعث منه، وما إن وصلت قريبا منه حتى تفاجأت باختفائه ولست أدري كيف! إلا أنه ظهرت لي في الحال القبة الذهبية لمولانا أبي الفضل العباس (صلوات الله عليه) ووجدت نفسي فجأة أمام باب قبلة الحرم العباسي في كربلاء المقدسة! فشعرت وكأن أمر قضاء حاجتي قد أحيل من لدن أمير المؤمنين إلى ابنه العباس عليهما السلام، فممددت يدي باتجاه القبة الشريفة وصرخت قائلا: "يا أبا الفضل العباس.. وحقك أخرجني من السجن"!
ماذا حدث لاحقا؟
• يشهد الله عليَّ؛ أنني حينما أتممت هذه العبارة وجدت شخصا يوقظني من منامي وهو يقول لي: "قم، استيقظ، إنهم قد طلبوك في قسم التصنيف". فاستيقظت متفائلا بالخير، وذهبت إلى هذا القسم في السجن، وهو المتخصص بتصنيف القضايا وتنفيذها، وكان صدى العبارة التي خاطبت بها المولى العباس (عليه السلام) ما زال يرنّ في أذني، وما إن وصلت إلى ذلك القسم حتى وجدت رجل أمن قادم من الخارج وبيده كشف فيه أسماء مكتوبة بخط اليد، فقال لي: "أنت ياسر الحبيب"؟ فأجبته بنعم، فأردف قائلا: "أبشرك! ستخرج بعد ثلاثة أيام بمناسبة العفو الأميري بالعيد الوطني"! قلت له: "حقا ما تقول"؟ فقال: "نعم.. كل ما عليك هو أن تدفع غرامة الألف دينار المنصوص عليها في حكمك".
كان الأمر بالنسبة لي أشبه بالخيال إلى درجة أنني شككت في كوني يقظا! فعدت إلى زنزانتي وعيناي تدمعان وقلت في نفسي: "فعلها العباس ورب الكعبة"! ثم فرشت سجادتي ووقفت لأصلي صلاة الشكر على هذه النعمة.
غادرت السجن بهذه البساطة؟
• في اليوم نفسه زارني ذويَّ، فأوعزت إليهم بضرورة دفع مبلغ الغرامة، وقد فعلوا ذلك في اليوم التالي لدى إدارة تنفيذ الأحكام بمنطقة الجابرية، مع أنهم كانوا متعجبين وفي شك من حقيقة الأمر، فجميع الوساطات قد باءت بالفشل، ولم يكن ثمة مؤشر على أن هناك تدخلا من قبل الديوان الأميري لإلحاقي بقائمة المشمولين بالعفو السنوي، خاصة أن شروط وقواعد العفو لا تنطبق عليَّ، فحكمي ليس نهائيا بل هو حكم ابتدائي! وقضيتي ليست من جنس القضايا المشمولة بالعفو أصلا! ولم أقضِ من محكوميّتي نصفها كما يُشترط! ثم إن الأعجب من هذا كله أن جلسة محكمة الاستئناف في قضيتي كانت قبل يوم واحد من إطلاق سراحي المفترض أي في الرابع والعشرين من شهر فبراير وقد حضرتها فعليا! فكيف أكون مشمولا بالعفو والحال هذه؟! ومن له القدرة على إدراج اسمي في القائمة والحال أن جميع المسؤولين عن الموضوع هم على طرف المعاداة لي لا المحاباة! فهل أن النائب العام مثلا يرغب في إطلاق سراحي؟ أم وزير العدل؟ وكيف خفي اسمي على هؤلاء فوقعوا على قرار الإفراج؟! بل من له الجرأة على التدخل في أمر كهذا في قضية نوعية كهذه؟!
إنها قدرة الله تعالى، والحمد له كما هو أهله. وتلك هي شفاعة العباس النبراس صلوات الله عليه. ففي صبيحة يوم الخامس والعشرين من شهر فبراير 2004 وبعد إجراءات مكثفة من التدقيق في ملفات السجناء أشرفت عليها لجان متخصصة من وزارة الداخلية ووزارة العدل والنيابة العامة؛ أُطلق سراحنا وخرجنا من باب السجن لنسجد سجدة الشكر. ولم نكن قد قضينا من محكوميتنا سوى شهرين وخمسة وعشرين يوما فقط!
كيف جوبه هذا الأمر لاحقا؟
• نحن نعلم أن الجماعات المصدومة بما جرى لا يروق لها الإذعان لحقيقة أن إطلاق سراحنا كان تدخلا إلهيا، لذا هي تصرّ على طرح احتمالات تبعث على السخرية، كالقول بأن هناك من الشيعة المناصرين لنا من عمد إلى إقحام اسمنا في قائمة المشمولين بالعفو! أو القول بأن الإفراج عنا كان بتواطؤ مع الحكومة! والجواب لهؤلاء: أن ائتونا بشيعي واحد في النيابة العامة أو وزارة العدل أو وزارة الداخلية أو الديوان الأميري له علاقة بموضوعنا وله هذه القدرة حتى يتمكن من التدخل بهذه الجرأة لكسر حكم قضائي صادر ضد الشخص الذي قامت الدنيا بأسرها ضده! أو ائتونا بتفسير منطقي لقيام الحكومة بالتواطؤ معنا ولأية مصلحة؟ بل مصلحتها هي في خلاف ذلك كما هو معلوم لأنها بتواطئها قد تفتح على نفسها بابا لا يُغلق، فالقضية حساسة بل في أعلى درجات الحساسية، وأن يخرج هذا الشخص بالذات من السجن وبهذه السهولة ولأول مرة في تاريخ البلاد هو ليس بالأمر الهيّن! وما الفائدة التي يمكن أن تتوخاها الحكومة من هذا التواطؤ المزعوم؟!
ثم إن الحكومة بنفسها قد أقرّت في جوابها لمن سألها في البرلمان، وكذا في ردّها على تقرير الخارجية الأميركية في شأن حقوق الإنسان والذي تعرّض إلى أمر اضطهادنا بالاستنكار؛ أقرّت أن الإفراج عنا كان قد وقع عن طريق "الخطأ في الإجراءات"، وهو ما يعني أن الإفراج عنا كان خارجا عن إرادتها، وأن الأمر كان قضاءً وقدرا ليس لها فيه الحيلة، وهي إلى اليوم لا تعرف كيف قد وقع هذا الخطأ ومن قبل مَن مِن المسؤولين أو الموظفين؟! وهذا معناه أن القدرة الإلهية قد تدخلت في الموضوع، فهل للجماعات الوهابية والإخوانية وغيرها من الجماعات المناوئة لنا أن تحاسب الله تعالى على حسن صنيعه بنا وكسره لآمالها في إبقائنا في الحبس! قد استجاب الله لدعائنا وفرّج عنا وأنقذنا بمنّه، ولم يستجب لدعائهم علينا بالهلاك والبقاء في عذاب السجن! فأي برهان أعظم من هذا على أننا على الحق وأننا لم نرتكب جرما يوجب سخط الله سبحانه؟!
إن مشكلتنا مع هؤلاء أنهم قد جرّمونا باسم الله! والله بريء من ذلك إذ لم يجعلهم ناطقين رسميين باسمه! فعلى أي أساس وعلى أي شرع اعتبرونا مذنبين؟! وهل لهم أن يناظروننا في الدين ليعرف الكافة أينا على حق وأينا على باطل؟! إني أعلنها لهم وللجميع أني أسأل ربي أن يتلقاني بما صنعت في كشف حقيقة أعدائه وأعداء رسوله وأوليائه عليهم السلام، فلئن كان ذلك موجبا لسخط أهل الدنيا من المخدوعين برجال الماضي، فإنه موجب إن شاء الله تعالى لرضاه ورضى رسوله وأهل بيته (عليهم السلام) في الآخرة.
هل غادرت الكويت فورا؟
• بعد أن تم الإفراج عنا؛ لم تمضِ ساعتان حتى اكتشف القوم أننا قد خرجنا من السجن، فذهلوا مما وقع وكانت خطتهم هي في استدراجنا مجددا إلى السجن كما استدرجونا أول مرة إلى أمن الدولة، حيث كنا قد تلقينا آنذاك اتصالا هاتفيا صباح يوم اعتقالنا يطلب حضورنا إلى "مخفر المدينة" للتحقيق في القضية فقط، فذهبنا طواعية وليس كما أشيع من أنه قد تم إلقاء القبض علينا، لأننا كنا نعتقد ولا نزال أننا لم نرتكب جرما يستحق السجن، حتى على أصول القانون الكويتي، وفي هذا كلام مطوّل ليس هنا محله.
في هذه المرة؛ أي بعد إطلاق سراحنا كنا قد وصلنا إلى بيت أهلنا حيث كانوا هناك قد تجمعوا كما هي عادتهم الأسبوعية في إقامة مجلس عزاء الإمام السجين موسى بن جعفر الكاظم (صلوات الله وسلامه عليهما) بنية سلامتنا، كما كان بعض الأصدقاء متواجدين هناك لاستقبالنا وتهنئتنا. وفي تلك الأثناء اتصل أحدهم من وزارة الداخلية وعرّف نفسه، ذلك بعد أقل من ساعتين من الإفراج عنا، وقال لنا بلطف مريب: "إذا أمكن أن تحضروا إلى مبنى إدارة تنفيذ الأحكام بالجابرية ومعكم جواز السفر! لا تقلقوا ولا تخافوا! إنها مجرد إجراءات روتينية يجب استكمالها بسبب العفو"!
كانت لهجة ذلك الرجل مثيرة للريبة طبعا، فاستخرنا الله تعالى على الذهاب إليهم كما طلبوا فأشارت الخيرة بالنهي الشديد، فازداد قلقنا، ثم استخرنا الله تعالى على الخروج من المنزل فأشارت الخيرة بالحض المؤكد، فأخذنا جواز سفرنا وبعضا من المتعلقات الشخصية وخرجنا قاطعين على الأهل فرحتهم بعودتنا إليهم، حيث إنهم بعد ذلك لم يروْنا!
الى أين توجهت إذن؟
• كان ذلك الخروج من بيت الأهل رحمة من الله تعالى لنا، إذ كانت قوة أمنية متوجهة إلى هناك للقبض علينا، فضاعت الفرصة من بين أيديهم. واشتعلت القضية سياسيا مرة أخرى، وإذا بأصوات الجماعات المناوئة تتعالى من جديد متوعدة ومهددة ومطالبة الحكومة ببذل جهدها للقبض علينا، ووقعت الحكومة حينها على ما يبدو في حرج شديد أخلّ بهيبتها كثيرا، مما حداها إلى التفاوض، فأوصل المسؤولون إلى الأهل غير مرة رسائل مفادها "أنه فليسلّم نفسه أولا ونحن نتعهد أنه بعد شهر سيتم العفو عنه ويتم إطلاق سراحه بعد تقديم كتاب استرحام منكم! ولكن دعونا أولا أن نهدئ السلفيين حاليا فهم ثائرون لما جرى"!.
وقد أبينا الاستجابة لهذا العرض، لأن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرّتين، إضافة إلى أن الاستخارة التي أجريناها في هذا الصدد لم تكن مشجعة. ومع إصرارنا على عدم تسليم النفس والوقوع في شرك المتآمرين، لم تجد الحكومة بدا من إقامة نقاط التفتيش في المناطق التي يتوقع تواجدنا فيها، وتوقيف الأهل والأصدقاء أكثر من مرة واستجوابهم، عدا عن مراقبة تحركاتهم. إلا أن الله تعالى أبى أن يوقعنا في قبضتهم مرة أخرى، فعشنا فترة في البلاد نتنقل فيها من بيت إلى بيت، استقبلنا فيها الأهالي المخلصون الأوفياء، وتحمّلوا فيها من أجلنا ما تحمّلوه من مخاطر، ليس لشيء سوى إيمانهم بعدالة قضيتنا والتماسا للأجر من الله تعالى، والقرب من أهل بيت النبوة عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام. فجزاهم الله خير جزاء المحسنين.
هل بقيت في الكويت؟
• وجدنا أن استمرار الوضع على هذا النحو ليس بالمقبول ولا المرضي، فآثرنا اللجوء إلى خارج البلاد اضطرارا، لأن البقاء كان يعني تعطيل العمل التبليغي الدعوي، ونحن إنما نعيش لأجله، فإذا تعطل كنا كالأموات! فلا خير في حياة بلا دفاع عن محمد وآله عليهم السلام. ومن هنا صممنا على الخروج والهجرة، واستطعنا بحمد الله تعالى وبكرامة من أهل بيت النبوة (عليهم السلام) أن نجتاز الحدود إلى العراق خفية، بمعية بعض المخلصين الشجعان، ليتحقق لنا شرف زيارة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) مجددا، وكانت هذه هي المرة الرابعة التي نتشرف بها في الزيارة، والأولى بعد محنة هي الأشد علينا.
وتحقق لنا أيضا أداء نذرنا الذي نذرناه للخلاص والنجاة، فاتجهنا إلى حرم المولى أبي الفضل العباس (أرواحنا فداه) واتفقنا مع المسؤولين على أن نرفع أذان الظهر في يوم الجمعة رسميا، وكانت لحظة من أروع لحظات الحياة بالنسبة لنا، إذ يكفينا فخرا يوم القيامة أن نكون من جملة من يصدق عليهم لقب "مؤذن حرم العباس بن علي".. وقد قام بعض الأصدقاء هناك بتسجيل وتصوير الحادثة لتبقى شاهدة حية إلى ما شاء الله تعالى.
ثم إننا مكثنا في العراق فترة، تنقلنا فيها بين المدن المقدسة، النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء وبلد، إضافة إلى رحلات متفرقة إلى العاصمة بغداد، وعشنا في تلك الفترة بين أصدقائنا الأوفياء الذين أحاطونا برعايتهم رغم الأحداث الأمنية المأساوية اليومية، جزاهم الله خير الجزاء. وتهيأ لنا الاستقرار فترة في مدينة بلد المقدسة، مدينة سبع الدجيل السيد محمد بن الهادي عليهما السلام، والقريبة من سامراء المقدسة، حيث كنا نتردد على مرقد الإمامين العسكريين (عليهما الصلاة والسلام) للزيارة، وكثيرا ما كنا نجد أنفسنا وحيدين هناك، فالوضع الأمني كان خطيرا للغاية، والإرهابيون كانوا هم أصحاب السيطرة الحقيقية في المدينة. مع ذلك كنا نصر على الوصول إلى الإمامين الغريبين (أرواحنا فداهما) وكنا نرى بأعيننا ما نراه من تهديد للمقام الشريف المتروك في أيدي النواصب الحاقدين من البعثيين القدماء، فتحركنا مع الأخوة أعضاء الهيئة هناك باتجاه الضغط لاسترداد الحرم وتأمين الحماية له محذرين من خطورة بقائه هكذا، لكن أذنا لم تكن تسمع، ولا عينا كانت ترى! إلى أن وقع ما وقع، ولا حول لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم إننا بعد ذلك توجهنا لزيارة العتبات المقدسة في إيران، فانطلقنا بمعية بعض الأخوة الأعزاء إلى هناك، حيث تسنت لنا زيارة إمامنا السلطان الرضا (صلوات الله عليه) في مشهد المقدسة، وأخته السيدة فاطمة المعصومة (صلوات الله عليها) في قم المقدسة، والسيد عبد العظيم الحسني (عليه السلام) في الري، وبعض أولاد الأئمة الأطهار (عليهم السلام) فضلا عن المؤمن المبشر بالجنة أبي لؤلؤة فيروز النهاوندي (رضوان الله تعالى عليه) في كاشان، وكانت هذه هي زيارتنا الأولى له.
ومكثنا في إيران فترة، قضيناها كما قضينا الفترة التي مكثناها في العراق، في التواصل مع بعض الزملاء العاملين في الهيئة، وإعداد المشاريع الدعوية والقيام بما أمكن في سبيل نشر دين الله وولاية أهل البيت عليهم السلام. ثم إننا بعد ذلك ارتأينا الهجرة إلى لندن لمواصلة الدرب في التبليغ الديني، وهكذا ارتحلنا إليها جوا ووصلناها في أواخر العام 2004.
كيف تجرأت علنا على رموز دينية عند المسلمين، ووصفهم بأوصاف مستفزة؟
• من هاجتمهم ليسوا رموز دينية عند المسلمين جميعاً، بل عند طائفة مخدوعة منهم، والتجرؤ عليها ليس بجريمة شرعية ولا أخلاقية، لأن الله تعالى أدان بعضهم في كتابه من فوق سبع سماوات في سورة التحريم، ، وكل ذلك ثابت حتى في أحاديث أهل الخلاف، ويُستفاد من مجموع هذه الأدلة أنه لا حرمة أو كرامة لهم شرعاً.
وأما من الناحية الأخلاقية فإن شأنهم كشأن أية شخصية تاريخية غابرة، من حق الباحث أن يقيّمها ويناقش سيرتها، فإن أثبت عليها جرائم وموبقات؛ لم يكن ذلك تجرؤاً لمجرد التجرؤ، وإلا لكان الله تعالى متجرئاً على زوجتي النبيين العظيمين نوح ولوط عليهما السلام. عموماً.. إني مع فتح الباب على مصراعيه لمحاكمة الشخصيات التاريخية أياً كانت، سيما إذا كان الناس مختلفين عليها.
ألم تستوقفك ظاهرة الغضب الإسلامي العارم على تصريحاتك في الكويت وخارجها؟
• لا، إني متعايش مع هذا الوضع منذ زمن.
لماذا تذكرت هذا العام مناسبة وفاة شخصية تحمل رمزية دينية لتدلي بالتصريحات التي أدليت بها؟
• ذكّرني بها صهري جزاه الله خيرا، فوجدتها فرصة مناسبة لإيقاظ الأمة المخدوعة بهذه الشخصية.
هل أنت مؤمن بكل ما قلته أم أن هنالك كلاما نسب إليك بهتانا؟
• لقد كذب عليّ كثيرٌ ممن لا يخاف الله تعالى ولا يحترم ضميره، فأي شيء أذكره لك وأي شيء أدع؟! ولو أني سردت لك الأكاذيب لما انتهيت.
أضرب لك مثالاً واحداً: يقولون أني دعوت إلى قتل "السنة" - على تعبيرهم – وهدم مساجدهم في العراق. هذا كذب. إنما دعوت لهدم مساجد الضرار في العراق، وهي تلك التي تتخذ مأوى للإرهابيين أو لتخزين الأسلحة والمتفجرات. وقلت في نفس الخطبة أن المساجد الأخرى بما فيها التي تنتمي إلى الطائفة البكرية ينبغي حفظها، غير أن المناوئين حرفوا الكلام بما يشتهون وزعموا أني دعوت إلى هدم مساجدهم جميعا، وهذا كذب فاحش.
من يدعمك ويقف خلفك؟
• أنصاري من المؤمنين.
من أين جئت بالبحبوحة التي تعيش فيها في لندن.. أقصد النشاطات الإعلامية التي تحتاج في عاصمة مثل لندن الى تمويل سخي؟
• شخصياً إني غارق في الديون. والنشاطات يموّلها الأنصار والمحبّون حول العالم بتبرعاتهم.
ماهي المسائل التي تختلف فيها مع الفكر الشيعي السائد؟
• أدعو إلى مراجعة للتراث العقدي والفقهي والفكري بما يُسهم في تنقية التشيع من شوائب المذاهب الدخلية والفلسفات المنحرفة، كما أدعو إلى تحرير الإنسان الشيعي من قيود التقية المغلوطة والشعور بالضعف والنقص والانهزام في المواجهة الحضارية.
كيف تتعامل مع التهديدات بالقتل والملاحقة والإنتقام التي صدرت ضدك في الكويت وخارجها؟
• أتعامل مع كل ذلك بروح الشفقة. إني مشفق على من ثار لأجل الوهم، وأحسب أن المستقبل سيشهد زوال هذا الوهم، وسيزول التقديس الأعمى للماضي وشخصياته، وعندها سيتبدل كره هؤلاء لي إلى حب إن شاء الله تعالى. على كل حال؛ يعلم جميع المحيطين بي ومن يقتدي بي في الصلاة أني في آخر سجدة من كل صلاة أدعو الله أن يرزقني الشهادة.
هل ستستمر في تصحيح مسار الفكر الشيعي كما تخطط.. والى أين أنت ذاهب؟
• نعم إن شاء الله تعالى، وذاهب إلى معركة لا هوادة فيها مع الباطل والطغيان وأعداء الإنسانية وأنصار التخلف.
هناك من يتهمك بأنك ممول من جهات معادية للإسلام لبث الفرقة بين أبناء الدين الواحد؟
• إن كنت كذلك فأسأل الله تعالى أن لا يمهلني حيّاً ساعة. ألا لعنة الله على الكاذبين المفترين.
كم شيخا سنيا باهلت حتى الآن؟
• لم أباهل شيخا "سنياً" فإني أنا السني الذي يمضي على سنة رسول الله وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم. إنما باهلت شيخا "بدعياً" واحداً يُدعى محمد بن عبد الرحمن الكوس.
كيف تقيم المباهلة الأخيرة مع الشيخ الكوس؟
• كانت بحد ذاتها زلزالاً أصاب أهل البدعة، وغداً سيُرى النصر الإلهي لمن ينصر محمداً وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. أليس الصبح بقريب؟!
هل صحيحا أنك تجاهلت إشارة الشيخ الكوس الى مرض شيخ شيعي مرضا غامضا بعد مباهلة وقعت قبل أشهر؟
• غير صحيح، فقد أشرت إلى ذلك قبل وبعد المباهلة كما هو موثق في التسجيل المرئي. والذي باهل من طرفنا هو الشيخ المصري المتشيع حسن شحاتة، ولم يُصب بمرض غامض كما يزعمون، إنما قيل أنه اعتُقل بعد المباهلة من قبل أمن الدولة المصري فأذاقه ويلات العذاب حتى شُلَّ، أفهكذا تكون نتيجة المباهلة؟!
لقد أكدت قبل وبعد المباهلة أن أثرها الذي يُعتدّ به يجب أن يكون إلهياً صرفاً بلا تدخل بشري، أي أن يكون قضاءً وقدراً على الاصطلاح، فإذا ما قُتلتُ مثلاً أو اعتُديَ عليَّ فلا يحسبنّ أحدٌ ذلك دليلاً على أني المبطل وأن هذا عذاب الله، وإلا فإنه لو قام أحدٌ من الشيعة اليوم بقتل الكوس فهل يعدّ ذلك انتقاماً إلهياً منه أم سيقول الخصم أن ذلك كان بتدخل منا؟! ما لكم كيف تحكمون؟! اتركوا الأمر للسماء، المباهلة تعني الاحتكام إلى الله تعالى، فلننتظر جميعاً حكم الله سبحانه.
ما رأيك بحركات التشيع الأخيرة في دول عربية لا وجود للشيعة فيها؟
• الخير كل الخير فيها. التمدد الشيعي يجتاح العالم أجمع، ومن حق الشيعة الذين تشيّعوا حديثاً في الدول الأعرابية أن يتحرّروا من قيود الكبت والاضطهاد وأن يمارسوا شعائرهم التعبدية بحرية.
كيف تتعاطون مع رغبات التشيع حول العالم؟
• التشيع نور، ومن يعيش في الظلام يطلب النور عادة. وأضمن أن إذا سار الأمر على هذه الوتيرة؛ فإن المستقبل هو للتشيع. إني أرى المستقبل للتشيع كما تُرى الشمس في رابعة النهار، وكثيرون بحمد الله تشيّعوا على يدي.
بم تعلق على إسقاط جنسيك الكويتية، وما هي جنسيتك الآن؟
• لم أفرح ولم أحزن. لقد دفع نبينا وأئمتنا (عليهم السلام) دماءهم ثمنا لكلمة الحق، أفلا أدفع أنا جنسيتي ثمنا لها؟ بلى، إن ولايتي لأمير النحل تكفيني. أما عن جنسيتي، فإني الآن (بدون) بحمد الله تعالى.
ما رأيك بالحملة البرلمانية الكويتية ضدك؟
• كلمة الحق تكون مفزعة بادئ ذي بدء، ولذلك أستوعب فزعهم، وآمل بعدما تهدأ هذه الفزعة أن يعود إليهم صوابهم فينظرون للأمر بتوازن. أخالهم سيعرفون في خاتمة المطاف أن الإسلام أكبر من الجميع، ولا يضرّن الإسلام شيء إذا ما سقطت بعض الشخصيات المختلف حولها عن الاحترام، بل على العكس، يقوى الإسلام الحق بذلك.
كلمة أخيرة؟
• ما يسميه مناوئونا سباً؛ نحن نسميه دعوة للبراءة ومحاكمة للشخصيات التاريخية وتحريراً للعقل من التقديس الأعمى. لولا أني مؤمن برسالة لما عملت أعمالاً تنطوي على مخاطر تهدد الحياة وتسبب كل هذه الخسائر. لو كان هدفي دنيوياً لكان يكفيني – بدلاً من سلوك هذا الطريق الخطر – أن أسلك ألف طريق وطريق ليس فيه كل هذه الآلام والعذابات، غير أني في واقع الأمر أؤمن برسالة وأريد أن أؤديها، هذا فحسب. وسيُرى ذلك كله يوم القيامة، عندها سيعرف الناس حقيقة دوافعي، وسيرى بعضهم أي إنسان ظلموه.
مقاطع الفيديو
المقابلة الكاملة مع ياسر الحبيب
نتائج انتخابات مجلس الشعب 2010
انتقلت صناديق انتخابات برلمان 2010 من مقار لجان التصويت إلى مقار فرز الأصوات بجميع الدوائر الانتخابية، وعددها 222 دائرة، تمهيدا لبدء حصر الأصوات وتحديد الفائزين على مقاعد العمال والفئات والكوتة، وستحدد هذه العملية عدد الدوائر التى سيتم إعادة الاقتراع فيها يوم الأحد المقبل 5 ديسمبر.
وأكد شهود عيان أن قوات الأمن فرضت تشديدا مكثفا على عملية نقل الصناديق من اللجان الفرعية والعامة إلى مديريات الأمن وسط ترقب من أنصار ووكلاء ومندوبى المرشحين، الذين أبدوا رغبتهم فى حضور عمليات فرز الأصوات نظرا لتخوفهم من حدوث عمليات تزوير.
وكانت اللجنة العليا للانتخابات أعلنت اليوم الأحد على لسان المستشار أحمد شوقى عضو اللجنة، أن المؤشرات الأولية لسير العملية الانتخابية تشير إلى أن عملية إعلان النتائج الانتخابية لن تكون مساء اليوم كما هو معتاد فى جميع الانتخابات السابقة، ولكن سيتم إعلان النتائج إما مساء بعد غد الثلاثاء أو صباح الأربعاء.
بعد 11 ساعة من التصويت، أغلقت لجان الاقتراع أبوابها أمام الناخبين فى واحدة من أكثر الانتخابات البرلمانية المصرية سخونة، تنافس فيها 5033 مرشحا من بينهم 387 على مقعد الكوتة للمرأة، فى 222 دائرة، بالإضافة إلى 32 دائرة للكوتة، وخاضها مرشحون عن غالبية الأطياف السياسية: الحزب الوطنى وأحزاب المعارضة الكبرى مثل الوفد والتجمع والناصرى، إضافة إلى الأحزاب الصغيرة، وأشرف على تلك الانتخابات 2286 قاضيا بمعدل 9 أعضاء لكل لجنة عامة، بينما راقبها 13 ألفا و139 مراقبا من منظمات المجتمع المدنى والمجلس القومى لحقوق الإنسان.
شهدت بعض الدوائر منافسة ساخنة أشعلها 9 وزراء فى الحكومة مرشحين على قائمة الحزب الوطنى، فى انتخابات قالت عنها اللجنة العليا للانتخابات إن نسبة المشاركة فيها وصلت إلى 25% بزيادة 8% عن انتخابات الشورى السابقة، التى بلغت نسبة المشاركة فيها 17 %، كما لاحظت اللجنة أن الإقبال على اللجان زاد بعد الساعة الثانية ظهرا، وكانت النسبة الأكبر على التصويت للمقاعد النسائية، كما لاحظت أن نسبة كبيرة من السيدات اصطحبن أطفالهن للجان التصويت.
وشملت حصيلة تلك الانتخابات 4 قتلى فى القاهرة والمنوفية والإسكندرية وقنا، بالإضافة إلى 66 جريحا، فيما يربو على 36 دائرة انتخابية موزعة بين المحافظات المختلفة، كما شهدت بعض الدوائر توقفا للتصويت لساعات، قبل أن يعود مرة أخرى، كما حدث فى دوائر بالحامول فى كفر الشيخ ودمنهور بالبحيرة.
كذلك شهدت بعض الدوائر وقوع مخالفات وانتهاكات، ومنها منع بعض مندوبى المرشحين من دخول اللجان، والاعتداء المتبادل بين المرشحين وبعضهم وبين أنصارهم أيضا، والاستعانة ببعض البلطجية ومحاولات اقتحام اللجان، بالإضافة إلى الاعتداء على عدد من الصحفيين بصحف: اليوم السابع والمصرى اليوم والشروق والأسبوع وموقع مصراوى، ليغلق بعد ذلك باب التصويت فى اللجان، وتنقل الصناديق إلى مقار الفرز، تمهيدا لإعلان النتائج الثلاثاء، على أن تجرى الإعادة فى الدوائر التى لم تحقق نسبة 50 % + 1 من أصوات الناخبين يوم الأحد المقبل 5 ديسمبر.
أوراق التصويت تملأ شوارع "القليوبية"
ِوقعت مشاجرة بين أنصار نزيه الكمار وعبد الحكيم شداد مرشحين مستقلين بدائرة قليوب، وقاموا باقتحام لجنة طنان وإخراج صناديق الاقتراع وإلقائها فى الشارع، وقام النائب خالد سيف عضو الشورى بالحصول على مجموعة كبيرة من أوراق التصويت وتوجه بها إلى مركز شرطة قليوب لتحرير محضر إثبات حالة بها.
معركة شرسة بين "جميلة إسماعيل" و"هشام خليل" بقصر النيل
شهدت دائرة قصر النيل معركة ساخنة على مقعد الفئات بين الإعلامية جميلة إسماعيل وهشام مصطفى خليل، تجلت فى العديد من المشاهد، بدأت بمحاولة أنصار هشام خليل التحرش بأنصار جميلة أمام مدرسة قصر النيل، بعدما قاموا بتمزيق الصورة الخاصة بها بمجرد وصولها إلى مقر اللجنة الانتخابية، بجانب ترديد الشعارات المؤيدة لـ "هشام" من بينها "هبه هبه هبه.. هشام فوق القبة".
وبمجرد حضور جميلة للدائرة خرج أحد أنصار "هشام خليل" أمام باب المدرسة ليتوعد الناس الذين حصلوا على نقود ولن يصوتوا إلى هشام حيث قال "اللى أخذ فلوس من هشام ولم يصوت له يبقى بنى آدم مش كويس"، حيث وصل سعر الصوت ما بين 20 إلى 100 جنيه، حسب تأكيدات الأهالى، فيما أنكر البعض الآخر حصولهم على أى نقود.
مشهد آخر يجسد المعركة، تجلت عندما قال "هشام" لرجال الأمن "على باب لجنة معهد الفنون الجميلة "متخلوش حد يضايقكم"، فى الوقت الذى تواجدت فية جميلة داخل اللجنة مع وقف أنصارها بالخارج، وهو ما أدى إلى استغراب أنصار جميلة.
وفى نفس السياق، سرق توكيل جميلة إسماعيل لـ "بثينه كامل" خلال انتقالها من إحدى اللجان إلى الأخرى داخل مقار لجان الإذاعة والتليفزيون كما تؤكد.
وعلى جانب آخر، اتهم وليد رياض مرشح حزب الغد "جبهة موسى مصطفى موسى" على مقعد العمال أنصار مرشح الحزب الوطنى بالتعدى على زوجته خلال وجودها بإحدى المقار الانتخابية.
مقاطع الفيديو
بشاير التزوير فى انتخابات مجلس الشعب المصرية 2010
الاعتداء على المندوبات فى انتخابات مجلس الشعب.
فضيحة انتخابات مجلس الشعب 2010 بسنورس6
انتخابات مجلس الشعب 2010 تزوير عينى عينك
وأكد شهود عيان أن قوات الأمن فرضت تشديدا مكثفا على عملية نقل الصناديق من اللجان الفرعية والعامة إلى مديريات الأمن وسط ترقب من أنصار ووكلاء ومندوبى المرشحين، الذين أبدوا رغبتهم فى حضور عمليات فرز الأصوات نظرا لتخوفهم من حدوث عمليات تزوير.
وكانت اللجنة العليا للانتخابات أعلنت اليوم الأحد على لسان المستشار أحمد شوقى عضو اللجنة، أن المؤشرات الأولية لسير العملية الانتخابية تشير إلى أن عملية إعلان النتائج الانتخابية لن تكون مساء اليوم كما هو معتاد فى جميع الانتخابات السابقة، ولكن سيتم إعلان النتائج إما مساء بعد غد الثلاثاء أو صباح الأربعاء.
بعد 11 ساعة من التصويت، أغلقت لجان الاقتراع أبوابها أمام الناخبين فى واحدة من أكثر الانتخابات البرلمانية المصرية سخونة، تنافس فيها 5033 مرشحا من بينهم 387 على مقعد الكوتة للمرأة، فى 222 دائرة، بالإضافة إلى 32 دائرة للكوتة، وخاضها مرشحون عن غالبية الأطياف السياسية: الحزب الوطنى وأحزاب المعارضة الكبرى مثل الوفد والتجمع والناصرى، إضافة إلى الأحزاب الصغيرة، وأشرف على تلك الانتخابات 2286 قاضيا بمعدل 9 أعضاء لكل لجنة عامة، بينما راقبها 13 ألفا و139 مراقبا من منظمات المجتمع المدنى والمجلس القومى لحقوق الإنسان.
شهدت بعض الدوائر منافسة ساخنة أشعلها 9 وزراء فى الحكومة مرشحين على قائمة الحزب الوطنى، فى انتخابات قالت عنها اللجنة العليا للانتخابات إن نسبة المشاركة فيها وصلت إلى 25% بزيادة 8% عن انتخابات الشورى السابقة، التى بلغت نسبة المشاركة فيها 17 %، كما لاحظت اللجنة أن الإقبال على اللجان زاد بعد الساعة الثانية ظهرا، وكانت النسبة الأكبر على التصويت للمقاعد النسائية، كما لاحظت أن نسبة كبيرة من السيدات اصطحبن أطفالهن للجان التصويت.
وشملت حصيلة تلك الانتخابات 4 قتلى فى القاهرة والمنوفية والإسكندرية وقنا، بالإضافة إلى 66 جريحا، فيما يربو على 36 دائرة انتخابية موزعة بين المحافظات المختلفة، كما شهدت بعض الدوائر توقفا للتصويت لساعات، قبل أن يعود مرة أخرى، كما حدث فى دوائر بالحامول فى كفر الشيخ ودمنهور بالبحيرة.
كذلك شهدت بعض الدوائر وقوع مخالفات وانتهاكات، ومنها منع بعض مندوبى المرشحين من دخول اللجان، والاعتداء المتبادل بين المرشحين وبعضهم وبين أنصارهم أيضا، والاستعانة ببعض البلطجية ومحاولات اقتحام اللجان، بالإضافة إلى الاعتداء على عدد من الصحفيين بصحف: اليوم السابع والمصرى اليوم والشروق والأسبوع وموقع مصراوى، ليغلق بعد ذلك باب التصويت فى اللجان، وتنقل الصناديق إلى مقار الفرز، تمهيدا لإعلان النتائج الثلاثاء، على أن تجرى الإعادة فى الدوائر التى لم تحقق نسبة 50 % + 1 من أصوات الناخبين يوم الأحد المقبل 5 ديسمبر.
أوراق التصويت تملأ شوارع "القليوبية"
ِوقعت مشاجرة بين أنصار نزيه الكمار وعبد الحكيم شداد مرشحين مستقلين بدائرة قليوب، وقاموا باقتحام لجنة طنان وإخراج صناديق الاقتراع وإلقائها فى الشارع، وقام النائب خالد سيف عضو الشورى بالحصول على مجموعة كبيرة من أوراق التصويت وتوجه بها إلى مركز شرطة قليوب لتحرير محضر إثبات حالة بها.
معركة شرسة بين "جميلة إسماعيل" و"هشام خليل" بقصر النيل
شهدت دائرة قصر النيل معركة ساخنة على مقعد الفئات بين الإعلامية جميلة إسماعيل وهشام مصطفى خليل، تجلت فى العديد من المشاهد، بدأت بمحاولة أنصار هشام خليل التحرش بأنصار جميلة أمام مدرسة قصر النيل، بعدما قاموا بتمزيق الصورة الخاصة بها بمجرد وصولها إلى مقر اللجنة الانتخابية، بجانب ترديد الشعارات المؤيدة لـ "هشام" من بينها "هبه هبه هبه.. هشام فوق القبة".
وبمجرد حضور جميلة للدائرة خرج أحد أنصار "هشام خليل" أمام باب المدرسة ليتوعد الناس الذين حصلوا على نقود ولن يصوتوا إلى هشام حيث قال "اللى أخذ فلوس من هشام ولم يصوت له يبقى بنى آدم مش كويس"، حيث وصل سعر الصوت ما بين 20 إلى 100 جنيه، حسب تأكيدات الأهالى، فيما أنكر البعض الآخر حصولهم على أى نقود.
مشهد آخر يجسد المعركة، تجلت عندما قال "هشام" لرجال الأمن "على باب لجنة معهد الفنون الجميلة "متخلوش حد يضايقكم"، فى الوقت الذى تواجدت فية جميلة داخل اللجنة مع وقف أنصارها بالخارج، وهو ما أدى إلى استغراب أنصار جميلة.
وفى نفس السياق، سرق توكيل جميلة إسماعيل لـ "بثينه كامل" خلال انتقالها من إحدى اللجان إلى الأخرى داخل مقار لجان الإذاعة والتليفزيون كما تؤكد.
وعلى جانب آخر، اتهم وليد رياض مرشح حزب الغد "جبهة موسى مصطفى موسى" على مقعد العمال أنصار مرشح الحزب الوطنى بالتعدى على زوجته خلال وجودها بإحدى المقار الانتخابية.
مقاطع الفيديو
بشاير التزوير فى انتخابات مجلس الشعب المصرية 2010
الاعتداء على المندوبات فى انتخابات مجلس الشعب.
فضيحة انتخابات مجلس الشعب 2010 بسنورس6
انتخابات مجلس الشعب 2010 تزوير عينى عينك
Saturday, November 27, 2010
موقع ويكيليكس ينشر وثائق سرية جديدة
تستعد العديد من الحكومات في العالم خصوصا الحكومة الاميركية لمواجهة التداعيات التي يمكن ان تنتج عن نشر موقع ويكيليكس ملايين الوثائق الجديدة التي يتوقع ان تشتمل على مراسلات دبلوماسية اميركية محرجة.
ويتوقع ان ينشر الموقع ثلاثة ملايين برقية ورسالة مسربة تحتوي على معلومات عن مراسلات اميركية وآراء سرية لدول من بينها استراليا وبريطانيا وكندا واسرائيل وروسيا وتركيا.
وكانت واشنطن التي أقرت بأنها تستعد "لأسوأ السيناريوهات"، أعلنت الأربعاء أن الأجهزة الدبلوماسية الأميركية شرعت في إبلاغ حكومات أجنبية أن ويكيليكس يعتزم أن ينشر قريبا وثائق سرية من شأنها أن تثير "توترات" معها.
وقال رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الأميرال مولن في مقابلة تبثها شبكة( سي إن إن) الأميركية الأحد وحصلت وكالة فرانس برس على نصها الجمعة إن موقع ويكيليكس "لا يزال يقوم بأمور خطيرة للغاية"، خصوصا على أمن الجنود الأميركيين، داعيا المسؤولين عن الموقع إلى الإمتناع عن عملية النشر هذه.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء أنها تستعد لما سينشره الموقع من برقيات دبلوماسية تخص "عددا كبيرا من الملفات والدول".
وفي موسكو أكدت صحيفة كومرسانت أن هذه التسريبات تتضمن توصيفات "مزعجة" عن الوضع السياسي والقادة الروس قد تسيء إلى موسكو.
وكتبت الصحيفة أن كشف المعلومات "يمكن أن يتسبب بتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا" وكذلك مع نصف بلدان العالم.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استخف بهذه المعلومات، وسأل صحافيين كانوا يسألونه بشأن هذا الملف عن سبب اهتمامهم ب"سارقين صغار" على الإنترنت.
وفي روما أبلغت واشنطن وزير الخارجية فرنكو فراتيني أن بعض الوثائق تتعلق بايطاليا.
وأشارت الحكومة الايطالية في بيان إلى "انعكاسات سلبية محتملة بالنسبة لايطاليا".
وكندا، البلد الأخير حتى الساعة الذي علق على هذه المعلومات سعيا إلى الحد من الأضرار الممكنة، أشارت بعد ظهر الجمعة إلى أن سفارتها في واشنطن "تعالج هذه المسألة مع وزارة الخارجية".
وفي بغداد، أعرب السفير الأميركي لدى العراق جيمس جيفري الجمعة عن قلقه حيال عزم موقع ويكيليكس نشر مجموعة جديدة من الوثائق السرية، معتبرا ذلك أمرا سيئا للغاية ويشكل عقبة كبيرة للدبلوماسية في هذا البلد.
وقال جيفري للصحافيين في مبنى السفارة في بغداد إن "وثائق ويكيليكس تشكل عائقا كبيرا للغاية بالنسبة لعملي الذي يتطلب مناقشات تتميز بالثقة مع الناس. لا أفهم الدافع وراء هذه الوثائق كونها لا تساعد إنما هي ببساطة تلحق أضرارا بقدرتنا على أداء عملنا هنا".
وردا على سؤال حول رد فعل مسؤولين عراقيين أجاب "من الواضح أنهم غير مرتاحين. كل شخص يجري محادثات سرية تجد بالنهاية طريقها إلى الإعلام سيكون مستاء".
وأعلن الموقع المتخصص بكشف وثائق سرية، أنه سينشر الإثنين وثائق ستكون إكثر "بسبع مرات" من وثائق حرب العراق التي بلغ عدد المنشور منها حوالى 400 ألف وثيقة.
وكانت التسريبات الأولى التي نشرها موقع ويكيليكس حول أفغانستان في تموز/يوليو تتضمن القليل من المعلومات المهمة. أما تلك الصادرة عن العراق فركزت في غالبيتها على تجاوزات ارتكبت بين مكونات عراقية مختلفة.
وقد تشعر واشنطن بارتباك أكبر إثر نشر وثائق أعدها دبلوماسيوها وخصوصا إذا كانت تمس شركاء أجانب للولايات المتحدة.
وبحسب وزارة الخارجية الفنلندية، فإن السفارة الأميركية في هذا البلد تعتقد بأن نشر هذه الوثائق ستكون "الأخطر".
ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الجمعة عن مسؤول إسرائيلي كبير أن إسرائيل التي تعتبر واشنطن من أهم حلفائها، تبلغت ان تسريب برقيات دبلوماسية أميركية متوقع خلال الأيام المقبلة قد يتناول تقارير سرية أرسلتها سفارة الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
واتصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بزعماء كل من المانيا والسعودية والامارات العربية المتحدة وبريطانيا وفرنسا وافغانستان لمناقشة هذه القضية.
وفي بريطانيا حثت الحكومة الصحف البريطانية بان "تاخذ في الاعتبار" تداعيات نشر اي من تلك الوثائق على الامن القومي. وقال مسؤولون بريطانيون ان بعض المعلومات قد تكون خاضعة لاتفاقيات طوعية بين الحكومة والاعلام بعدم نشر معلومات حساسة خاصة المتعلقة منها بالعمليات العسكرية واجهزة الاستخبارات.
ويتوقع ان ينشر الموقع ثلاثة ملايين برقية ورسالة مسربة تحتوي على معلومات عن مراسلات اميركية وآراء سرية لدول من بينها استراليا وبريطانيا وكندا واسرائيل وروسيا وتركيا.
وكانت واشنطن التي أقرت بأنها تستعد "لأسوأ السيناريوهات"، أعلنت الأربعاء أن الأجهزة الدبلوماسية الأميركية شرعت في إبلاغ حكومات أجنبية أن ويكيليكس يعتزم أن ينشر قريبا وثائق سرية من شأنها أن تثير "توترات" معها.
وقال رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الأميرال مولن في مقابلة تبثها شبكة( سي إن إن) الأميركية الأحد وحصلت وكالة فرانس برس على نصها الجمعة إن موقع ويكيليكس "لا يزال يقوم بأمور خطيرة للغاية"، خصوصا على أمن الجنود الأميركيين، داعيا المسؤولين عن الموقع إلى الإمتناع عن عملية النشر هذه.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء أنها تستعد لما سينشره الموقع من برقيات دبلوماسية تخص "عددا كبيرا من الملفات والدول".
وفي موسكو أكدت صحيفة كومرسانت أن هذه التسريبات تتضمن توصيفات "مزعجة" عن الوضع السياسي والقادة الروس قد تسيء إلى موسكو.
وكتبت الصحيفة أن كشف المعلومات "يمكن أن يتسبب بتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا" وكذلك مع نصف بلدان العالم.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استخف بهذه المعلومات، وسأل صحافيين كانوا يسألونه بشأن هذا الملف عن سبب اهتمامهم ب"سارقين صغار" على الإنترنت.
وفي روما أبلغت واشنطن وزير الخارجية فرنكو فراتيني أن بعض الوثائق تتعلق بايطاليا.
وأشارت الحكومة الايطالية في بيان إلى "انعكاسات سلبية محتملة بالنسبة لايطاليا".
وكندا، البلد الأخير حتى الساعة الذي علق على هذه المعلومات سعيا إلى الحد من الأضرار الممكنة، أشارت بعد ظهر الجمعة إلى أن سفارتها في واشنطن "تعالج هذه المسألة مع وزارة الخارجية".
وفي بغداد، أعرب السفير الأميركي لدى العراق جيمس جيفري الجمعة عن قلقه حيال عزم موقع ويكيليكس نشر مجموعة جديدة من الوثائق السرية، معتبرا ذلك أمرا سيئا للغاية ويشكل عقبة كبيرة للدبلوماسية في هذا البلد.
وقال جيفري للصحافيين في مبنى السفارة في بغداد إن "وثائق ويكيليكس تشكل عائقا كبيرا للغاية بالنسبة لعملي الذي يتطلب مناقشات تتميز بالثقة مع الناس. لا أفهم الدافع وراء هذه الوثائق كونها لا تساعد إنما هي ببساطة تلحق أضرارا بقدرتنا على أداء عملنا هنا".
وردا على سؤال حول رد فعل مسؤولين عراقيين أجاب "من الواضح أنهم غير مرتاحين. كل شخص يجري محادثات سرية تجد بالنهاية طريقها إلى الإعلام سيكون مستاء".
وأعلن الموقع المتخصص بكشف وثائق سرية، أنه سينشر الإثنين وثائق ستكون إكثر "بسبع مرات" من وثائق حرب العراق التي بلغ عدد المنشور منها حوالى 400 ألف وثيقة.
وكانت التسريبات الأولى التي نشرها موقع ويكيليكس حول أفغانستان في تموز/يوليو تتضمن القليل من المعلومات المهمة. أما تلك الصادرة عن العراق فركزت في غالبيتها على تجاوزات ارتكبت بين مكونات عراقية مختلفة.
وقد تشعر واشنطن بارتباك أكبر إثر نشر وثائق أعدها دبلوماسيوها وخصوصا إذا كانت تمس شركاء أجانب للولايات المتحدة.
وبحسب وزارة الخارجية الفنلندية، فإن السفارة الأميركية في هذا البلد تعتقد بأن نشر هذه الوثائق ستكون "الأخطر".
ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الجمعة عن مسؤول إسرائيلي كبير أن إسرائيل التي تعتبر واشنطن من أهم حلفائها، تبلغت ان تسريب برقيات دبلوماسية أميركية متوقع خلال الأيام المقبلة قد يتناول تقارير سرية أرسلتها سفارة الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
واتصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بزعماء كل من المانيا والسعودية والامارات العربية المتحدة وبريطانيا وفرنسا وافغانستان لمناقشة هذه القضية.
وفي بريطانيا حثت الحكومة الصحف البريطانية بان "تاخذ في الاعتبار" تداعيات نشر اي من تلك الوثائق على الامن القومي. وقال مسؤولون بريطانيون ان بعض المعلومات قد تكون خاضعة لاتفاقيات طوعية بين الحكومة والاعلام بعدم نشر معلومات حساسة خاصة المتعلقة منها بالعمليات العسكرية واجهزة الاستخبارات.
مقاطع فيديو لفنانات ومذيعات عربيات
يرى علماء نفس أن السعي إلى الشهرة تصاحبه ميول فطرية وأساليب مصطنعة هدفها لفت الأنظار، لاسيما بين المشاهير ومنهم نجوم الغناء والسينما و التلفزيون على وجه الخصوص. ولعل احد الأساليب في ارتقاء سلم الشهرة بسرعة كبيرة الإيحاء بتصرفات جنسية غير منسجمة مع ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده، لتساهم بشكل كبير في إشهار اسم هذا الفنان أو ذاك. وعلى رغم ان " المثلية الجنسية " لم تعد حالة مرضية في تصنيفات علماء النفس، فان ادعائها ونشرها عبر وسائل الميديا ، تعد وسيلة ناجحة لتحقيق "الجماهيرية"، مثلما أصبح إسناد دور " المرأة السحاقية أو " الرجل اللوَاط " في السينما والتليفزيون بابا مشرعة لتحقيق شهرة سريعة لمن يؤدي ذلك الدور.
تسويق الفنان
وعلى رغم ان الوسط الفني العربي كان إلى وقت قريب لا يوغل كثيرا في نشره أخبار " المثلية " مثلما ابتعدت الأعمال الفنية لفترة طويلة عن طرح هذا الموضوع فإنها تزخر اليوم بمثل هذه الأخبار، بل أصبحت كما أسلفنا إحدى عوامل تسويق الفنان إلى الجمهور ورفع أرصدته الفنية.
وفي الوقت الذي أصبحت فيه المثلية والفعاليات الجنسية الفضائحية بين النخب الفنية والسياسية الغربية أمرا مألوفا، واستبدلت كلمة "شذوذ" بتعبير أكثر لياقة، فان الوسط الفني العربي بدا يتناغم مع ثقافة الغرب في هذا المجال، وانتقلت الظاهرة من شريط السينما إلى الواقع ليصبح الأمر حدثا يوميا يمارس على الأرض وتنقل فعالياته وسائل الميديا العربية.
الأنثى والرجل
وبينما ركزت الأعمال الفنية العربية على "السحاق" وهو ممارسة الجنس بين أنثى وأنثى، وطرحته في أعمال معروفة فانها مازالت بعيدة بقدر معين عن اللواط وهو ممارسة الجنس بين رجل ورجل.
لكن ما يثير في السينما والغناء العربي ان الموضوع يتم التناول فيه من باب الإثارة والشهرة وكسب الجمهور للحصول على "إيرادات" أعلى، في حين أن الأعمال الفنية الغربية تجاوزت ذلك وعالجت الموضوع بصورة علمية لأغراض الدراسة والتحليل، وحاولت دحض فكرة ان " المثلية" حالة مرضية حيث كان قبل عام 1973 مُدرجًا في قائمة الاضطرابات النفسية، ليحذف من تصنيف كونه اضطرابا نفسيا من القاموس الطبي والنفسي.
طرح خجول
ويقترب حديث الفنانة المصرية علا غانم كثيرا من الحقيقة حين تحدثت لقناة " أم بي سي " من أن ظاهرة المثلية انتشرت في مصر بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ليس فقط بين الرجال بل بين الفتيات أيضا، وان الظاهرة كانت تستحق معالجتها بفيلم سينمائي لأن واجب الفن التصدي لهذه الظواهر السلبية بعمل فني يناقش أسبابها دون خجل.
مثلية جنسية في القاهرة
وإذا كانت غانم أشارت الى تفشي الظاهرة بشكل عام فان صحيفة "البلاغ الجديد" الأسبوعية نشرت مقالا اتهم الفنانين نور الشريف وخالد أبو النجا وحمدي الوزير بممارسات " مثلية" في أحد فنادق القاهرة. لكن أداء علا غانم لدور " مثلي " كلفها إقامة دعوى قضائية ضد الفنانة اللبنانية ماريا، التي وصفت دور علا كشخصية سحاقية في فيلم "بدون رقابة" ب"الفج".
قميص فنانة
وكانعكاس للواقع اتٌهِمَت المغنية اللبنانية أمل حجازي ب"المثلية الجنسية " في فيديو كليب، ارتدت فيه قميصا كتبت عليه رموز تشير إلى شركة تبيع ملابس "المثليين". لكن رد فعل الفنانة من انها لم تكن تعلم بخلفية هذه الرموز وانها " فتاة محافظة، ولا يمكن أن أفعل أشياء تغضب الله أو تناقض مبادئي" بحسب تعبيرها، يثير التساؤل حول كيفيه "جهل" فنانة معروفة ل " ملابس مثلية " سوف ترتديها في فيديو يصل الى الجمهور.
قبلات غرائزية
ولعل اقرب اتهامات "المثلية" الى الواقع ما تداولته منتديات النت ومواقع الكترونية كثيرة من لقطات فيديو وصور تثبت – بحسب تفسيرات من نشر الفيديو – "مثلية" اللفنانة الكويتية فاطمة الحوسني... والصور المنشورة تدل على أنها – إن كانت حقيقية - التقطت في بداية التسعينيات وتظهر فيها الفنانة وهي تقبل صديقتها بشكل مثير وغرائزي.
وشهدت الميديا العربية تجاذبا حول مثلية الرجال واللواط عندما نشرت مجلة عربية خبر علاقة " عاطفية" بين الفنان الأردني طوني قطان ومدير أعماله السابق الإعلامي اللبناني جو معلوف.وتضمن الخبر "مجون وأماكن للسهر مشبوهة ومخصصة للمثليين".
وأثار الخبر ضجة واسعة في الأردن والبلدان العربية حتى أن معلوف قرر اعتزال الناس والأقارب لحين انتهاء القضية التي أقامها على المجلة.
كما سبب الخبر ل"قطان" - بحسب تصريحاته - ألما معنويا إلى درجة أن علاقته بخطيبته ساءت بشكل كبير، الأمر الذي جعله ينتقل للعيش وحده بعيدا عن منزل العائلة.
فنان يتزوج صديقه
كما نشرت " الجريدة" الكويتية ما رواه الإعلامي والكاتب وائل الإبراشي عن فنان دعا أصدقاءه إلى شاطئ العجمي في مصر لمناسبة حفلة زفافه على صديقه من جنسية أوروبية، فلبى المدعوون من النجوم الدعوة على أساس أنها حفلة صيفية ممتعة، إلا أن المظاهر المثيرة للاشمئزاز كانت سيدة الموقف. وكشف الإبراشي أنه يملك صوراً عدة التقطت أثناء الحفلة، يظهر فيها النجم وبعض المدعوين في حالة غير عادية.
وورد اسم فنان آخر في خمس قضايا " مثلية" ، حين اعتقل الأمن المصري ممارسي لواط أكدوا علاقتهم بهذا الفنان وأكدوا انه يلاحق الشبان لاصطيادهم.
ولم تخل علاقة المخرج يوسف شاهين بالفنان المعتزل محسن محيي الدين من الغمز واتهامات بالمثلية ، الذي تردد أنه اعتزل الفن لأسباب شخصية واتجه نحو الالتزام الديني كردة فعل عكسية. كما اتهمت سعاد حسني بانها "مهووسة" جنسيا. ولسبب ولآخر أشيع في الصحافة عن علاقة جنسية تربط الفنانين اللبنانيين إيوان وجاد شويري حيث شوهدا أكثر من مرة في حفلات و سهرات في الفنادق عززت اطلاق شائعات حولهما.
فنانة "متحولة" جنسيا
ونقلت الصحف والمواقع الالكترونية والمنتديات بشغف واهتمام تصريحات الممثلة والمخرجة الكويتية بشاير التي كشفت فيها عن انها متحولة جنسيا من ذكر إلى أنثى. وبحسب الفنانة فان الفحوصات الطبية والأوراق الرسمية أثبتت ان حالتها تستلزم تحويل جنسي من ذكر إلى أنثى".وأضافت أن "95% من أعضائي تشير إلى أنني أنثى، وحتى نشأتي وتصرفاتي تشير نحو ذلك، ولهذا ما فعلته كان لزاما علي، خاصة وأنه يتوافق مع تقاليد الشرع والدين وأيضا القانون. وعلى رغم ان مافعلته بشاير كان حقال طبيعيا واستجابة لحاجة وظيفية جسمانية ومسالة شخصية الا ان وسائل الاعلام اتخذت منه مادة دسمة لكسب القراء والمشاهدين .
مطرب عراقي يتغزل بالغلمان
ولعل ابرز فناني العراق المتهمين بالمثلية المطرب الشعبي الشهير " سعدي الحلي " الذي تدور حوله حكايات وطرائف لا تعد ولا تحصى عن شغفه بالغلمان وتغزله بهم، بل ان الناس تتناقل طرائف حول مغامراته الجنسية في هذا المجال. والمثير في الامر ان الفنان لم يرد في يوم من الأيام على الاتهامات الموجهة ضده، حتى اتخذ كثيرون من اسمه رمزا للعلاقات المثلية.
مقاطع فيديو جنسية لفنانات
على أن الفضائحية الجنسية الأكثر جدلا، هو شيوع لقطات فيديو عبر النت لبعض الفنانات العربيات، وبعض هذه الأفلام "حقيقي"، صورت بعدسة الموبايل أو بكاميرا خفية لأسباب فضائحية تتعلق بالابتزاز ودوافع الانتقام، لكن بعضها لا يمت الى الواقع بصلة وهو عبارة عن دبلجة كاذبة.
ويضم موقع يوتيوب عشرات بل مئات من مقاطع الفيديو التي تفضح أسرارا جنسية لنجوم الفن والسينما والسياسة، و يتسائل المر بالطبع عن الدوافع وراء ذلك، ومن ذلك مقطع "حقيقي" لممثلة عراقية معروفة تظهر مسترخية على الفراش بجانب شاب يداعب أعضائها الحساسة. ولا يمكن في الحقيقة غير تصديق المقطع لان وجه الفتاة وصوتها يشيران اليها.
مذيعة عراقية في فيديو فضائحي
كما صُوّرت مذيعة عراقية معروفة أيضا وهي في وضع "الجنس الفموي"، عبر عدسة الموبايل حيث انتشر مقطع الفيديو انتشار النار في الهشيم بين الجمهور. وعلى رغم ان تحقيقنا يتعلق بالظاهرة العربية في المثلية ، لكن لا بأس منذ ذكر شائعة "مثلية" الممثل التركي "مهند " الذي سحر الكثير من نساء العرب.ويحسب صحف عربية ووكالات فان مهند كان احد نجوم مجلة إباحية فرنسية تدعو للمثلية الجنسية و تروج لتزاوج الذكور في ما بينهم. وبحسب صحف فان مسلسل "نور" الذي لاقى الرواج الكبير في العالم العربي لم يحقق أي نجاح في تركيا بسبب تاريخ مهند المرتبط بالفضائح والصور الإباحية في المجلات الأوروبية والتي كانت تستعين بممثلين الدرجة الثالثة.
تسويق الفنان
وعلى رغم ان الوسط الفني العربي كان إلى وقت قريب لا يوغل كثيرا في نشره أخبار " المثلية " مثلما ابتعدت الأعمال الفنية لفترة طويلة عن طرح هذا الموضوع فإنها تزخر اليوم بمثل هذه الأخبار، بل أصبحت كما أسلفنا إحدى عوامل تسويق الفنان إلى الجمهور ورفع أرصدته الفنية.
وفي الوقت الذي أصبحت فيه المثلية والفعاليات الجنسية الفضائحية بين النخب الفنية والسياسية الغربية أمرا مألوفا، واستبدلت كلمة "شذوذ" بتعبير أكثر لياقة، فان الوسط الفني العربي بدا يتناغم مع ثقافة الغرب في هذا المجال، وانتقلت الظاهرة من شريط السينما إلى الواقع ليصبح الأمر حدثا يوميا يمارس على الأرض وتنقل فعالياته وسائل الميديا العربية.
الأنثى والرجل
وبينما ركزت الأعمال الفنية العربية على "السحاق" وهو ممارسة الجنس بين أنثى وأنثى، وطرحته في أعمال معروفة فانها مازالت بعيدة بقدر معين عن اللواط وهو ممارسة الجنس بين رجل ورجل.
لكن ما يثير في السينما والغناء العربي ان الموضوع يتم التناول فيه من باب الإثارة والشهرة وكسب الجمهور للحصول على "إيرادات" أعلى، في حين أن الأعمال الفنية الغربية تجاوزت ذلك وعالجت الموضوع بصورة علمية لأغراض الدراسة والتحليل، وحاولت دحض فكرة ان " المثلية" حالة مرضية حيث كان قبل عام 1973 مُدرجًا في قائمة الاضطرابات النفسية، ليحذف من تصنيف كونه اضطرابا نفسيا من القاموس الطبي والنفسي.
طرح خجول
ويقترب حديث الفنانة المصرية علا غانم كثيرا من الحقيقة حين تحدثت لقناة " أم بي سي " من أن ظاهرة المثلية انتشرت في مصر بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ليس فقط بين الرجال بل بين الفتيات أيضا، وان الظاهرة كانت تستحق معالجتها بفيلم سينمائي لأن واجب الفن التصدي لهذه الظواهر السلبية بعمل فني يناقش أسبابها دون خجل.
مثلية جنسية في القاهرة
وإذا كانت غانم أشارت الى تفشي الظاهرة بشكل عام فان صحيفة "البلاغ الجديد" الأسبوعية نشرت مقالا اتهم الفنانين نور الشريف وخالد أبو النجا وحمدي الوزير بممارسات " مثلية" في أحد فنادق القاهرة. لكن أداء علا غانم لدور " مثلي " كلفها إقامة دعوى قضائية ضد الفنانة اللبنانية ماريا، التي وصفت دور علا كشخصية سحاقية في فيلم "بدون رقابة" ب"الفج".
قميص فنانة
وكانعكاس للواقع اتٌهِمَت المغنية اللبنانية أمل حجازي ب"المثلية الجنسية " في فيديو كليب، ارتدت فيه قميصا كتبت عليه رموز تشير إلى شركة تبيع ملابس "المثليين". لكن رد فعل الفنانة من انها لم تكن تعلم بخلفية هذه الرموز وانها " فتاة محافظة، ولا يمكن أن أفعل أشياء تغضب الله أو تناقض مبادئي" بحسب تعبيرها، يثير التساؤل حول كيفيه "جهل" فنانة معروفة ل " ملابس مثلية " سوف ترتديها في فيديو يصل الى الجمهور.
قبلات غرائزية
ولعل اقرب اتهامات "المثلية" الى الواقع ما تداولته منتديات النت ومواقع الكترونية كثيرة من لقطات فيديو وصور تثبت – بحسب تفسيرات من نشر الفيديو – "مثلية" اللفنانة الكويتية فاطمة الحوسني... والصور المنشورة تدل على أنها – إن كانت حقيقية - التقطت في بداية التسعينيات وتظهر فيها الفنانة وهي تقبل صديقتها بشكل مثير وغرائزي.
وشهدت الميديا العربية تجاذبا حول مثلية الرجال واللواط عندما نشرت مجلة عربية خبر علاقة " عاطفية" بين الفنان الأردني طوني قطان ومدير أعماله السابق الإعلامي اللبناني جو معلوف.وتضمن الخبر "مجون وأماكن للسهر مشبوهة ومخصصة للمثليين".
وأثار الخبر ضجة واسعة في الأردن والبلدان العربية حتى أن معلوف قرر اعتزال الناس والأقارب لحين انتهاء القضية التي أقامها على المجلة.
كما سبب الخبر ل"قطان" - بحسب تصريحاته - ألما معنويا إلى درجة أن علاقته بخطيبته ساءت بشكل كبير، الأمر الذي جعله ينتقل للعيش وحده بعيدا عن منزل العائلة.
فنان يتزوج صديقه
كما نشرت " الجريدة" الكويتية ما رواه الإعلامي والكاتب وائل الإبراشي عن فنان دعا أصدقاءه إلى شاطئ العجمي في مصر لمناسبة حفلة زفافه على صديقه من جنسية أوروبية، فلبى المدعوون من النجوم الدعوة على أساس أنها حفلة صيفية ممتعة، إلا أن المظاهر المثيرة للاشمئزاز كانت سيدة الموقف. وكشف الإبراشي أنه يملك صوراً عدة التقطت أثناء الحفلة، يظهر فيها النجم وبعض المدعوين في حالة غير عادية.
وورد اسم فنان آخر في خمس قضايا " مثلية" ، حين اعتقل الأمن المصري ممارسي لواط أكدوا علاقتهم بهذا الفنان وأكدوا انه يلاحق الشبان لاصطيادهم.
ولم تخل علاقة المخرج يوسف شاهين بالفنان المعتزل محسن محيي الدين من الغمز واتهامات بالمثلية ، الذي تردد أنه اعتزل الفن لأسباب شخصية واتجه نحو الالتزام الديني كردة فعل عكسية. كما اتهمت سعاد حسني بانها "مهووسة" جنسيا. ولسبب ولآخر أشيع في الصحافة عن علاقة جنسية تربط الفنانين اللبنانيين إيوان وجاد شويري حيث شوهدا أكثر من مرة في حفلات و سهرات في الفنادق عززت اطلاق شائعات حولهما.
فنانة "متحولة" جنسيا
ونقلت الصحف والمواقع الالكترونية والمنتديات بشغف واهتمام تصريحات الممثلة والمخرجة الكويتية بشاير التي كشفت فيها عن انها متحولة جنسيا من ذكر إلى أنثى. وبحسب الفنانة فان الفحوصات الطبية والأوراق الرسمية أثبتت ان حالتها تستلزم تحويل جنسي من ذكر إلى أنثى".وأضافت أن "95% من أعضائي تشير إلى أنني أنثى، وحتى نشأتي وتصرفاتي تشير نحو ذلك، ولهذا ما فعلته كان لزاما علي، خاصة وأنه يتوافق مع تقاليد الشرع والدين وأيضا القانون. وعلى رغم ان مافعلته بشاير كان حقال طبيعيا واستجابة لحاجة وظيفية جسمانية ومسالة شخصية الا ان وسائل الاعلام اتخذت منه مادة دسمة لكسب القراء والمشاهدين .
مطرب عراقي يتغزل بالغلمان
ولعل ابرز فناني العراق المتهمين بالمثلية المطرب الشعبي الشهير " سعدي الحلي " الذي تدور حوله حكايات وطرائف لا تعد ولا تحصى عن شغفه بالغلمان وتغزله بهم، بل ان الناس تتناقل طرائف حول مغامراته الجنسية في هذا المجال. والمثير في الامر ان الفنان لم يرد في يوم من الأيام على الاتهامات الموجهة ضده، حتى اتخذ كثيرون من اسمه رمزا للعلاقات المثلية.
مقاطع فيديو جنسية لفنانات
على أن الفضائحية الجنسية الأكثر جدلا، هو شيوع لقطات فيديو عبر النت لبعض الفنانات العربيات، وبعض هذه الأفلام "حقيقي"، صورت بعدسة الموبايل أو بكاميرا خفية لأسباب فضائحية تتعلق بالابتزاز ودوافع الانتقام، لكن بعضها لا يمت الى الواقع بصلة وهو عبارة عن دبلجة كاذبة.
ويضم موقع يوتيوب عشرات بل مئات من مقاطع الفيديو التي تفضح أسرارا جنسية لنجوم الفن والسينما والسياسة، و يتسائل المر بالطبع عن الدوافع وراء ذلك، ومن ذلك مقطع "حقيقي" لممثلة عراقية معروفة تظهر مسترخية على الفراش بجانب شاب يداعب أعضائها الحساسة. ولا يمكن في الحقيقة غير تصديق المقطع لان وجه الفتاة وصوتها يشيران اليها.
مذيعة عراقية في فيديو فضائحي
كما صُوّرت مذيعة عراقية معروفة أيضا وهي في وضع "الجنس الفموي"، عبر عدسة الموبايل حيث انتشر مقطع الفيديو انتشار النار في الهشيم بين الجمهور. وعلى رغم ان تحقيقنا يتعلق بالظاهرة العربية في المثلية ، لكن لا بأس منذ ذكر شائعة "مثلية" الممثل التركي "مهند " الذي سحر الكثير من نساء العرب.ويحسب صحف عربية ووكالات فان مهند كان احد نجوم مجلة إباحية فرنسية تدعو للمثلية الجنسية و تروج لتزاوج الذكور في ما بينهم. وبحسب صحف فان مسلسل "نور" الذي لاقى الرواج الكبير في العالم العربي لم يحقق أي نجاح في تركيا بسبب تاريخ مهند المرتبط بالفضائح والصور الإباحية في المجلات الأوروبية والتي كانت تستعين بممثلين الدرجة الثالثة.
بداية تزوير الانتخابات المصرية
في اولى مؤشرات على تزوير الانتخابات المصرية وسيناريو تسويد البطاقات المتبع نشرت مجموعة معنية بمراقبة الانتخابات وثائق اقتراع للإنتخابات البرلمانية المقرر أن تنطلق جولتها الأولى الأحد في كل المحافظات المصرية قبل أن انطلاق الانتخابات في اختراق خطير للسرية المفروضة على تلك الوثائق.
واعتبر مروجو وثيقة اقتراع تم تداولها بقوة أن وصول الوثيقة إليهم يعني أنها متاحة للعامة بعيدا عن مقار لجان الإنتخابات، في مؤشر يمكن اعتباره بداية لخطوات التزوير والتسويد المنظمة التي شهدتها الإنتخابات البرلمانية في دورات سابقة وبعضها مثبت بأحكام قضائية معظمها لم ينفذ.
وضمت الوثيقة المذكورة مرشحي الدائرة التاسعة في "أبو حمص" بمحافظة البحيرة وعددهم 25 مرشحا على رأسهم مرشحا الحزب الوطني الدكتور هشام عمارة لمقعد الفئات وأحمد محمد شيبة لمقعد العمال، وكذا وثيقة اقتراع كوتة المرأة والتي ضمت 9 مرشحات.
وفي حين شكك كثيرون في الوثيقة كونها لا تحمل أختاما ولا أدلة على كونها وثيقة رسمية معتمدة، رجح أخرون ممن شاهدوا الوثيقة امكانية أن تكون وثيقة مزورة أو مدسوسة أو أن يكون أحد الاشخاص قام بتصميمها مستعينا بالمعلومات المتاحة للكافة عن أسماء المرشحين ورموزهم الإنتخابية.
في المقابل استنكر حقوقيون وناشطون ومرشحون غياب الرقابة القضائية على صناديق الإنتخابات التي تنذر بحالة من التزوير والبلطجة وتسويد البطاقات، وندد كثيرون بمنع وكلاءهم من تسجيل أسماءهم لمراقبة اللجان والصناديق.
وأعلنت جميلة إسماعيل المرشحة في دائرة قصر النيل بالقاهرة عن عقد مؤتمر صحفي أمام قسم شرطة قصر النيل للتنديد برفض وزارة الداخلية تسجيل أسماء وكلاءها في الإنتخابات المقرر عقد جولتها الأولى الأحد.
من ناحية اخرى أكد المستشار السيد عبد العزيز عمر رئيس اللجنة العليا للانتخابات، رئيس محكمة استئناف القاهرة، أن كل ما يتردد حول أن انتخابات مجلس الشعب المقرر إجراؤها الأحد القادم؛ سيتم تزويرها، كلام مغرض لا يمت للواقع بصلة.
وأضاف رئيس اللجنة العليا للانتخابات، خلال لقاءه مع برنامج "الحياة اليوم" علي تليفزيون الحياة والذي بث مساء الخميس، أن اللجنة تحاول أن تقوم بواجبها في تنفيذ القانون وتوفير الظروف الملائمة لإجراء انتخابات حرة نزيهة تعبر عن إرادة الناخبين.
وشدد عمر على أن اللجنة في إطار مسئوليتها عن العملية الانتخابية، لا دخل لها بأية حسابات سياسية أو حزبية، وإنما تهتم فقط بتطبيق القانون، وما يتفق عليه أعضاء اللجنة.
وقال ردا علي سؤال شريف عامر مذيع البرنامج حول منع التصوير: سيتم منع كل الكاميرات من دخول المقار الانتخابية ولن يسمح لأي كاميرا بالتصوير داخل مقار التصويت، والتصوير لن يتم إلا من خارج اللجان، وهذا ينطبق علي كل الجهات.
وتابع: انتخابات مجلس الشعب ستكون أفضل من انتخابات مجلس الشورى، وأغلب التوقعات بزيادة أعداد المرشحين الذي سيخوضوا جولة الإعادة يرجع إلى زيادة عدد المرشحين علي قوائم الوطني.
مقاطع الفيديو
أغنية رائعة الانتخابات المصرية مش هسيبك
واعتبر مروجو وثيقة اقتراع تم تداولها بقوة أن وصول الوثيقة إليهم يعني أنها متاحة للعامة بعيدا عن مقار لجان الإنتخابات، في مؤشر يمكن اعتباره بداية لخطوات التزوير والتسويد المنظمة التي شهدتها الإنتخابات البرلمانية في دورات سابقة وبعضها مثبت بأحكام قضائية معظمها لم ينفذ.
وضمت الوثيقة المذكورة مرشحي الدائرة التاسعة في "أبو حمص" بمحافظة البحيرة وعددهم 25 مرشحا على رأسهم مرشحا الحزب الوطني الدكتور هشام عمارة لمقعد الفئات وأحمد محمد شيبة لمقعد العمال، وكذا وثيقة اقتراع كوتة المرأة والتي ضمت 9 مرشحات.
وفي حين شكك كثيرون في الوثيقة كونها لا تحمل أختاما ولا أدلة على كونها وثيقة رسمية معتمدة، رجح أخرون ممن شاهدوا الوثيقة امكانية أن تكون وثيقة مزورة أو مدسوسة أو أن يكون أحد الاشخاص قام بتصميمها مستعينا بالمعلومات المتاحة للكافة عن أسماء المرشحين ورموزهم الإنتخابية.
في المقابل استنكر حقوقيون وناشطون ومرشحون غياب الرقابة القضائية على صناديق الإنتخابات التي تنذر بحالة من التزوير والبلطجة وتسويد البطاقات، وندد كثيرون بمنع وكلاءهم من تسجيل أسماءهم لمراقبة اللجان والصناديق.
وأعلنت جميلة إسماعيل المرشحة في دائرة قصر النيل بالقاهرة عن عقد مؤتمر صحفي أمام قسم شرطة قصر النيل للتنديد برفض وزارة الداخلية تسجيل أسماء وكلاءها في الإنتخابات المقرر عقد جولتها الأولى الأحد.
من ناحية اخرى أكد المستشار السيد عبد العزيز عمر رئيس اللجنة العليا للانتخابات، رئيس محكمة استئناف القاهرة، أن كل ما يتردد حول أن انتخابات مجلس الشعب المقرر إجراؤها الأحد القادم؛ سيتم تزويرها، كلام مغرض لا يمت للواقع بصلة.
وأضاف رئيس اللجنة العليا للانتخابات، خلال لقاءه مع برنامج "الحياة اليوم" علي تليفزيون الحياة والذي بث مساء الخميس، أن اللجنة تحاول أن تقوم بواجبها في تنفيذ القانون وتوفير الظروف الملائمة لإجراء انتخابات حرة نزيهة تعبر عن إرادة الناخبين.
وشدد عمر على أن اللجنة في إطار مسئوليتها عن العملية الانتخابية، لا دخل لها بأية حسابات سياسية أو حزبية، وإنما تهتم فقط بتطبيق القانون، وما يتفق عليه أعضاء اللجنة.
وقال ردا علي سؤال شريف عامر مذيع البرنامج حول منع التصوير: سيتم منع كل الكاميرات من دخول المقار الانتخابية ولن يسمح لأي كاميرا بالتصوير داخل مقار التصويت، والتصوير لن يتم إلا من خارج اللجان، وهذا ينطبق علي كل الجهات.
وتابع: انتخابات مجلس الشعب ستكون أفضل من انتخابات مجلس الشورى، وأغلب التوقعات بزيادة أعداد المرشحين الذي سيخوضوا جولة الإعادة يرجع إلى زيادة عدد المرشحين علي قوائم الوطني.
مقاطع الفيديو
أغنية رائعة الانتخابات المصرية مش هسيبك
Friday, November 26, 2010
صور وقصة الجاسوسة المصرية هبة سليم
الجاسوس ابراهيم سعيد
بأى ثمن من الممكن أن نبيع به الوطن ؟ وبأى دافع يدفع الانسان الى التجرد عن أرضه وعرضه ؟ وباى ثمن من الممكن أن يستبيح الانسان دماء الشهداء ورفات أسلافه ؟
كل تلك تساؤلات تدفعنا الى كثير من الدهشة ووضع العديد من علامات الاستفهام ودائرة سوداء حول تلك الاشخاص الذين باعوا انفسهم للشيطان وللعدو ، للتخابر على وطنه ، والغوض فى أذيال الرزيلة والفحشاء .
هل الدافع الوحيد فى ذلك هو المال ؟ أم الجنس أم الرفاهية والتطلع الى حياة اللهو والرغد ، هما ما يدفعان الانسان الى تلك الفعلة ، أم أن الخيانة هى عنصر أصيل فى تكوين الشخص ، ينمو معه ويكبر ويستفحل ، الى أن يئن معلنا خروجه ، الذى طالما اشتاق الى ممارسة الخيانة .
لابد من هذا السبب فى تكوين الخيانة فى دماء وعروق هؤلاء الخونة ، اللذين باعو الدم والارض ، بأبخس الاثمان .
وان كان فشلت معظم مكائدهم وصارو عبرة وخلدت أسمائهم أبدا فى دائرة الخيانة ، واصمين جبهتم بخيبة العار أبد الدهر .
لكن علينا اولا أن نفرق ما بين المخابرات والتخابر ، حيث أن المخابرات هى علم مدرس ومنهج تتبعه كل دول العالم ويتعتبر عملا مشروعا تماما لحفظ سيادة الدول وحفظ أمنها من الاختراق والتدخل فى أوقات السلم قبل الحرب .
لكن ما بدا غير مشروع هو التخابر مع دول أخرى أجنبية فى السر ، فهنا يصبح عالم المخابرات والتخابر غير مشروع ، اذ لم يتم بعلم الدولة أو بتكليف منها ، ويعاقب عليها فى هذه الحالة بعقوبة رادعة وهى الإعدام .
ولقد مرت مصر على اختلاف الفترات من التدخل وزرع جواسيس لها فى الداخل فى أوقات السلم والحرب ، فقبل حرب أكتوبر المجيدة وتحرير أراض سيناء الغالية ، كانت قد زرعت المخابرات الاسرائيلية العديد من الجواسيس فى القاهرة ، من الخونة المصريين أصحاب النفوس الضعيفة ومن محبى المال والشهوات والرذيلة .
ليمدونهم بكل ما يحتاجونه من معلومات عن الحالة الاقتصادية والبضائع ، ومعلومات عن الأسلحة والمطارات والموانئ وما غير ذلك من معلومات .
وبفضل رجال المخابرات المصرية إستطاعت أن تكشف العديد من الجواسيس واسقاطهم فى فخ القبض عليهم وتقديمهم الى محاكمات رادعة ، بعد أن ألمت بكل الخيوط والاستفادة من تعاملهم مع الموساد لإيقاعهم فى الفخ جميعا .
وقبل أيام قليلة وسوف تحل علينا ذكرى ثورة 23 يوليو ، تلك الثورة التى قامت من أجل الشعب وتطهير أرض مصر من الاحتلال البريطانى والتدخل فى السيادة المصرية ، ومن أجل أن يعيش شعب مصر أحرار ، قام مجموعة من الشرفاء بالثورة ضد الظلم ، فخرج مجموعة من الظباط الاحرار على رأسهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، معلنا جمهورية مصر العربية وسقوط الملكية .
فنود أن نذكر المصريين بشرفائهم وكذا بالخونة الذين باعوا أنفسهم ووطنهم ، لكن مصر ظلت أبيه برجالها الشرفاء ، وأصبحت مصر مقبرة للغزاة والخونة .
فها هى بعض من قصص الخونة وحكياتهم ، حكايات حقيقية من ملفات المخابرات العامة المصرية لتكن عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه للتفريط فى حق مصر .
الجاسوسية ومن باع وطنه !؟
كان لإسرائيل العديد من الجواسيس فى مصر قبل حرب اكتوبر وكانت تعليمات المخابرات الاسرائيلية لعملائها تركز على القوات المسلحة المصرية ... وعلى الموقف العسكرى بنشاطه وتحركاته ... على ملاحظة بعض المناطق الاستراتيجة كميناء الاسكندرية والطرق الزراعية وطريق مصر – اسكندرية .
ففى نكسة 1967 وبعدها ، كان للجواسيس أثر كبير فى تدمير العديد من المطارات السرية التى كانت مصر تخبئ بها الطائرات وحاملات الصواريخ .
فخ الجواسيس
بنت جولدا مائير المدللة التى بكت يوم إعدامها وقالت انها قدمت لإسرائيل أكثر مما قدما قادتها ...
هبة عبد الرحمن سليم عامر ... الجاسوسة التى عملت لصالح اسرائيل سنوات عديدة قدمت من خلالها معلومات سرية هامة وهى وخطيبها المجند . فاروق عبد الحميد الفقى الذى كان يعمل ظابطا فى مواقع الصواريخ الحربية السرية .
نشأت هبه فى حى راقى من أحياء القاهرة المهندسين وسط جو عائلى ومادى مرتفع ، كانت من رواد نادى الجزيرة فى وسط شبابي لا يشغل عقله وقتها سوى أحاديث الأزياء والموضة والسيارات ، برغم هزيمة 1967 الفادحة والمؤلمة للجميع .
عندما حصلت على الثانوية العامة سافرت إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي.
تجنيدها
كانت هبة ناقمة على مصر ونكسة 67 ، فغياب النزعة الوطنية كانت أولى عوامل سقوطها فى الهاوية ، وهى الجاسوسية ففتحت لها الطريق من أوسع الأبوب ، فعندما ذهب للدراسة فى الخارج ، جمعت بها الصدفة بمدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية وأعطتها زميلتها البولندية فكرة عن الحياة في إسرائيل وأنهم ليسوا وحوشا وأنهم يكرهون الحرب وأنهم يريدون فقط الدفاع عن مستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة ويريدون الإمان، وتم تجنيدها لصالح المخابرات الإسرائيلية.
وفي أول أجازة لها بمصر كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيد فاروق الفقي الذي كان يلاحقها ووافقت علي خطوبته وبدأت تسأله عن مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا.
كانت ترسل كل المعلومات الي باريس واستطاعت تجنيده ليصير عميلاً للموساد وتمكن من تسريب وثائق وخرائط عسكرية بها منصات الصواريخ "سام 6" المضادة للطائرات.
القبض عليها
لاحظت أجهزت المخابرات أن مواقع الصواريخ الجديد تدمر أولاً بأول بواسطة الطيران الإسرائيلي. تمكنت المخابرات المصرية من كشفهما وفي سرية تامة قدم سريعاً للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدام رمياً بالرصاص لكنهم ارادوا أن يستفيدوا منه وأن يستمر في نشاطه كالمعتاد خاصة وأن هبة لم تعرف بأمر القبض عليه.
تم إرسال الرسائل بواسطة جهاز اللاسلكي الذي أحضرته له الفتاة ودربته عليه. وكانت المعلومات التي ترسل غير صحيحة. استمر الاتصال معها بعد القبض عليه لمدة شهرين، ثم تقرر استدراج الفتاة إلى القاهرة بهدوء كي لا تهرب إلى إسرائيل إذا ما اكتشف أمر خطيبها المعتقل. وضعت خطة القبض على هبة وتم استدراجها لمصر بعد أن أرسل لها والدها برقية تفيد بأنة مريض ويريد رؤيتها في ليبيا التي كان يعمل بها.
ركبت الفتاة الطائرة الليبية في اليوم التالي إلى طرابلس. وعلى سلم الطائرة عندما نزلت هبة عدة درجات كان الضابطان المصريان في انتظارها، وصحباها إلى حيث تقف الطائرة المصرية على بعد عدة أمتار من الطائرة الليبية.
إعدامها
حكم عليها بالإعدام شنقاً وعندما وصل هنري كيسنجر لمقابلة الرئيس السادات بعد حرب أكتوبر حملته جولدا مائير رسالة إلى السادات ترجوه تخفيف الحكم ولكن السادات قال انها أعدمت في اليوم نفسه. تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هبة سليم في اليوم نفسه في أحد سجون القاهرة.
بكت جولدا مائير حزناً على مصير هبة التي وصفتها بأنها "قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل" وتم تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الضابط الخائن. وقام قائده بتنفيذ حكم الاعدام.
إبراهيم سعيد شاهين وإنشراح موسي
الجاسوسية عندما تكتمل فى ملحمة مكونة من الاب والأم وثلاثة أبناء !
إبراهيم سعيد شاهين وإنشراح موسى، وبدأت وقائعها في العريش عقب الاحتلال الإسرائيلي لسيناء في يونيو (حزيران) 1967.
تأتي القصة في مقدمة قصص الجاسوسية أب وأم وثلاثة أبناء عاشوا على أرض مصر ليكرسوا جهودهم لخدمة إسرائيل ، في الوقت الذى كانت فيه اسرائيل تحتل سيناء وتقتل الأسرى ويدمّر طيرانها المدارس فوق رؤوس الأطفال ، تجردت الزوجة من المشاعر الإنسانية ، وفرّطت في وطنها وشرفها، ثم تخلت عن دينها الإسلامي واعتنقت اليهودية.
كانت قصة تلك العائلة واحدة من أقبح قصص التجسّس الإسرائيلي في مصر، وعرض مسلسل باسم السقوط في بئر سبع جانبًا كبيرًا منها
البداية
انشراح فتاة صعيدية من المنيا ولدت عام 1937، لأسرة متوسطة الحال. واصلت تعليمها حتى حصلت على الشهادة الإعدادية عام 1951، فأصبحت محط أنظار كل شباب المنيا، لكن قدرها اتجه بها إلى القاهرة، فعقب نجاحها أراد والدها أن يكافئها فصحبها معه إلى القاهرة لحضور زفاف أحد أقاربهم، حيث كان ينتظرها نصيبها.
هو شاب من مدينة العريش من مواليد عام 1929 يدعى إبراهيم سعيد شاهين (من أب مصري وأم فلسطينية من مدينة غزة)، لم يغادر الحفلة قبل أن يعرف عنها كل شيء، وبعد أيام قليلة كان يقف على باب منزلها في المنيا، وعلى رغم معارضة والدتها لبعد المسافة بين المنيا والعريش، إلا أن انشراح تمسكت به ورأت فيه فتى أحلامها، وخلال مدة قصيرة كانت زفت إليه وانتقلت للعيش معه في مدينة العريش.
كان إبراهيم يعمل فى بداية حياته موظف حسابات في مديرية العريش، وبعد قليل رزقا بمولودهما الأول نبيل عام 1955، ومن بعده محمد عام 1956، ثم عادل عام 1958 .
عام 1963 اتفقا على إرسال الأولاد إلى عمهم في القاهرة، ليواصلوا دراستهم هناك، ويبتعدوا عن حياة البداوة التي يتسم بها المجتمع العريشي، وبعد ثلاث سنوات وتحديدا عام 1966 ضُبط إبراهيم يتلقى رشوة، فأحيل إلى المحاكمة وسجن ثلاثة أشهر، ولما خرج واجهته الحياة بوجهها القبيح والقاسي، وعاش أيامًا عجافا.
النكسة ومناخ مناسب للسقوط فى فخ الخيانة
جاءت نكسة يونيو 1967، واحتلت إسرائيل سيناء وسدت الطرق أمام سفر إبراهيم وزوجته إلى القاهرة، وانقطع الأمل في رؤية أولادهما، وراحت انشراح تبكي قسوة الأيام وبعد الأولاد، وأصبح إبراهيم عاجزا عن شراء أبسط الأمور الضرورية للمعيشة، فعجز مثلا عن شراء الشاي وهو من الضروريات المهمة عند البدوي، واستعاض عنه بعشب بربري يعرف باسم المرمرية، واستسلما لواقعهما الجديد والمرير.
وسط ذلك المناخ، كانت المخابرات الإسرائيلية تعمل بنشاط زائد في مناطق سيناء المأهولة بالسكان، وتسعى لاصطياد العملاء الذين يقعون في شباكها بسبب حالة الحصار والجوع التي يعاني منها الكل.
ضاقت أرض سيناء الرحبة على سكانها، فقد وضعت سلطات الاحتلال قيودًا على حركتهم، ومنعت الانتقال من مدينة إلى أخرى إلا بتصريح من الحاكم العسكري الإسرائيلي لسيناء، وبدأت أسر كثيرة تعاني الجوع والحاجة، وسادت حالة من المرارة تجرّعها الجميع، لكنهم تحلوا بالصبر وأيقنوا أن ما تم هو حالة موقتة وحتمًا ستزول.
ابراهيم واللجوء الى مكتب الحاكم العسكرى الإسرائيلى
لم يتمالك ابراهيم سعيد نفسه من الجوع وبكاء زوجته لرؤية أولادها المحتجزين فى القاهرة ، فذهب الى مكتب الحاكم الاسرائيلى يطلب
منه تصريحا له ولزوجته بالسفر إلى القاهرة.
كيس دقيق وشاى وبعض من السكر ... كانت اللبنة الأولى
ظل أيامًا عدة يتردد على مكتب الحاكم العسكري وهم يماطلونه في استخراج تصريح السفر إلى القاهرة، إلى أن صرخ في وجه أحد الضباط بأنه فقد عمله ودخله ولا يوجد في منزله رغيف خبز، فطمأنه الضابط وكان يكنّى «أبو نعيم»، ووعده بالنظر في أمر التصريح في أقرب وقت، ودار بينهما حديث غير قصير، انتهى بأن عطف أبو نعيم على إبراهيم وأعطاه كيس دقيق وبعض أكياس الشاي والسكر، فحملها فرحا إلى زوجته وهو يزف إليها قرب انتهاء التصريح بالسفر إلى القاهرة.
مرت أيام وإبراهيم يذهب كل يوم إلى أبو نعيم كي يفي بوعده، لكن لم ير أية بادرة أمل في إمكان سفرهما إلى القاهرة، ولولا كيس الدقيق الذي أخذه لمات جوعًا هو وزوجته. وفقد إبراهيم تقريبًا الأمل في السفر.
السفر ولكن بشروط !!!
كان ثمن السفر الى القاهرة لرؤية أولاده كان هو إحضار أسعار الفاكهة والخضار بالقاهرة ، وكذلك الحالة الإقتصادية للبلد بواسطة أخيك الذي يعمل بالاستيراد والتصدير.
إبراهيم سعيد معلقاً ... هذا شرط بسيط خالص
كان تعليق ابراهيم سعيد على هذا الطلب قوله بانه " شرط بسيط خالص " ، وانه بإمكانه القيام بذلك على خير وجه، وقال إنه سيأتيهم بأسعار الخضار والفاكهة والسلع الاستهلاكية كلها والسمك أيضا، ولو طلبوا أكثر من ذلك لفعل، وكانت استجابة إبراهيم السريعة بمثابة اجتياز للاختبار الأول .
أبو يعقوب
في اليوم التالي توقفت سيارة جيب عسكرية أمام منزل إبراهيم، وطلب منه جندي مرافقته إلى مكتب الأمن، حيث كان ينتظره ضابط يدعى أبو يعقوب، بالغ في الترحيب به بدعوى أن أبو نعيم أوصاه به، فشكره إبراهيم وأثنى كثيرا على أبو نعيم، وامتد الحوار بينهما وقتا طويلا، استشف أبو يعقوب من خلاله حاسته المخابراتية أن إبراهيم يدرك ما يبتغيه منه، فطلب منه أن يذهب إلى بئر سبع، حيث مكتب الأمن الرئيس المختص بالتعامل مع أبناء سيناء.
هناك استضافه الإسرائيليون وأكرموه، ولوحوا له بإغراءات ما كان يحلم بها، نظير تعاونه معهم في جمع معلومات عن مصر، وسلموه دفعة أولى مبلغ ألف دولار وهو الذي لم يكن يملك ثمن علبة سجائر، ووعدوه بتأمين حياته هو وذويه في العريش.
هكذا تحوّل إبراهيم في بئر سبع من مواطن ذهب للحصول على تصريح بالسفر، إلى جاسوس وقّع صك الخيانة ضد بلده وباع نفسه للشيطان.
دورة تدريبية متخصصة
خضع الجاسوس الجديد، مثلما هو متّبع، لدورة تدريبية مكثفة، تعلم فيها الكتابة بالحبر السري وتظهير الرسائل ووسائل جمع المعلومات من الأهل والأصدقاء، وتدرب أيضا على كيفية التفريق بين الطائرات والأسلحة المختلفة.
كما تدرب أيضا على كيفية بث الشائعات وإطلاق النكات الساخرة من الجيش والقادة، إلى جانب الاحتراز وامتلاك الحس الأمني، ولقّنوه شكل الاستجواب الذي سيتعرض له من قبل الأمن المصري حين وصوله إلى القاهرة، وكيف ستكون إجاباته التي لا تثير أية شكوى.
الزوج : الأ يعد ذلك خيانة ؟ الزوجة : لأ لأ مستحيل
وعندما عاد ابراهيم إلى منزله محملا بالهدايا ، ولما سألته زوجته عن مصدرها قال لها بكل جرأة إنه أرشد عن مخبأ فدائي مصري فكافأه الإسرائيليون بألف دولار، ووعدوه بمنحه التصريح خلال أيام، فعانقته بكل سرور، وقالت له: «كانوا سيمسكونه عاجلا أم آجلا»، ولما سألها: «ألا يعد ذلك خيانة؟»، قالت بلهجة استنكارية: «لا لا مستحيل تكون خيانة، كان غيرك سيبلغ ويأخذ الألف دولار، أنت فعلت الصح».
كان تعليق انشراح أنها كي لا تكون خائفة عليه يجب أن يطلعها على رسائله أولا بأول، وأن تشطب هي أية معلومات ترى أنه لا داعي لإرسالها، فاتفقا على ذلك، وكان ذلك تعبيرا عن رغبتها في أن تكون شريكته.
السفر إلى تل أبيب
في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 1967 وصل إبراهيم وانشراح إلى القاهرة بواسطة الصليب الأحمر الدولي، فمنحته الحكومة سكنا مجانيا موقتا بحي المطرية، ثم أعيد إلى وظيفته بعدما نقلت محافظة سيناء مكاتبها من العريش إلى القاهرة، وبعدما استقرت الأمور به قليلا، انتقل إلى حي الأميرية، ومن خلال المحيطين به في السكن والعمل بدأ إبراهيم في جمع المعلومات وتصنيفها، وكانت زوجته تساعده في كتابة رسائله بالحبر السري، وتكتب بالخطابات أنها شريكته في كل صغيرة وكبيرة، وكان بدوره يختم كل رسائله بعبارة «تحيا إسرائيل العظمى»!
بدأ إبراهيم يبحث عن غطاء للرخاء الذي ينعم به، فاتجه إلى تجارة الملابس والأدوات الكهربائية، وبواسطة المال والهدايا كان يتغيب كثيرا عن عمله من دون لومة لائم، وكانت رسائله لمكتب الموساد في روما لا تنقطع، مما حدا رجال الموساد على دعوته وزوجته إلى روما لاستثمارهما في مهام أكثر أهمية.
في أغسطس (آب) 1968، وتحت ستار التجارة، أبحر إبراهيم وزوجته على لبنان، ومنها طارا إلى روما حيث التقيا بمندوب الموساد، الذي سلمهما وثيقتي سفر إسرائيليتين باسم «موسى عمر» و{دينا عمر»، وعلى طائرة العال الإسرائيلية طار الخائن وزوجته إلى تل أبيب حيث كان وفد من ضباط الموساد في استقبالهما بمطار اللد.
استُقبل الاثنان بحفاوة بالغة، شأن استقبال الموساد لعملائهم كلهم، وعوملا معاملة كبار الزوار، ونزلا في فيلا رائعة في تل أبيب لمدة ثمانية أيام، حصلا خلالها على دورة مكثفة في تحديد أنواع الطائرات والأسلحة والتصوير الضوئي وجمع المعلومات، ومنح إبراهيم رتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي باسم «موسى»، أما انشراح فقد منحت رتبة ملازم أول باسم «دينا».
في مقابلة مع أحد القيادات العليا في الموساد، طلبت انشراح زيادة مخصصاتهما وأكدت صعوبة الدور الذي يقومان به في سبيل جمع المعلومات وتصنيفها، ونظرا إلى أهمية المعلومات التي حصل الموساد عليها منهما، تقرر لهما مكافأة سخية.
عادا من رحلتهما بآلاف الدولارات، وزاد نشاطهما في عمل العلاقات وجمع المعلومات، وإرسال كل جديد أولا بأول للموساد، وكانت مصر وقتها تخوض حرب الاستنزاف، والطيران الإسرائيلي يصل إلى عمق البلاد ويضرب الأهداف والمنشآت المدنية، فكان إبراهيم وزوجته يدوران ويصوّران المنشآت والمصانع ويرسلان الصور مع خريطة تفصيلية للمكان بمساعدة السيارة الجديدة التي اشتراها بأموال الموساد.
حوار مع عادل نشرته صحيفة معاريف الاسرائيلية 1977
عام 1997 نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية حوارا مع عادل ابنهما الأصغر، قال فيه: لن أنسى ذلك اليوم الملعون من صيف عام 1969 طيلة حياتي، فقد استيقظت مبكرا على صوت همسات تنبعث من حجرة نوم والدي، كان أبي وأمي مستغرقين في نقاش غريب، وكانت أمي تمسك في يدها حقيبة جلدية، بينما كان أبي يحاول إدخال آلة تصوير إلى داخلها، لم أر مثلها من قبل في ذلك الحين، وكانت أمي في غاية العصبية، وتقول له: لا ليس كذلك... سيرون الكاميرا، فأخرج أبي الكاميرا وأدخلها مرات ومرات في الحقيبة، فجلست أنظر إليهما وهما يتناقشان، ثم قال لي أبي: «نحن ذاهبون في رحلة إلى الإسكندرية»، وكان الوالد والوالدة في غاية القلق، ولم أرهما سابقا متوترين هكذا، وبدأنا رحلتنا بالسيارة، وكان أبي يتصبب عرقا كلما ابتعدنا عن القاهرة، إلى أن بلل العرق قميصه تماما، وكان يتبادل الكلمات مع أمي بصعوبة، وصمتنا نحن أيضا لشعورنا بأن تلك الرحلة ليست ككل رحلة.
في تلك الفترة كانت هناك قواعد عسكرية ومصانع حربية منتشرة حول الطرق الرئيسة في مصر، فلم تخف الدولة شيئا ربما كنوع من استعراض القوة، وعندما بدأنا في الاقتراب من إحدى القواعد العسكرية أخرجت أمي آلة التصوير وأمرها أبي قائلا: «صوري، يللا صوري بسرعة»، فقالت له وأصابعها ترتعش «سنذهب إلى الجحيم بسببك».
حركت أمي السترة المعلقة على النافذة وبدأت التصوير، وامتلأت السيارة الصغيرة بصرخاتها الممزوجة بالخوف، فأجابها أبي باللهجة نفسها: «إنها نهايتنا...»، واستمرت أمي في احتجاجاتها قائلة: «سنذهب إلى السجن»، وفي النهاية نظر إليها أبي بعيون متوسلة: «صور عدة أخرى... صور عدة أخرى فحسب».
حاول شقيقي محمد أن يسأل: «ما الذي يحدث؟»، لكن الرد الذي تلقاه كان «أسكت»، فلم نسأل أية أسئلة أخرى بعد ذلك، وعدنا إلى البيت في ذلك اليوم، وفورا أغلق أبي باب حجرته على نفسه، وبعد فترة طويلة خرج وعانق أمي وقال لها: «يا حبيبتي لقد التقطت صوراً رائعة للغاية»، وقالت أمي: «إلى هنا يجب أن نشرح الأمر للأولاد»، وكنا ما زلنا في صدمة وغير مدركين لما يحدث.
تحولت الرحلات الأسرية في أنحاء مصر إلى روتين، فكنا نخرج في نهاية كل أسبوع إلى مدينة جديدة... وكنا نسافر إلى الأقصر وأسوان.. ليس من مكان لم نذهب إليه، وأحيانا كان أبي يحصل على إجازة وسط الأسبوع ونسافر لأيام عدة، وكان يصوّر قواعد ومنشآت عسكرية في مصر، ويسجل عدد الكيلومترات في الطريق، وبذلك يحدد موقع المصانع والقواعد العسكرية... وكنا نحن الأولاد أفضل تغطية.
بداية النهاية
تصادف أن سافرت انشراح وحدها إلى روما يوم 5 أكتوبر وقابلها أبو يعقوب يوم 7 أكتوبر وأمطرها بسيل من الأسئلة عن الحرب وأتضح أنها لا تعرف شيئا. أخبرها أبو يعقوب إن الجيش المصري والسوري هجما على إسرائيل وان المصريين عبروا القناة وحطموا خط بارليف، وأمرها بالعودة فورا إلى مصر.
قي بداية عام 1974 سافر إبراهيم إلى تركيا ومنها إلى اليونان ثم إلى تل أبيب وحضر اجتماعا خاصا على مستوى عال مع قيادات المخابرات الإسرائيلية الجديدة بعد أن أطاحت حرب أكتوبر بالقيادات السابقة. خضع إبراهيم للاستجواب حول عدم تمكنه من معرفة ميعاد الحرب وأجاب إبراهيم انه لم يلحظ شيئا غير عادي بل أن قريبا له بالجيش المصري كان يستعد للسفر للعمرة، وانه حتى لو كان يعلم بالميعاد فليس لدية أجهزة حديثة لإرسال مثل تلك المعلومات الهامة.
استضاف نائب مدير المخابرات الإسرائيلية إبراهيم وابلغه بأنه سيتم منحه جهاز إرسال متطور ثمنه 200 ألف دولار وهو أحدث جهاز إرسال في العالم ملحق به حاسوب صغير في حجم اليد له أزرار إرسال على موجه محددة واخبره كذلك أن راتبه الشهري قد تم رفعة إلى ألف دولار إضافة إلى مكافأة مليون دولار في حالة أخبارهم عن موعد الحرب القادمة التي ستشنها مصر بواسطة الفريق سعد الشاذلي!.
قامت المخابرات الإسرائيلية بتوصيل الجهاز المتطور بنفسها إلى مصر خشية تعرض إبراهيم للتفتيش، وقامت زوجته بالحصول على الجهاز من المكان المتفق علية عند الكيلو 108 طريق السويس وهى المنطقة التي تعرضت لثغرة الدفرسوار.
بمجرد وصول انشراح للقاهرة اعدوا رسالة تجريبية ولكنهم اكتشفوا عطلا في مفتاح الجهاز وبعد فشل إبراهيم في إصلاحه توجهت انشراح إلى تل أبيب للحصول على مفتاح جديد. لم يدر بخلد انشراح أن المخابرات المصرية التقطت رسالة لها عبر جهاز روسي حديث يسمى "صائد الموجات" وذلك أثناء تدريبها وتجربتها للجهاز الجديد.
أيقن رجال المخابرات المصرية أنهم بصدد الإمساك بصيد جديد، ووضع منزل إبراهيم تحت المراقبة وتم اعتقاله صباح 5 أغسطس 1974 مع ولديه وانتظارا لوصول انشراح من تل أبيب أقام رجال المخابرات المصرية بمنزل إبراهيم لثلاثة أسابيع كاملة، وبمجرد وصولها استقبلها رجال المخابرات المصرية وزج بهم جميعا إلى السجن. كانت المخابرات الإسرائيلية قد بثت رسائل بعد عودة انشراح من إسرائيل واستقبلها رجال المخابرات المصرية على الجهاز الإسرائيلي بعد أن ركبوا المفاتيح، ووصل الرد من مصر.
" أن المقدم إبراهيم شاهين والملازم أول انشراح سقطا بين أيدينا.. ونشكركم على إرسال المفاتيح الخاصة بالجهاز.. كنا في انتظار وصولها منذ تسلم إبراهيم جهازكم المتطور. تحياتنا إلى السيد إيلي زئيرا مدير مخابراتكم"
إنشراح لم تعدم ... وتعيش بوسط إسرائيل !
عندما تمت محاكمة الخونة بتهمة التجسس والتخابر لصالح إسرائيل ، أصدرت المحكمة حكما بإعدام كلا من ابراهيم وانشراح ، بينما حكم على ابنهما الأكبر نبيل بالأشغال الشاقة وأودع الولدان محمد وعادل بإصلاحية الأحداث نظرا لصغر سنهما، ونفذ حكم الإعدام في إبراهيم شاهين شنقا، بينما تم الإفراج عن انشراح وابنها بعد ثلاث سنوات من السجن في عملية تبادل للأسرى مع بعض أبطال حرب أكتوبر.
دينا بن دافيد ,,, وحمامات إسرائيل
نشرت صحيفة يدعوت احرونوت عام 1989 موضوعا عن انشراح وأولادها قالت فيه: أن انشراح شاهين (دينا بن دافيد) تقيم الآن مع اثنين من أبنائها بوسط إسرائيل وهما محمد وعادل بعد أن اتخذت لهما أسماء عبرية هي حاييم ورافي أما الابن الأكبر نبيل فقد غير اسمه إلى يوشي.
وتقول الصحيفة أن دينا بن دافيد تعمل عاملة في دورة مياه للسيدات في مدينة حيفا وفى أوقات الفراغ تحلم بالعودة للعمل كجاسوسة لإسرائيل في مصر!، بينما يعمل ابنها حاييم كحارس ليلي بأحد المصانع، أما الابن الأكبر فلم يحتمل الحياة في إسرائيل وهاجر هو وزوجته اليهودية إلى كندا حيث يعمل هو وزوجته بمحل لغسل وتنظيف الملابس.
رجب عبد المعطي . .اسمه سيظل دائماً بقائمة الخونة
كمثل باقى البشر ولد رجب عبد المعطى ، طفل صغير فى المهد ، لاتزال عيناه مغمضة ,, لكن عقله وقلبه الصغير كان ينبض بالخيانة...
ولد رجب عبد المعطى فى محافظة الأسكندرية فى حى القبارى ، وعلى الرغم من أن رجب هذا ولد فى حى شعبى ، الا وانه نبت نبتا طريا كما يقال ، فقد اعتاد على الاكل بملعقة ذهب منذ نعومة أظافره ، فى الوقت الذى كانت تعيش فيه اغلب الاسر المصرية فى مستوى مادى محدود ، كذلك تحت ظروف الحرب مع العدو الأول إسرائيل .
فشل رجب فى التعليم وأخفق إخفاقا ذريعا بسبب وفرة كل أسباب الرغد الذى كان قد وفره له أبويه ، وجعل منه شاباً خنوعاً مدللاً.
اغتر الابن وأوهم نفسه بأن له من العقل ما لم يملكه غيره. . ويستطيع – بدون شهادات – أن يصبح رجل أعمال مشهوراً ينافس عمالقة السوق والميناء . . ووسوس له الشيطان أنه فقط بحاجة الى فرصة يثبت من خلالها أنه عبقري زمانه الملهم.
حاول أبوه الحاج عبد المعطي إفاقة ابنه من سكرة الغرور وإعادته الى طريق الصوات ففشل. إذ سيطرت على رجب عبقرية كاذبة نشأت من فراغ العقل والثقافة. وصار يحلم ليل نهار بشركة رجب للخدمات البحرية.
ولما امتنع والده عن إمداده بالمال اللازم حتى يتحصن بالخبرة .. مضطراً وافق رجب على العمل في وظيفة كاتب حسابات بميناء الاسكندرية . . إرضاء لوالده. واستغرق في عمله الجديد حتى توسعت مداركه واستوعب الكثير من الخبرة بعد الاحتكاك الفعلي في الحياة.
وبعد ثلاث سنوات من العمل في الميناء .. لم ينس حلمه الكبير ففاتح أباه . . وهذه المرة كان عنده إصرار عنيد على ألا يرجع. فلما عارضه والده بشدة غادر المنزل غاضباً.. وتحت ضغوط الأهل والأصدقاء.. رضخ الأب أخيراً أمام رغبة ابنه وأمده بعدة آلاف من الجنيهات وهو على ثقة من فشله وخسارته. وغمره للمرة المليون إحساس بندم شديد لأنه دلل ابنه وفتح له منذ الصغر خزينة أمواله بسحب منها كفيما يشاء. .وتمنى بينه وبين نفسه لو أن الزمن عاد به الى الوراء فيقوم على تربيته بالشكل الصحيح .. وينشئه فتى معتمداً على ذاته فيشب رجلاً يعرف قيمة العلم والقرش .. ويدرك جيداً أن للحياة ألف وجه ووجهاً.. ولكن . .فات الأوان وحسم الأمر . . !!
وكانت النتيجة المؤكدة خسارة جسيمة مُني بها وفشلاً ما بعده فشل .. وديوناً تزاحمت بأرقامها دفاتره.
نكسة 1967 ... وميناء " ييريه "
عم الكساد بسبب نكسة يونيو 67 ، وازدادت معها الأمور سوءاً، فخارت قواه وغرق في ديونه. . وقام بتصفية الشركة وحزم حقائبه ووجد نفسه على ظهر مركب يشق مياه البحر الى ميناء "بيريه" في اليونان.
البداية كانت فى ببنسيون "بروتاجوراس" .
عندما نزح رجب الى اليونان صور له خياله انه سوف يعمل ويحصل على المال السريع والوفير ، ولكنه سرعان ما أخفق ، فلجأ الى ذلك البحار اليونانى الذى طالما جمعته به سهرات الاسكندرية الصاخبة .
كذب عليه " زاكوس " وما كان أمام رجب من طريق إلى الذهاب الى العاصمة " أثينا " حيث الحياة الأكثر مرحا وصخبا .
نزل في بنسيون "زفيروس" جلس يفكر فيما وصل اليه من حال سيئة: لقد مر به شهر تقريباً ولم يعثر على عمل بعد. إنه الآن عاطل ينفق ليعيش. . وعما قريب ستنفذ دراخماته فماذا سيعمل؟ هل ضاقت به الحياة أيضاً في أثينا؟
نصيحة من شاب صعيدى ... والطريق الى السفارة الاسرائيلية !
مئات من المصريين جاءوا الى اليونان يعملون في أي شيء وكل شيء...
وبينما هو يتجول في شارع "سوفوكليس" التقى بشاب مصري من برديس جنوبي سوهاج يعمل في مصنع للعصائر .. عرض عليه أن يعمل معه في قسم التغليف لكنه أبى بشدة أن يعمل بوظيفة تافهة كهذه.. واستعرض له سيرة حياته السابقة في مصر. .
فما كان من الشاب الصعيدي الى أن نصحه بالعودة الى الاسكندرية لكي لا يقع فريسة سهلة في قبضة المخابرات الاسرائيلية. . التي تتصيد الشباب المصري العاطل في اليونان وتغريه بالعمل معها مقابل مبالغ كبيرة. وسخر رجب في داخله من نصيحة الشاب له بالعودة. . فقد كان والده يعاني الأمرين من حجم الديون التي خلفها له ومن مطاردة الدائنين في المتجر كل يوم.
دقات الباب .. وموظف الحسابات !
الشيطان عندما يدق باب القلب والعقل يخيم بسواده على الجوارح ، فرجب إختار الخيانة بملئ إرادته .
بينما دق باب الغرفة التى كان يسكنها فى البنسيون ، ووجه المحاسب المملؤ بالغيظ ، فقد تراكم عليه الحساب ، والمتبقى معه دراخمات قليلة ، فما به والإ وقد إتخذ القرار .
هرب منه النوم واختنق صدره واهتزت أمامه الرؤى وعندما تذكر مقولة الشاب الصعيدي "المخابرات الإسرائيلية تدفع الكثير" قال لنفسه "لن أخسر أكثر مما خسرت" وأمسك بالقلم ليكتب:
السيد المبجل / سفير دولة إسرائيل في أثينا
"أنا موظف مصري أقيم في بنسيون زفيروس. ضاقت بي الدنيا وظلمتني في الاسكندرية وفي أثينا. قال لي البعض إنكم تمدون يد المساعدة لكل من يلجأ إليكم وأنتم الملجأ الأخير لي. فأرجو أن أنال عطفكم واهتمامكم".
رجب عبد المعطي أثينا 27/12/1967
ولم تكد تمر ثلاثة أيام – حتى فوجئ بمندوب من السفارة الإسرائيلية ينتظره في صالة الاستقبال .. فاصطحبه الى السفارة وهناك قابلوه بود وقالوا له:
وصلتنا رسالتك ولم نفهم منها ماذا تريد بالضبط؟
أجاب بصوت يغلفه الرجاء:
أريد أن أعمل في أثينا.
سلمهم جواز سفره وتركوه ثلاث ساعات بمفرده .. ثم جاءوا له باستمارة من عدة صفحات . . تحمل اسم السفارة وشعار دولة إسرائيل .. وطلبوا منه أن يملأها ويكتب سيرة حياته وأسماء أصدقائه وأقاربه ووظائفهم.
وبعدما تبين لهم أنه أمضى ثلاث سنوات في العمل داخل ميناء الاسكندرية. . طلبوا منه أن يكتب تقريراً مفصلاً عن الميناء وأهميته الاقتصادية والعسكرية ففعل.
واستعرض ما لديه من مظاهر "العبقرية" الفذة في شرح كل شيء عن الميناء بتفصيل مطول. . فأذهلتهم المعلومات التي كتبها عن الميناء . . وأدرك ضابط الموساد الذي شرع في استجوابه بأنه وقع على كنز ثمين عليه أن يعمل على استثماره و"حلْب" ما لديه من معلومات.
وفي الحال سددوا حسابات البنسيون كافة ونقلوه الى فندق "أورفيوس".. وأعطوه مائتي دولار أمريكي وتركوه عدة أيام يمر نهاره وهو يغط في سبات عميق . .
وفي الليل يتذوق طعم السهر في حانات وكباريهات أثينا المتحررة . . ويصاحب أجمل فتياتها وداعراتها في شارع "ارستيديس" الشهير. وعندما نفدت نقوده تماماً عاد إليه مندوب السفارة الإسرائيلية ببعض المال ليكمل مسيرة اللهو والسكر.
وحدث ما توقعه وجاءه المندوب بمائتي دولار أخرى. . فاستغرق في مجونه وتمنى لو استطاع أن يفعل أي شيء في سبيل أن يحيا حياة مرفهة في أثينا.
أغرقته المخابرات الاسرائيلية بالمال حتى اطمأن الى رجالها.. وكلما نفدت نقوده ذهب بنفسه لمقابلة أبو ابراهيم في السفارة الاسرائيلية يعرض عليه خدمات مقابل الدولارات التي يأخذها. فيؤجل ضابط الموساد الحديث في هذا الأمر لوقت آخر . . وينصرف رجب بالنقود فيرتع بين الحسان عاريات الظهر والنهود هو بينهن يختال اختيالاً.
ونود أن ننوه أن من الأسلحة التى يرتكز عليها جهاز الموساد فى إغراء الشباب المصرى ، هى النساء والأموال كبدايه للوقوع فى الفخ .
فأجهزة المخابرات ليست بالسذاجة التي تجعلها تنفق الملايين لاصطياد ضعاف النفوس والخونة الذين يسهل شراؤهم بالمال والفساد. . ولذلك أقامت فروعاً لها ومكاتب في الخارج تحمل أسماء شركات وهمية لا نشاط حقيقي لها سوى البحث عن الخونة.
والمخابرات الإسرائيلية – الموساد – تفوقت كثيراً في هذه الأمور. . وأصبحت أكثر أجهزة المخابرات خبرة في استخدام لغة الجسد. . تلك اللغة التي يفهمها الجميع ولا تحتاج الى مترجم أو قواميس تفسر مفرداتها.. ولكن الذي لا يعرفه أحد. . أن الخونة الذين يسقطون في براثن الموساد .. يتحولون في لحظة ما الى مجرد بهائم تدور في الساقية . .
المصيدة
غرق رجب فى الفحشاء إلى أذنيه ، وصار صديق للضباط الاسرائيليين يصادقونه ويأتون الى غرفته الفخمة فى ذلك الفندق الفخيم ، فكان " أبو إبراهيم " ظابط الموساد يتردد عليه فى غرفته ويحدثه كثيرا عن أزمة الشرق الأوسط والوضع المتفجر فى المنطقة بسبب الحروب مع العرب .
، كذلك حقهم في أن يعيشوا فوق أرض الميعاد في سلام وأمان . . وأنهم ليسوا شعباً يحب سفك الدماء بل أمة مشردة ضعيفة تسعى الى العيش في هدوء بلا حروب أو صراعات
لم يدرك رجب عبد المعطي هذه الحقائق بل اندفع بكل ثقله باتجاه المخابرات الاسرائيلية . . على أنهم سينقذونه من شبح الإفلاس الذي تعلق بتلابيبه ولا يود مفارقته.
واستعرض ابو ابراهيم في سرد اساطير وأحاجي اللص الذي يبرر مشروعية سرقاته ثم سأل رجب فجأة:
هل ترحب بالعمل معنا لصالح السلام؟
والابتسامة تملأ وجهه ..
بالطبع . . ولكن .. أي عمل بالتحديد؟
أخرج ضابط الموساد الخبير أربع ورقات ذات المائة دولار ودسها في يد رجب وهو يقول:
أنت كثير الأسئلة . . هل تعتقد أننا نريدك سفيراً لنا في مصر؟
إذن .. ما هو المطلوب مني؟
ألا تسأل كثيراً لكي لا أغضب منك .. عليك فقط أن تعرف أننا أصدقاء .. وأن لكل حديث أوان. هز رجب رأسه علامة على الرضوخ والطاعة ولحقه ابو ابراهيم بسؤال ذا مغزى:
هل لك صديقة في أثينا؟
أجابه على استحياء:
هجرتني فتاة تدعى انكسيميندرا لأنني لا أعرف اللغة اليونانية وقد ضاقت بإنجيلزيتي الركيكة.
أوه . . أتقصد تلك الفتاة التي يملأ النمش وجهها؟ دعك منها وسوف أعرفك بفتاة رائعة تتحدث بالعربية وستكون معك ليل نهار في أثينا.
تهلل وجهه وارتفع حاجباه دهشة وقال:
أين هي؟ أريدها حالاً. .
ستكون الى جوارك في الطائرة أثناء رجوعك من تل أبيب.
بهت رجب ووقف فجأة كالملسوع وقال بصوت متلعثم:
تل أبيب؟
نعم . . !!
بسرعة قالها ضابط الموساد بلغة الواثق، وأضاف كأنه يأمره بتنفيذ قراره الذي لا رجعة فيه:
ستسافر إسرائيل بعد عدة أيام .. وفي الغد عليك أن تحضر اجماعاً مهماً في السفارة لمناقشة خطوات تنفيذ هذا الأمر فهل عندك اعتراض؟
هربت الكلمات وغاصت في قرار عميق . . وأجاب رجب الذي بدا كالأبله لا يضبط خلجاته:
لا . . لا . . أنا لا أعترض . . إنها مفاجأة لي.
لم يستغرق رجب في التفكير كثيراً. لقد ثبتت لديه النية واتخذ قراره. .ولم يذهب الى سريره لينام بل خرج ينزف دولارات الموساد على الخمر وجسد داعرة صحبها الى شقتها وهو يمني نفسه بالجارية الاسرائيلية التي ستكون تحت إمرته. وفي الصباح الباكر كان يقف أمام باب سفارة إسرائيل تعلوه سحابة انكسار وبعينيه بريق خنوع ديّوث باع لحمه لمزايد !!
ذهب رجب الى مقر السفارة فى الصباح الباكر ، وحضر اجتماع استغرق نحو الساعة ، جلس مع أربعة من ضباط الموساد في أثينا وخامساً جاء من فيينا كان يبدو أنه أكبرهم دراية بالتعامل مع الخونة وتطويع الجواسيس. طلب من رجب أن يرسم له خريطة الميناء في الاسكندرية وأين يقع مكتبه بالضبط؟!! وفوجئ رجب بماكيت مصغر للميناء دخل به موظفان ووضعاه على منضدة تتوسط الحجرة ..
أخذ رجب يشرح بتفصيل أكثر معلوماته عن الميناء. بل ويحدد أماكن مخازن التشوين التجارية . . ورصيف الميناء الذي يستقبل السفن الحربية السوفيتية. . وسفن الشحن التي تجيء بالأسلحة المختلفة من ميناء أوديس السوفييتي على البحر الأسود . . ومخازن تشوين السلاح المؤقتة .. وبوابات التفتيش والمداخل والمخارج.
وهكذا استمر يشرح لهم أسرار الميناء الحيوي، ولم يتركوا أدق التفاصيل إلا وسألوه عنها ثم طلبوا منه الانصراف والعودة صباح اليوم التالي ومعه أربع صور فوتوغرافية وجواز سفره. وبعد أن سلمهم الصور تسلم منهم وثيقة سفر إسرائيلية ذكر بها أنه إسرائيلي من تل أبيب واسمه "دافيد ماشول".
أثينا - تل أبيب
على شركة العال الإسرائيلية سافر دافيد ماشول أو رجب عبد المعطى ، وأوصله مندوب من السفارة الى المطار وتأكد من صعوده الى الطائرة المتجهة الى إسرائيل.
اليهودي الجديد
على سلم الطائرة صافحه ثلاثة رجال .. ثم أدخلوه سيارة مسدلة التسائر كانت تنتظر أسفل جناح الطائرة .. سلكت به اتجاهاً آخر بعيداً عن بوابة خروج الركاب والجوازات . . ووجد نفسه في شوارع تل أبيب لا يصدق عينيه. .
وفي بيت يشبه الثكنة العسكرية على أطراف تل أبيب أدخلوه إحدى الشقق المخصصة لأمثاله من الخونة .. حيث كانت تنتظرهم بها فتاة رشيقة صافحته بحرارة .. ورحبت به بالعربية فسره ذلك كثيراً وقالوا له إن "زهرة" ستظل على خدمته طوال إقامته في الشقة.
وتركوه ليستريح بضع ساعات وعادوا إليه ثانية فصحبهم لمبنى المخابرات الاسرائيلية في شارع الملك شاؤل بوسط المدينة .. وكان في استقباله عدد كبير من كبار رجال الموساد. ولعدة ساعات أخضع لتحقيق واستجواب تفصيلي لكل ما كتبه عن ميناء الاسكندرية.
كان الاجتماع مغلقاً على الضباط المختصين والمحللين الذين أدركوا ميوله للنزعة العسكرية .. وكان ذلك واضحاً جداً من خلال إجاباته الحاسمة .. التي تشبه إجابة عسكرية مدعومة بلغة عسكرية بحتة .. وتغلفها تفاصيل استراتيجية دقيقة لا ينتبه اليها الرجل المدني الذي لم يجند بالقوات المسلحة.
وفي ختام الاجتماع أعد له حفل استقبال كبير في إحدى القاعات بالمبنى .. حضره عدد أكبر من ضباط الموساد ورؤساء الأقسام . . وتم منح رجب عبد المعطي رتبة "رائد" في المخابرات الاسرائيلية، ولم يضيعوا وقتهم كثيراً في مظاهر الترحيب.. إذ أعدوه لدورة مكثفة بدأها أحد الضباط بمحاضرة طويلة عن "ذراع إسرائيل الطويلة" .. وأنها تجعل العدو يرتجف رعباً، وتمنح الإسرائيليين القدرة على النوم في هدوء. وأن الموساد نجحت في حل الكثير من مشاكل الدولة اليهودية وهي على استعداد للقيام بمهام أخرى.
برامج التدريب المكثفة
استمرت برامج الدورة التدريبية المكثفة خمسة عشر يوماً كانت عصيبة ومرهقة. وبعد أن اجتاز الاختبارات بنجاح مذهل . . رافقته زهرة الى منتجع خاص آمن يقع على بحيرة طبرية. . وهناك أذاقته من لدائن أنوثتها. قالتها له صراحة إنها هدية له لاجتيازه الاختبارات وتعاونه مع المخابرات الاسرائيلية بإخلاص. . بل وأكدت له أنها عبدة له يفعل بها ما يشاء . . وعندما صارحها بأنه يستريح إليها ويود لو صاحبته الى أثينا وعدته بأن تعرض طلبه على رؤسائها..
تل أبيب – الأسكندرية
أخبره الضابط المسؤول بأنه سيعود الى الاسكندرية مرة أخرى ليعادو نشاطه السابق في شركة رجب للخدمات البحرية. وأنهم سوف يمدونه بالأموال اللازمة لإحياء شركته وتجديدها. . ولكي يتم تنفيذ ذلك عليه أن يمكث عدة أشهر في أثيناء .. ويشيع بين المصريين العائدين الى مصر بأنه يمارس أنشطة تجارية رابحة جداً في أثينا .. ويجب عليه أن يتأكد من وصول هذه الأقاويل الى مصر والى أهله بالذات.
رجب ورغبته فى حماية إسرائيل وأمن إسرائيل من التهديد العربى
عندما عاد رجب الى أثينا برفقته زهرة .. كان بداخله إصرار غريب على التعاون مع الموساد لحماية إسرائيل وأمن إسرائيل . . من التهديد العربي الدائم والذي يدعو إليه جمال عبد الناصر . . وإصراره على إلقاء اليهود في البحر ليتخلص منهم .. وترسب بداخله اعتقاد بأن عبد الناصر ما هو إلا هتلر جديد جاء ليبيد اليهود الذين يدافعون عن أمنهم . . وحقهم في أن يعيشوا في سلام.
غادر رجب مطار بن جوريون في تل أبيب في طريقه الى أثينا ترافقه "زهرة" .. جميلة الجميلات والعبدة التي تحدثه بلغته وبلغة الجسد الناطقة.
لم تكن مهمتها إفراغ ثورات رجولته المشتعلة دائماً بقدر ما كانت رقيبة على سلوكه وتصرفاته.. وتمتحن إخلاصه للمخابرات الاسرائيلية بين آن وآخر. وكلما حاولت تصيد أخطائه وجدته أكثر منها إخلاصاً لليهودية .. وإيماناً بحق الإسرائيليين في القدس وسائر أرض فلسطين.
إنها تواجدت بجواره لتدفعه بقوة الى عشقها والذوبان فيها. فكلما ازداد عشقاً لها. . أخلص لإسرائيل .. وتفانى في خدمتها.
التهيئة للعود الى الاسكندرية وممارسة الخيانة
أحكمت المخابرات الاسرائيلية خطتها فى تهيئة رجب للعودة الى اسرائيل ، بارسال جوابات وصور زائفة تصور رجب على انه رجل أعمال ناجح ، وتمحى أثار الفشل العالقة فى ذهن أبيه ، وانه عبقرى وناحج بالفعل .
تلك الصور والخطابات قد أثلجت قلب أبيه ، وبأنه ارتقى الى وظيفته واحتل مكانة مهمة في بلاد الإغريق. وأكد ذلك للأب كل من حملوا إليه هدايا ابنه الرقيقة له ولوالدته ولأصحابه.
لكل هذه المظاهر المزيفة .. صدق الأهل بالإسكندرية ما تبوأه رجب من نجاح .. فأرسل إليه والده يرجوه أن يعود الى وطنه مرة ثانية ليعادو نشاطه من جديد .. وليؤكد نجاحاته على أرض وطنه بعدما صقلت شخصيته. .
اختلط العميل الخائن بالمصريين المقيمين باليونان ووطد علاقاته بهم. . وتعددت خدماته ومواقفه تجاه كل من يلجأ اليه فأحبه الشباب المصري هناك .. ووجدوا فيه صورة المصري الشهم النبيل . . في حين أنه كان يدير حوارات سياسية معهم .. ويسجل تقارير مطولة تحمل بين سطورها خسة نياته القذرة في خدمة جهاز مخابرات العدو .. فبدا كما لو كان قد اندرج لسنوات طويلة في صفوف أكاديمية الجواسيس في إسرائيل.. وأعيد مرانه وتدريبه في أثينا على استخدام الحس الأمني والملاحظة والتمويه والخداع بواسطة أمهر الخبراء . . وأحدث دراسات علوم المخابرات والجاسوسية في العالم.
مر عام ونصف ولم يزل رجب في أثينا في حضن المخابرات الاسرائيلية يترقب موعد رجوعه الى الاسكندرية. وعندما اعتقد أنه هيأ "الجو" لعودته .. تحدث مع أبو ابراهيم ضابط الموساد في السفارة الاسرائيلية الذي أمهله عدة أيام ليكتب بذلك الى رؤسائه .. ولما جاءت الموافقة .. اشاع رجب خبر عزمه على العودة الى مصر غانماً بآلاف الدولارات التي جمعها من "أعماله الناجحة" في اليونان.
صيف 1970
مثلما إمتلأت شواطئ الاسكندرية بالمصطافين الهاربين من حرارة الجو ، كذلك إمتلأ بيت الخائن بالمهنئين بعودة رجب الى احضان بلده مصر
كان الرجل أسعد الناس على سطح الأرض.. وجهه يتهلل بشراً وسحنته تضحك خطوطها ويرقص قلبه طرباً. والخائن لا يستحي وهو يحكي عن عبقرية مزعومة .. ويختلق اقاصيص الوهم التي لقنته إياها مخابرات العدو .. فأفاض في الحديث والوصف وأضفى على نفسه بطولات وبطولات.
زلزال وفاة جمال عبد الناصر الذى هز مصر
وبعدما استقر به المقام عدة أيام، اصطحب مهندس الديكور الى مكتبه القديم حيث كانت لافتة "شركة رجب للخدمات البحرية" قد ضربتها الشمس وتشققت قشرة خشبها. وبالداخل كان العنكبوت قد نسج خيوطه فخيمت على كل شيء وبدا المكتب كمقبرة مهجورة.
وبينما كان المهندس يشرح له تصورات وتخيلات الشقة بعد تجديدها. .حدث زلزال هز أعماق مصر كلها وضرب فيها الأمل والأمان .. وزحفت جموع الشعوب العربية لهول الصدمة عندما أعلن موت جمال عبد الناصر.
العميل رقم 1041
امتلأت الشوارع بفيضان من البشر كالطوفان يجرف أمامه هدأة الحياة وغفلة الزمن زحف من الأحياء يغلي، وكتل ملتصقة من الحناجر تصرخ في هلع وبكاء مرير يمزق القلوب . . وشروخ بدت في الوجوه بفعل الدموع. وتوقفت الحياة ومادت موازين العقل فلا عقل يصدق أن الزعيم رحل.
ودون أن يدري . . بكى رجب، وكان لا يدري أيبكي ناصر الأمل؟! أم يبكي بذور الخيانة التي تعملقت بداخله وعظمت فروعها؟
وود للحظات لو أن أقدام الباكين الحائرين داسته. لكنه سرعان ما استعظم ذاته وأبى ألا يضعف. بل سطر أولى رسائله، وكانت هذه الرسالة هي الخطوة العملية الأولى في عالم الجاسوسية. . رداً على رسالة وصلته بطريق الراديو تطلب منه مراقبة حركة ميناء الاسكندرية وعما إذا كانت اسلحة سوفييتية تتدفق على مصر بعد موت زعيمها الأول أم لا ؟
ومع إطلالة الأيام الأولى في عام 1971 كان رجب قد انتهى من تشطيب مكتبه ، افتتح المكتب الذى جمع غفير من الأهل والأصدقاء، وملأت إعلانات الدعاية بالعربية والإنجليزية صفحات الأهرام تعلن عن ميلاد شركة خدمات بحرية متميزة ، قادرة على تحمل مسؤوليات الشحن والتفريغ وما يخصهما من إجراءات مع الجهات المختصة.
وازدحم المكتب بالزوار وذوي المصالح، وازدادت الخطابات الواردة اليه من الشركات الملاحية ومن رؤسائه في أثينا يغذونه بالمعلومات . . ويلقون أوامرهم وتوجيهاتهم ويدفعونه ليكبر أكثر وأكثر. فازدهرت أعماله بسبب التوكيلات العالمية التي حصل عليها، وصار اسمه مشهوراً ودخوله الى الميناء بالتصاريح الممنوحة أمراً سهلاً وقويت علاقاته بالموظفين وبالمديرين.
ولأنه يعمل في "المهنة" فقد كان سؤاله عن أحوال الميناء يوماً بيوم أمراً عادياً لا يثير ريبة ولا شكوكاً في نياته. . وهذا هو ما كانت تقصده المخابرات الاسرائيلية. . أي زرع جاسوس داخل ميناء الاسكندرية يرصد كل أسراره وأوضاعه
خطابات السادات كانت ترعب رجب !
لقد أكدوا له أنهم لا يريدون حروباً مع العرب.. فهم يدافعون عن رقعة صغيرة من الأرض يعيش عليها أطفالهم وضعافهم. وكلما شن أنور السادات هجماته من خلال خطبه السياسية .. كان رجب يرتعد خوفاً من حماس وعوده بأن هذا العام هو عام "الحسم" لتدمير إسرائيل. . وكثرت الرسائل الى رجب بطريق البريد والراديو .. وتعددت رسائله أيضاً الى "أصدقائه".
رجب يبكى يوم العبور على اسرائيل !
وفى هذا اليوم الباسل حيث عبر جنودنا البواسل ارض سيناء الغالية وروت بدمائهم الطاهرة أرضها لتنبت نصرا وعزة وكرامة ، بينما رجب فى مكتبه ينتفض خوفا وهلعا على اسرائيل المساكين ، الذي يقتله العرب بلا رحمة مجتمعين.
وكثرت في تلك الأثناء زياراته للميناء يستقص الأخبار ويستقي المعلومات بجرأة، دون أن يلفت انتباه أحد، لكثرة أسئلته عن السفن الراسية بالميناء وفي الغاطس تنتظر الدخول.
انكشافه أمام المخابرات المصرية
لفتت رسائله المتعددة الى أثينا وروما انتباه ضابط المخابرات المصري المكلف بمراقبة البريد الصادر الى خارج مصر والوارد اليها. واكتشف أمر الرسائل المشفرة. وقام جهاز المخابرات المصرية بمراقبة بريد رجب عبد المعطي . . وجرى الكشف عن كل رسائله وصورت وأعيد إغلاق الرسائل بدقة متناهية.. لكي تكون دليل إدانة ضده أمام النيابة وعند محاكمته.
وبينما كان الجاسوس مشحوناً بحماس النصر، وبدأت الخريطة السياسية للمنطقة تتشكل من جديد .. نشط رجب في رصد حركة الميناء المستمرة وأرسل الرسالة التالية الى صديقه "الوهمي" ديميتريوس في اليونان:
الاسكندرية 27/11/1974. عزيزي ديمتريوس.
1- خط عادي: تهنئتي القلبية بمناسبة عيد ميلادك السعيد، ولعلك .
2- حبر سري: سفن شحن متعددة من جنسيات مختلفة تدخل.
1- خط عادي: الآن في أحسن حال بعد الوعكة الصحية التي أصبتم.
2- حبر سري: الميناء لتفرغ حمولتها من المواد التموينية بكثرة.
1- خط عادي: بها منذ ثلاثة أسابيع. فكيف حالكم الآن؟!!
2- حبر سري: أيضاً تأكدت من وصول سفينة تشيكوسلوفاكية.
1- خط عادي: أحوالي على أحسن ما يرام، وأنوي إجراء بعض.
2- حبر سري: تحمل معدات عسكرية في صنادق يصعب الاقتراب.
1- خط عادي: أعمال الديكورات الحديثة بمكتبي، على ذلك.
2- حبر سري: منها بسبب الحراسة المشددة، ولا زالت.
1- خط عادي: فسأتغيب لمدة أسبوعين على الأكثر على شاطئ.
2- حبر سري: سفن عربية من الجزائر وليبيا تنزل حمولتها.
1- خط عادي: البحر الأحمر ريثما ينتهي مكتب الديكور من عمله.
2- حبر سري: من البطاطين والمواد الطبية وسفينة عملاقة.
1- خط عادي: ولسوف أعاود بعد ذلك نشاطي بشكل أفضل.
حبر سري: تحمل علم بنما اسمها "ليليها مر" [5] محملة بحوالي.
1- خط عادي: بعد هذه الإجازة التي أتشوق اليها لأتمكن.
2- حبر سري: 200 جرار زراعي ومعدات زراعية وميكانيكية.
1- خط عادي: من صيد السمك بعيداً عن زحام العمل والتوتر.
2- حبر سري: مختلفة وسفينة سوفيتية تحمل معدات توليد.
1- خط عادي: المستمر من جراء المشكلات المتوقعة.
2- حبر سري: كهرباء ضخمة وآلاف من الإطارات.
1- خط عادي: تهنئتي لك مرة أخرى وتحياتي وأشواقي.
2- حبر سري: الكاوتشوك مقاسات مختلفة وموتورات.
1- خط عادي: رجب.
2- حبر سري: رقم / 1041.
13 يناير 1975
وأخيراً .. بعد أن جمعت المخابرات العامة المصرية كل الأدلة التي تدينه . . توجهت قوة من رجال المخابرات صباح 13 يناير 1975 الى مكتبه. . اعتقد رجب أنهم "زبائن شغل" ولكن . . حينما أخبره قائد القوة بأنه ضابط مخابرات . . لم يستطع رجب أن يقف . . ظل ساكناً على كرسيه تتحرك ركبتاه لا إرادياً، واصطكت أسنانه فجأة، وزاغت عيناه في هلع لا حدود له.
ومن قبيل الصدف العجيبة أن رجل البريد جاء برسالة من المخابرات الاسرائيلية – مرسلة من الداخل – أثناء وجود المخابرات في مكتبه حيث طلبوا منه حلها . . ووضعوا أمامه كتاب الشفرة التي عثروا عليه في درج سري بالمكتب مع كل أدوات التجسس المزود بها.
لم يستطع رجب استيعاب الأمر على حقيقته. فقد كانت نظرات ذهوله تدل على مدى الرعب الذي أصابه. . إنهم أفهموه في تل أبيب وفي أثينا أن المخابرات الاسرائيلية لم يحدث لها أن فشلت مرة واحدة في مهامها.. ولكن الفشل يأتي دائماً من العميل الذي قد يهمل تكتيكات الأمان التي يجب عليه أن يلتزم بها ولا يهملها أبداً. فجهاز المخابرات الاسرائيلي – حسبما اقنعوه – أفضل أجهزة المخابرات في العالم.
ابتسم رجب في سخرية عندما تذكر ادعاءاتهم الباطلة، وبينما كانت قافلة السيارات تنطلق به الى القاهرة – كانت المخابرات الاسرائيلية ترسل بالراديو رسالتها الدورية الى عميلها:
"ننتظر ردك على الرسالة التي وصلتك .. لا تتأخر، واستعد للسفر خلال شهر مارس الى أثينا".
وفي مبنى المخابرات المصرية جرى استجوابه فاعترف تفصيلياً – وهو مذهول – بقصة سقوطه في مصيدة المخابرات الاسرائيلية .. وعقدت له محكمة عسكرية وجهت اليه التهم الآتية:
- باع نفسه ووطنه للعدو مقابل المنفعة المادية.
- أمد العدو بمعلومات عسكرية واقتصادية تضر بأمن الدولة ومصلحة البلاد.
- ارتضى لنفسه أن يحمل اسماً يهودياً وجواز سفر يهودياً ورتبة عسكرية يهودية.
- التخابر مع دولة معادية "إسرائيل" بقصد الإضرار بالعمليات الحربية لمصر.
- التخابر مع دولة أجنبية معادية لتسليمها سراً من أسرار الدفاع عن البلاد.
وحكمت المحكمة بالإعدام شنقاً. . وصدق المفتي ورئيس الجمهورية على الحكم. وأثناء انتظار التنفيذ . . شعر الخائن بعظم جرمه وفداحة مسلكه.
وعامله المجرمون والقتلة في السجن معاملة سيئة، وكادوا أن يفتكوا به عدة مرات كلما سنحت لهم فرصة لقائه. وأنزوى الخائن يجتر ذكرياته فتتقلص عضلات جسده.. ومضت عليه عدة أسابيع، ذاق خلالها مرارة الحسرة والذل والمهانة. . ونحتت بدنه عضات الندم .. حتى عثر عليه ذات يوم ملقى على الأرض بزنزانته وسط بركة من الدم المتجلظ . . وقد عثر على إحدى عدسي نظارته منزوعة ومهشمة. . وتبين أن هناك ثمة قطع غائر بيده اليسرى طال شريانه.
ترى .. هل أصابه مس من العقل وأدرك فداحة جرمه فانتحر؟
أم أنه استشعر الفارق الشاسع ما بين الرفاهية والحبس؟
أو ربما ظن أن الموساد ستنقذه لا محالة فقتلته ظنونه؟ لا أحد يعرف..
لكنه حتماً أفاق بعدما خسر الكثير..
خسر نفسه وأهله ووطنه . . وكل شيء . . كل شيء ضاع..
لكن اسمه سيظل دائماً بقائمة الخونة . . أولئك الذين باعوا عروبتهم بثمن بخس. . ولن يغفلهم التاريخ على مر الأحقاب . .!!
سمحان موسى ... جاسوس من أجل الكيف !
الجاسوس محمد سيد صابر ... خريج الهندسة النووية !
أننا الأن ليس أمام جاسوس بمعنى الكلمة ، وإنما هو من باع وطنه لإسرائيل ، ربما لم تسمع عنه كثرا ، وإن سمعت فأنك من المؤكد ان تتحسر على هذا الجيل ، الذى باع ايضا دماء الشهداء وخان وطنه .
محمد سيد صابر أحدث جاسوس إسرائيلى ، حصل محمد على بكالوريس الهندسة النووية من جامعة الإسكندرية عام 1994 وتم تعيينه بهيئة الطاقة الذرية عام 1997.. وعمل بالمفاعل النووى بأنشاص، وفى عام 1999 أى بعد عامين فقط قدم طلبا للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة للهجرة إلى إسرائيل وذلك بسبب الخلافات التى نشبت بينه وبين مسئولى هيئة الطاقة الذرية.
شعر محمد بانه شخص مميز علميا ومهنيا ، فكان يؤمن بأنه يجب ان يعامل معاملة من نوع خاص ، نعم انه عبقرى ! ولكن محمد لم يدرك انه موظف فى الاول وفى الاخر موظف ، من الممكن أن تنشب مشاكل وان يلام ، ولكن ما فعله كان ضد كل القوانين .
فببعض هذه القضايا يتم حلها وبعضها يدخل فى حائط مسدود.. فى حالات الإحباط كان يذهب الموظفون أو المواطنون الذين فشلوا فى الحصول على حقوقهم أو تحقيق أنفسهم إلى السفر خارج مصر مهاجرين وفارين بجلودهم وعقولهم..
لكنهم كانوا يقصدون أمريكا أو كندا أو استراليا. لكن محمد سيد صابر قصد إسرائيل للهجرة إليها ! .. وهنا لابد أن نسأل: هل كان يريد المهندس المصرى أن يفر من البلد التى ظلمته وطحنته فقط أم أنه أراد بالهجرة إلى إسرائيل تحديدا دون غيرها من كل بلاد الدنيا أن ينتقم من بلده ويوجه إليها طعنة هائلة.. فهو يبيعها لعدو؟! رغم الكلام الكبير عن السلام بيننا وبينه - إلا أنه مازال عدوا يتربص بنا ونتربص به..
ولكن السؤال المحير هل محمد خائن بطبعه ؟ أم انه شعر بانه قد ظلم قد دفعه الى ذلك الفعل ؟ فكيف ؟ وهو قد دخل كلية الهندسة بما يعنى أنه كان طالباً متفوقا استطاع أن يحصل على مجموع كبير بتعبه ومجهوده فى الثانوية العامة، أنهى دراسته فى قسم الهندسة النووية والأحلام تراوده أنه سيصبح عالما له ثقل ووزن ومكانة اجتماعية ولابد أن تترجم هذه المكانة والاجتماعية إلى وضع اقتصادى مناسب، لكنه بعد أن تخرج وجد نفسه مجرد موظف بل إنه تعرض للاضطهاد من رؤسائه، لم يجد نفسه ولم يجد شيئا من أحلامه التى ظلت تراوده ويراودها.
من الذى بدأ بالخيانة.. هل خان محمد مصر أولا، أم أن مصر هى التى خانته، إن المحللين يذهبون كل مذهب فى تفسير سقوط الجواسيس، يبحثون عن الأسباب الاجتماعية والنفسية التى تدين أصحابها، لكن لم يسأل أحد نفسه عن الذى وقف وراء هذه الأسباب وصنعها وجعلها مؤثرة إلى الحد الذى يتحول فيه الشاب المصرى إلى جاسوس يبحث عن تحقيق نفسه فى أى أرض لو كانت هذه الأرض تحمل عداء وحقدا وكراهية لأهله وأرضه. لا يمكن لأحد أن يبرر الخيانة..
لابد ان هناك عنصر مفقود فى الاسباب التى تدفع بهؤلاء البشر الى الوقوع فى فخ الخيانة ، ليس المال فقط هو الدافع ، لابد من وجود عوامل سيكولوجية ونفسية واجتماعية كثيرة تكون بمثابة الناقوس الذى يدق فى عقول هؤلاء ويحركهم تجاه الخيانة .
بماذا نفسر كره الشباب لتأدية الخدمة العسكرية والهروب منها ، واحضار العديد من الوسائط للعفو منها ، ومدى الفرحة من التى تصيب الشاب عندما يعلم انه معاف من تأدية الخدمة العسكرية ؟! ، ألا هو واجب ونداء الوطن ؟!
ان غياب النزعة الوطنية والهوية العربية والانتماء والدين ، هما من أهم العوامل الذى يؤدى غيابها الى الاندفاع فى طريق الخيانة
فقضية مثل قضية هذا محمد سيد صابر ، وغيره من المصريين اللذين من الممكن ان يندفعوا الى ذلك العمل ، لم يحدث بدون دوافع وتسهيلات ، فالتطبيع الذى جاء والسلام الذى وفره الرئيس السادات جعل الاسرائيليين يتجولون داخل البيت المصرى بلا حرمة ، ودفع الكثير الى الانصياع وسماع أهدافهم النبيلة ورغبتهم فى السلام وأن يعيش العرب مع الاسرائليين جنبا الى جنب .
فمع حرمان الكفاءات العلمية من توفير الفرص والجو المناسب للعمل والابداع كلا فى مجاله ، ومع تدنى مستوى المعيشة الذى من المفترض وأن يعيش فيه المواطن المصرى ، والذى يضمن له العيش الجيد والكريم ، من الممكن فى ظل الاغراءات التى تقدمها اسرائيل من مال وحسان وعمل ورفاهية ، قد جعلت الهجرة الى اسرائيل امرا اعتياديا وسهل فى أن يهاجر اليها ويقصدها المصريين ، قانعين أنفسهم بأن هناك اتفاق سلام وانهم بعيدين كل البعد عن السياسة ومشاكلها .
فهذه هى الرسالة الأساسية التى يجب أن نلتف حولها ونناقشها.. فالجاسوسية ضد مصر لم تعد من أجل المال فقط.. ولكنها أصبحت من ظروف قاهرة ومناخ فاسد أفرز مواطنين بلا انتماء ولا وطنية..
مقاطع الفيديو
قصة اصطياد الجاسوسة هبة سليم
بأى ثمن من الممكن أن نبيع به الوطن ؟ وبأى دافع يدفع الانسان الى التجرد عن أرضه وعرضه ؟ وباى ثمن من الممكن أن يستبيح الانسان دماء الشهداء ورفات أسلافه ؟
كل تلك تساؤلات تدفعنا الى كثير من الدهشة ووضع العديد من علامات الاستفهام ودائرة سوداء حول تلك الاشخاص الذين باعوا انفسهم للشيطان وللعدو ، للتخابر على وطنه ، والغوض فى أذيال الرزيلة والفحشاء .
هل الدافع الوحيد فى ذلك هو المال ؟ أم الجنس أم الرفاهية والتطلع الى حياة اللهو والرغد ، هما ما يدفعان الانسان الى تلك الفعلة ، أم أن الخيانة هى عنصر أصيل فى تكوين الشخص ، ينمو معه ويكبر ويستفحل ، الى أن يئن معلنا خروجه ، الذى طالما اشتاق الى ممارسة الخيانة .
لابد من هذا السبب فى تكوين الخيانة فى دماء وعروق هؤلاء الخونة ، اللذين باعو الدم والارض ، بأبخس الاثمان .
وان كان فشلت معظم مكائدهم وصارو عبرة وخلدت أسمائهم أبدا فى دائرة الخيانة ، واصمين جبهتم بخيبة العار أبد الدهر .
لكن علينا اولا أن نفرق ما بين المخابرات والتخابر ، حيث أن المخابرات هى علم مدرس ومنهج تتبعه كل دول العالم ويتعتبر عملا مشروعا تماما لحفظ سيادة الدول وحفظ أمنها من الاختراق والتدخل فى أوقات السلم قبل الحرب .
لكن ما بدا غير مشروع هو التخابر مع دول أخرى أجنبية فى السر ، فهنا يصبح عالم المخابرات والتخابر غير مشروع ، اذ لم يتم بعلم الدولة أو بتكليف منها ، ويعاقب عليها فى هذه الحالة بعقوبة رادعة وهى الإعدام .
ولقد مرت مصر على اختلاف الفترات من التدخل وزرع جواسيس لها فى الداخل فى أوقات السلم والحرب ، فقبل حرب أكتوبر المجيدة وتحرير أراض سيناء الغالية ، كانت قد زرعت المخابرات الاسرائيلية العديد من الجواسيس فى القاهرة ، من الخونة المصريين أصحاب النفوس الضعيفة ومن محبى المال والشهوات والرذيلة .
ليمدونهم بكل ما يحتاجونه من معلومات عن الحالة الاقتصادية والبضائع ، ومعلومات عن الأسلحة والمطارات والموانئ وما غير ذلك من معلومات .
وبفضل رجال المخابرات المصرية إستطاعت أن تكشف العديد من الجواسيس واسقاطهم فى فخ القبض عليهم وتقديمهم الى محاكمات رادعة ، بعد أن ألمت بكل الخيوط والاستفادة من تعاملهم مع الموساد لإيقاعهم فى الفخ جميعا .
وقبل أيام قليلة وسوف تحل علينا ذكرى ثورة 23 يوليو ، تلك الثورة التى قامت من أجل الشعب وتطهير أرض مصر من الاحتلال البريطانى والتدخل فى السيادة المصرية ، ومن أجل أن يعيش شعب مصر أحرار ، قام مجموعة من الشرفاء بالثورة ضد الظلم ، فخرج مجموعة من الظباط الاحرار على رأسهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، معلنا جمهورية مصر العربية وسقوط الملكية .
فنود أن نذكر المصريين بشرفائهم وكذا بالخونة الذين باعوا أنفسهم ووطنهم ، لكن مصر ظلت أبيه برجالها الشرفاء ، وأصبحت مصر مقبرة للغزاة والخونة .
فها هى بعض من قصص الخونة وحكياتهم ، حكايات حقيقية من ملفات المخابرات العامة المصرية لتكن عبرة وعظة لكل من تسول له نفسه للتفريط فى حق مصر .
الجاسوسية ومن باع وطنه !؟
كان لإسرائيل العديد من الجواسيس فى مصر قبل حرب اكتوبر وكانت تعليمات المخابرات الاسرائيلية لعملائها تركز على القوات المسلحة المصرية ... وعلى الموقف العسكرى بنشاطه وتحركاته ... على ملاحظة بعض المناطق الاستراتيجة كميناء الاسكندرية والطرق الزراعية وطريق مصر – اسكندرية .
ففى نكسة 1967 وبعدها ، كان للجواسيس أثر كبير فى تدمير العديد من المطارات السرية التى كانت مصر تخبئ بها الطائرات وحاملات الصواريخ .
فخ الجواسيس
بنت جولدا مائير المدللة التى بكت يوم إعدامها وقالت انها قدمت لإسرائيل أكثر مما قدما قادتها ...
هبة عبد الرحمن سليم عامر ... الجاسوسة التى عملت لصالح اسرائيل سنوات عديدة قدمت من خلالها معلومات سرية هامة وهى وخطيبها المجند . فاروق عبد الحميد الفقى الذى كان يعمل ظابطا فى مواقع الصواريخ الحربية السرية .
نشأت هبه فى حى راقى من أحياء القاهرة المهندسين وسط جو عائلى ومادى مرتفع ، كانت من رواد نادى الجزيرة فى وسط شبابي لا يشغل عقله وقتها سوى أحاديث الأزياء والموضة والسيارات ، برغم هزيمة 1967 الفادحة والمؤلمة للجميع .
عندما حصلت على الثانوية العامة سافرت إلى باريس لإكمال تعليمها الجامعي.
تجنيدها
كانت هبة ناقمة على مصر ونكسة 67 ، فغياب النزعة الوطنية كانت أولى عوامل سقوطها فى الهاوية ، وهى الجاسوسية ففتحت لها الطريق من أوسع الأبوب ، فعندما ذهب للدراسة فى الخارج ، جمعت بها الصدفة بمدرجات الجامعة بفتاة يهودية من أصول بولندية وأعطتها زميلتها البولندية فكرة عن الحياة في إسرائيل وأنهم ليسوا وحوشا وأنهم يكرهون الحرب وأنهم يريدون فقط الدفاع عن مستقبلهم ومستقبل أجيالهم القادمة ويريدون الإمان، وتم تجنيدها لصالح المخابرات الإسرائيلية.
وفي أول أجازة لها بمصر كانت مهمتها الأساسية تنحصر في تجنيد فاروق الفقي الذي كان يلاحقها ووافقت علي خطوبته وبدأت تسأله عن مواقع الصواريخ الجديدة التي وصلت من روسيا.
كانت ترسل كل المعلومات الي باريس واستطاعت تجنيده ليصير عميلاً للموساد وتمكن من تسريب وثائق وخرائط عسكرية بها منصات الصواريخ "سام 6" المضادة للطائرات.
القبض عليها
لاحظت أجهزت المخابرات أن مواقع الصواريخ الجديد تدمر أولاً بأول بواسطة الطيران الإسرائيلي. تمكنت المخابرات المصرية من كشفهما وفي سرية تامة قدم سريعاً للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدام رمياً بالرصاص لكنهم ارادوا أن يستفيدوا منه وأن يستمر في نشاطه كالمعتاد خاصة وأن هبة لم تعرف بأمر القبض عليه.
تم إرسال الرسائل بواسطة جهاز اللاسلكي الذي أحضرته له الفتاة ودربته عليه. وكانت المعلومات التي ترسل غير صحيحة. استمر الاتصال معها بعد القبض عليه لمدة شهرين، ثم تقرر استدراج الفتاة إلى القاهرة بهدوء كي لا تهرب إلى إسرائيل إذا ما اكتشف أمر خطيبها المعتقل. وضعت خطة القبض على هبة وتم استدراجها لمصر بعد أن أرسل لها والدها برقية تفيد بأنة مريض ويريد رؤيتها في ليبيا التي كان يعمل بها.
ركبت الفتاة الطائرة الليبية في اليوم التالي إلى طرابلس. وعلى سلم الطائرة عندما نزلت هبة عدة درجات كان الضابطان المصريان في انتظارها، وصحباها إلى حيث تقف الطائرة المصرية على بعد عدة أمتار من الطائرة الليبية.
إعدامها
حكم عليها بالإعدام شنقاً وعندما وصل هنري كيسنجر لمقابلة الرئيس السادات بعد حرب أكتوبر حملته جولدا مائير رسالة إلى السادات ترجوه تخفيف الحكم ولكن السادات قال انها أعدمت في اليوم نفسه. تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هبة سليم في اليوم نفسه في أحد سجون القاهرة.
بكت جولدا مائير حزناً على مصير هبة التي وصفتها بأنها "قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماء إسرائيل" وتم تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الضابط الخائن. وقام قائده بتنفيذ حكم الاعدام.
إبراهيم سعيد شاهين وإنشراح موسي
الجاسوسية عندما تكتمل فى ملحمة مكونة من الاب والأم وثلاثة أبناء !
إبراهيم سعيد شاهين وإنشراح موسى، وبدأت وقائعها في العريش عقب الاحتلال الإسرائيلي لسيناء في يونيو (حزيران) 1967.
تأتي القصة في مقدمة قصص الجاسوسية أب وأم وثلاثة أبناء عاشوا على أرض مصر ليكرسوا جهودهم لخدمة إسرائيل ، في الوقت الذى كانت فيه اسرائيل تحتل سيناء وتقتل الأسرى ويدمّر طيرانها المدارس فوق رؤوس الأطفال ، تجردت الزوجة من المشاعر الإنسانية ، وفرّطت في وطنها وشرفها، ثم تخلت عن دينها الإسلامي واعتنقت اليهودية.
كانت قصة تلك العائلة واحدة من أقبح قصص التجسّس الإسرائيلي في مصر، وعرض مسلسل باسم السقوط في بئر سبع جانبًا كبيرًا منها
البداية
انشراح فتاة صعيدية من المنيا ولدت عام 1937، لأسرة متوسطة الحال. واصلت تعليمها حتى حصلت على الشهادة الإعدادية عام 1951، فأصبحت محط أنظار كل شباب المنيا، لكن قدرها اتجه بها إلى القاهرة، فعقب نجاحها أراد والدها أن يكافئها فصحبها معه إلى القاهرة لحضور زفاف أحد أقاربهم، حيث كان ينتظرها نصيبها.
هو شاب من مدينة العريش من مواليد عام 1929 يدعى إبراهيم سعيد شاهين (من أب مصري وأم فلسطينية من مدينة غزة)، لم يغادر الحفلة قبل أن يعرف عنها كل شيء، وبعد أيام قليلة كان يقف على باب منزلها في المنيا، وعلى رغم معارضة والدتها لبعد المسافة بين المنيا والعريش، إلا أن انشراح تمسكت به ورأت فيه فتى أحلامها، وخلال مدة قصيرة كانت زفت إليه وانتقلت للعيش معه في مدينة العريش.
كان إبراهيم يعمل فى بداية حياته موظف حسابات في مديرية العريش، وبعد قليل رزقا بمولودهما الأول نبيل عام 1955، ومن بعده محمد عام 1956، ثم عادل عام 1958 .
عام 1963 اتفقا على إرسال الأولاد إلى عمهم في القاهرة، ليواصلوا دراستهم هناك، ويبتعدوا عن حياة البداوة التي يتسم بها المجتمع العريشي، وبعد ثلاث سنوات وتحديدا عام 1966 ضُبط إبراهيم يتلقى رشوة، فأحيل إلى المحاكمة وسجن ثلاثة أشهر، ولما خرج واجهته الحياة بوجهها القبيح والقاسي، وعاش أيامًا عجافا.
النكسة ومناخ مناسب للسقوط فى فخ الخيانة
جاءت نكسة يونيو 1967، واحتلت إسرائيل سيناء وسدت الطرق أمام سفر إبراهيم وزوجته إلى القاهرة، وانقطع الأمل في رؤية أولادهما، وراحت انشراح تبكي قسوة الأيام وبعد الأولاد، وأصبح إبراهيم عاجزا عن شراء أبسط الأمور الضرورية للمعيشة، فعجز مثلا عن شراء الشاي وهو من الضروريات المهمة عند البدوي، واستعاض عنه بعشب بربري يعرف باسم المرمرية، واستسلما لواقعهما الجديد والمرير.
وسط ذلك المناخ، كانت المخابرات الإسرائيلية تعمل بنشاط زائد في مناطق سيناء المأهولة بالسكان، وتسعى لاصطياد العملاء الذين يقعون في شباكها بسبب حالة الحصار والجوع التي يعاني منها الكل.
ضاقت أرض سيناء الرحبة على سكانها، فقد وضعت سلطات الاحتلال قيودًا على حركتهم، ومنعت الانتقال من مدينة إلى أخرى إلا بتصريح من الحاكم العسكري الإسرائيلي لسيناء، وبدأت أسر كثيرة تعاني الجوع والحاجة، وسادت حالة من المرارة تجرّعها الجميع، لكنهم تحلوا بالصبر وأيقنوا أن ما تم هو حالة موقتة وحتمًا ستزول.
ابراهيم واللجوء الى مكتب الحاكم العسكرى الإسرائيلى
لم يتمالك ابراهيم سعيد نفسه من الجوع وبكاء زوجته لرؤية أولادها المحتجزين فى القاهرة ، فذهب الى مكتب الحاكم الاسرائيلى يطلب
منه تصريحا له ولزوجته بالسفر إلى القاهرة.
كيس دقيق وشاى وبعض من السكر ... كانت اللبنة الأولى
ظل أيامًا عدة يتردد على مكتب الحاكم العسكري وهم يماطلونه في استخراج تصريح السفر إلى القاهرة، إلى أن صرخ في وجه أحد الضباط بأنه فقد عمله ودخله ولا يوجد في منزله رغيف خبز، فطمأنه الضابط وكان يكنّى «أبو نعيم»، ووعده بالنظر في أمر التصريح في أقرب وقت، ودار بينهما حديث غير قصير، انتهى بأن عطف أبو نعيم على إبراهيم وأعطاه كيس دقيق وبعض أكياس الشاي والسكر، فحملها فرحا إلى زوجته وهو يزف إليها قرب انتهاء التصريح بالسفر إلى القاهرة.
مرت أيام وإبراهيم يذهب كل يوم إلى أبو نعيم كي يفي بوعده، لكن لم ير أية بادرة أمل في إمكان سفرهما إلى القاهرة، ولولا كيس الدقيق الذي أخذه لمات جوعًا هو وزوجته. وفقد إبراهيم تقريبًا الأمل في السفر.
السفر ولكن بشروط !!!
كان ثمن السفر الى القاهرة لرؤية أولاده كان هو إحضار أسعار الفاكهة والخضار بالقاهرة ، وكذلك الحالة الإقتصادية للبلد بواسطة أخيك الذي يعمل بالاستيراد والتصدير.
إبراهيم سعيد معلقاً ... هذا شرط بسيط خالص
كان تعليق ابراهيم سعيد على هذا الطلب قوله بانه " شرط بسيط خالص " ، وانه بإمكانه القيام بذلك على خير وجه، وقال إنه سيأتيهم بأسعار الخضار والفاكهة والسلع الاستهلاكية كلها والسمك أيضا، ولو طلبوا أكثر من ذلك لفعل، وكانت استجابة إبراهيم السريعة بمثابة اجتياز للاختبار الأول .
أبو يعقوب
في اليوم التالي توقفت سيارة جيب عسكرية أمام منزل إبراهيم، وطلب منه جندي مرافقته إلى مكتب الأمن، حيث كان ينتظره ضابط يدعى أبو يعقوب، بالغ في الترحيب به بدعوى أن أبو نعيم أوصاه به، فشكره إبراهيم وأثنى كثيرا على أبو نعيم، وامتد الحوار بينهما وقتا طويلا، استشف أبو يعقوب من خلاله حاسته المخابراتية أن إبراهيم يدرك ما يبتغيه منه، فطلب منه أن يذهب إلى بئر سبع، حيث مكتب الأمن الرئيس المختص بالتعامل مع أبناء سيناء.
هناك استضافه الإسرائيليون وأكرموه، ولوحوا له بإغراءات ما كان يحلم بها، نظير تعاونه معهم في جمع معلومات عن مصر، وسلموه دفعة أولى مبلغ ألف دولار وهو الذي لم يكن يملك ثمن علبة سجائر، ووعدوه بتأمين حياته هو وذويه في العريش.
هكذا تحوّل إبراهيم في بئر سبع من مواطن ذهب للحصول على تصريح بالسفر، إلى جاسوس وقّع صك الخيانة ضد بلده وباع نفسه للشيطان.
دورة تدريبية متخصصة
خضع الجاسوس الجديد، مثلما هو متّبع، لدورة تدريبية مكثفة، تعلم فيها الكتابة بالحبر السري وتظهير الرسائل ووسائل جمع المعلومات من الأهل والأصدقاء، وتدرب أيضا على كيفية التفريق بين الطائرات والأسلحة المختلفة.
كما تدرب أيضا على كيفية بث الشائعات وإطلاق النكات الساخرة من الجيش والقادة، إلى جانب الاحتراز وامتلاك الحس الأمني، ولقّنوه شكل الاستجواب الذي سيتعرض له من قبل الأمن المصري حين وصوله إلى القاهرة، وكيف ستكون إجاباته التي لا تثير أية شكوى.
الزوج : الأ يعد ذلك خيانة ؟ الزوجة : لأ لأ مستحيل
وعندما عاد ابراهيم إلى منزله محملا بالهدايا ، ولما سألته زوجته عن مصدرها قال لها بكل جرأة إنه أرشد عن مخبأ فدائي مصري فكافأه الإسرائيليون بألف دولار، ووعدوه بمنحه التصريح خلال أيام، فعانقته بكل سرور، وقالت له: «كانوا سيمسكونه عاجلا أم آجلا»، ولما سألها: «ألا يعد ذلك خيانة؟»، قالت بلهجة استنكارية: «لا لا مستحيل تكون خيانة، كان غيرك سيبلغ ويأخذ الألف دولار، أنت فعلت الصح».
كان تعليق انشراح أنها كي لا تكون خائفة عليه يجب أن يطلعها على رسائله أولا بأول، وأن تشطب هي أية معلومات ترى أنه لا داعي لإرسالها، فاتفقا على ذلك، وكان ذلك تعبيرا عن رغبتها في أن تكون شريكته.
السفر إلى تل أبيب
في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 1967 وصل إبراهيم وانشراح إلى القاهرة بواسطة الصليب الأحمر الدولي، فمنحته الحكومة سكنا مجانيا موقتا بحي المطرية، ثم أعيد إلى وظيفته بعدما نقلت محافظة سيناء مكاتبها من العريش إلى القاهرة، وبعدما استقرت الأمور به قليلا، انتقل إلى حي الأميرية، ومن خلال المحيطين به في السكن والعمل بدأ إبراهيم في جمع المعلومات وتصنيفها، وكانت زوجته تساعده في كتابة رسائله بالحبر السري، وتكتب بالخطابات أنها شريكته في كل صغيرة وكبيرة، وكان بدوره يختم كل رسائله بعبارة «تحيا إسرائيل العظمى»!
بدأ إبراهيم يبحث عن غطاء للرخاء الذي ينعم به، فاتجه إلى تجارة الملابس والأدوات الكهربائية، وبواسطة المال والهدايا كان يتغيب كثيرا عن عمله من دون لومة لائم، وكانت رسائله لمكتب الموساد في روما لا تنقطع، مما حدا رجال الموساد على دعوته وزوجته إلى روما لاستثمارهما في مهام أكثر أهمية.
في أغسطس (آب) 1968، وتحت ستار التجارة، أبحر إبراهيم وزوجته على لبنان، ومنها طارا إلى روما حيث التقيا بمندوب الموساد، الذي سلمهما وثيقتي سفر إسرائيليتين باسم «موسى عمر» و{دينا عمر»، وعلى طائرة العال الإسرائيلية طار الخائن وزوجته إلى تل أبيب حيث كان وفد من ضباط الموساد في استقبالهما بمطار اللد.
استُقبل الاثنان بحفاوة بالغة، شأن استقبال الموساد لعملائهم كلهم، وعوملا معاملة كبار الزوار، ونزلا في فيلا رائعة في تل أبيب لمدة ثمانية أيام، حصلا خلالها على دورة مكثفة في تحديد أنواع الطائرات والأسلحة والتصوير الضوئي وجمع المعلومات، ومنح إبراهيم رتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي باسم «موسى»، أما انشراح فقد منحت رتبة ملازم أول باسم «دينا».
في مقابلة مع أحد القيادات العليا في الموساد، طلبت انشراح زيادة مخصصاتهما وأكدت صعوبة الدور الذي يقومان به في سبيل جمع المعلومات وتصنيفها، ونظرا إلى أهمية المعلومات التي حصل الموساد عليها منهما، تقرر لهما مكافأة سخية.
عادا من رحلتهما بآلاف الدولارات، وزاد نشاطهما في عمل العلاقات وجمع المعلومات، وإرسال كل جديد أولا بأول للموساد، وكانت مصر وقتها تخوض حرب الاستنزاف، والطيران الإسرائيلي يصل إلى عمق البلاد ويضرب الأهداف والمنشآت المدنية، فكان إبراهيم وزوجته يدوران ويصوّران المنشآت والمصانع ويرسلان الصور مع خريطة تفصيلية للمكان بمساعدة السيارة الجديدة التي اشتراها بأموال الموساد.
حوار مع عادل نشرته صحيفة معاريف الاسرائيلية 1977
عام 1997 نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية حوارا مع عادل ابنهما الأصغر، قال فيه: لن أنسى ذلك اليوم الملعون من صيف عام 1969 طيلة حياتي، فقد استيقظت مبكرا على صوت همسات تنبعث من حجرة نوم والدي، كان أبي وأمي مستغرقين في نقاش غريب، وكانت أمي تمسك في يدها حقيبة جلدية، بينما كان أبي يحاول إدخال آلة تصوير إلى داخلها، لم أر مثلها من قبل في ذلك الحين، وكانت أمي في غاية العصبية، وتقول له: لا ليس كذلك... سيرون الكاميرا، فأخرج أبي الكاميرا وأدخلها مرات ومرات في الحقيبة، فجلست أنظر إليهما وهما يتناقشان، ثم قال لي أبي: «نحن ذاهبون في رحلة إلى الإسكندرية»، وكان الوالد والوالدة في غاية القلق، ولم أرهما سابقا متوترين هكذا، وبدأنا رحلتنا بالسيارة، وكان أبي يتصبب عرقا كلما ابتعدنا عن القاهرة، إلى أن بلل العرق قميصه تماما، وكان يتبادل الكلمات مع أمي بصعوبة، وصمتنا نحن أيضا لشعورنا بأن تلك الرحلة ليست ككل رحلة.
في تلك الفترة كانت هناك قواعد عسكرية ومصانع حربية منتشرة حول الطرق الرئيسة في مصر، فلم تخف الدولة شيئا ربما كنوع من استعراض القوة، وعندما بدأنا في الاقتراب من إحدى القواعد العسكرية أخرجت أمي آلة التصوير وأمرها أبي قائلا: «صوري، يللا صوري بسرعة»، فقالت له وأصابعها ترتعش «سنذهب إلى الجحيم بسببك».
حركت أمي السترة المعلقة على النافذة وبدأت التصوير، وامتلأت السيارة الصغيرة بصرخاتها الممزوجة بالخوف، فأجابها أبي باللهجة نفسها: «إنها نهايتنا...»، واستمرت أمي في احتجاجاتها قائلة: «سنذهب إلى السجن»، وفي النهاية نظر إليها أبي بعيون متوسلة: «صور عدة أخرى... صور عدة أخرى فحسب».
حاول شقيقي محمد أن يسأل: «ما الذي يحدث؟»، لكن الرد الذي تلقاه كان «أسكت»، فلم نسأل أية أسئلة أخرى بعد ذلك، وعدنا إلى البيت في ذلك اليوم، وفورا أغلق أبي باب حجرته على نفسه، وبعد فترة طويلة خرج وعانق أمي وقال لها: «يا حبيبتي لقد التقطت صوراً رائعة للغاية»، وقالت أمي: «إلى هنا يجب أن نشرح الأمر للأولاد»، وكنا ما زلنا في صدمة وغير مدركين لما يحدث.
تحولت الرحلات الأسرية في أنحاء مصر إلى روتين، فكنا نخرج في نهاية كل أسبوع إلى مدينة جديدة... وكنا نسافر إلى الأقصر وأسوان.. ليس من مكان لم نذهب إليه، وأحيانا كان أبي يحصل على إجازة وسط الأسبوع ونسافر لأيام عدة، وكان يصوّر قواعد ومنشآت عسكرية في مصر، ويسجل عدد الكيلومترات في الطريق، وبذلك يحدد موقع المصانع والقواعد العسكرية... وكنا نحن الأولاد أفضل تغطية.
بداية النهاية
تصادف أن سافرت انشراح وحدها إلى روما يوم 5 أكتوبر وقابلها أبو يعقوب يوم 7 أكتوبر وأمطرها بسيل من الأسئلة عن الحرب وأتضح أنها لا تعرف شيئا. أخبرها أبو يعقوب إن الجيش المصري والسوري هجما على إسرائيل وان المصريين عبروا القناة وحطموا خط بارليف، وأمرها بالعودة فورا إلى مصر.
قي بداية عام 1974 سافر إبراهيم إلى تركيا ومنها إلى اليونان ثم إلى تل أبيب وحضر اجتماعا خاصا على مستوى عال مع قيادات المخابرات الإسرائيلية الجديدة بعد أن أطاحت حرب أكتوبر بالقيادات السابقة. خضع إبراهيم للاستجواب حول عدم تمكنه من معرفة ميعاد الحرب وأجاب إبراهيم انه لم يلحظ شيئا غير عادي بل أن قريبا له بالجيش المصري كان يستعد للسفر للعمرة، وانه حتى لو كان يعلم بالميعاد فليس لدية أجهزة حديثة لإرسال مثل تلك المعلومات الهامة.
استضاف نائب مدير المخابرات الإسرائيلية إبراهيم وابلغه بأنه سيتم منحه جهاز إرسال متطور ثمنه 200 ألف دولار وهو أحدث جهاز إرسال في العالم ملحق به حاسوب صغير في حجم اليد له أزرار إرسال على موجه محددة واخبره كذلك أن راتبه الشهري قد تم رفعة إلى ألف دولار إضافة إلى مكافأة مليون دولار في حالة أخبارهم عن موعد الحرب القادمة التي ستشنها مصر بواسطة الفريق سعد الشاذلي!.
قامت المخابرات الإسرائيلية بتوصيل الجهاز المتطور بنفسها إلى مصر خشية تعرض إبراهيم للتفتيش، وقامت زوجته بالحصول على الجهاز من المكان المتفق علية عند الكيلو 108 طريق السويس وهى المنطقة التي تعرضت لثغرة الدفرسوار.
بمجرد وصول انشراح للقاهرة اعدوا رسالة تجريبية ولكنهم اكتشفوا عطلا في مفتاح الجهاز وبعد فشل إبراهيم في إصلاحه توجهت انشراح إلى تل أبيب للحصول على مفتاح جديد. لم يدر بخلد انشراح أن المخابرات المصرية التقطت رسالة لها عبر جهاز روسي حديث يسمى "صائد الموجات" وذلك أثناء تدريبها وتجربتها للجهاز الجديد.
أيقن رجال المخابرات المصرية أنهم بصدد الإمساك بصيد جديد، ووضع منزل إبراهيم تحت المراقبة وتم اعتقاله صباح 5 أغسطس 1974 مع ولديه وانتظارا لوصول انشراح من تل أبيب أقام رجال المخابرات المصرية بمنزل إبراهيم لثلاثة أسابيع كاملة، وبمجرد وصولها استقبلها رجال المخابرات المصرية وزج بهم جميعا إلى السجن. كانت المخابرات الإسرائيلية قد بثت رسائل بعد عودة انشراح من إسرائيل واستقبلها رجال المخابرات المصرية على الجهاز الإسرائيلي بعد أن ركبوا المفاتيح، ووصل الرد من مصر.
" أن المقدم إبراهيم شاهين والملازم أول انشراح سقطا بين أيدينا.. ونشكركم على إرسال المفاتيح الخاصة بالجهاز.. كنا في انتظار وصولها منذ تسلم إبراهيم جهازكم المتطور. تحياتنا إلى السيد إيلي زئيرا مدير مخابراتكم"
إنشراح لم تعدم ... وتعيش بوسط إسرائيل !
عندما تمت محاكمة الخونة بتهمة التجسس والتخابر لصالح إسرائيل ، أصدرت المحكمة حكما بإعدام كلا من ابراهيم وانشراح ، بينما حكم على ابنهما الأكبر نبيل بالأشغال الشاقة وأودع الولدان محمد وعادل بإصلاحية الأحداث نظرا لصغر سنهما، ونفذ حكم الإعدام في إبراهيم شاهين شنقا، بينما تم الإفراج عن انشراح وابنها بعد ثلاث سنوات من السجن في عملية تبادل للأسرى مع بعض أبطال حرب أكتوبر.
دينا بن دافيد ,,, وحمامات إسرائيل
نشرت صحيفة يدعوت احرونوت عام 1989 موضوعا عن انشراح وأولادها قالت فيه: أن انشراح شاهين (دينا بن دافيد) تقيم الآن مع اثنين من أبنائها بوسط إسرائيل وهما محمد وعادل بعد أن اتخذت لهما أسماء عبرية هي حاييم ورافي أما الابن الأكبر نبيل فقد غير اسمه إلى يوشي.
وتقول الصحيفة أن دينا بن دافيد تعمل عاملة في دورة مياه للسيدات في مدينة حيفا وفى أوقات الفراغ تحلم بالعودة للعمل كجاسوسة لإسرائيل في مصر!، بينما يعمل ابنها حاييم كحارس ليلي بأحد المصانع، أما الابن الأكبر فلم يحتمل الحياة في إسرائيل وهاجر هو وزوجته اليهودية إلى كندا حيث يعمل هو وزوجته بمحل لغسل وتنظيف الملابس.
رجب عبد المعطي . .اسمه سيظل دائماً بقائمة الخونة
كمثل باقى البشر ولد رجب عبد المعطى ، طفل صغير فى المهد ، لاتزال عيناه مغمضة ,, لكن عقله وقلبه الصغير كان ينبض بالخيانة...
ولد رجب عبد المعطى فى محافظة الأسكندرية فى حى القبارى ، وعلى الرغم من أن رجب هذا ولد فى حى شعبى ، الا وانه نبت نبتا طريا كما يقال ، فقد اعتاد على الاكل بملعقة ذهب منذ نعومة أظافره ، فى الوقت الذى كانت تعيش فيه اغلب الاسر المصرية فى مستوى مادى محدود ، كذلك تحت ظروف الحرب مع العدو الأول إسرائيل .
فشل رجب فى التعليم وأخفق إخفاقا ذريعا بسبب وفرة كل أسباب الرغد الذى كان قد وفره له أبويه ، وجعل منه شاباً خنوعاً مدللاً.
اغتر الابن وأوهم نفسه بأن له من العقل ما لم يملكه غيره. . ويستطيع – بدون شهادات – أن يصبح رجل أعمال مشهوراً ينافس عمالقة السوق والميناء . . ووسوس له الشيطان أنه فقط بحاجة الى فرصة يثبت من خلالها أنه عبقري زمانه الملهم.
حاول أبوه الحاج عبد المعطي إفاقة ابنه من سكرة الغرور وإعادته الى طريق الصوات ففشل. إذ سيطرت على رجب عبقرية كاذبة نشأت من فراغ العقل والثقافة. وصار يحلم ليل نهار بشركة رجب للخدمات البحرية.
ولما امتنع والده عن إمداده بالمال اللازم حتى يتحصن بالخبرة .. مضطراً وافق رجب على العمل في وظيفة كاتب حسابات بميناء الاسكندرية . . إرضاء لوالده. واستغرق في عمله الجديد حتى توسعت مداركه واستوعب الكثير من الخبرة بعد الاحتكاك الفعلي في الحياة.
وبعد ثلاث سنوات من العمل في الميناء .. لم ينس حلمه الكبير ففاتح أباه . . وهذه المرة كان عنده إصرار عنيد على ألا يرجع. فلما عارضه والده بشدة غادر المنزل غاضباً.. وتحت ضغوط الأهل والأصدقاء.. رضخ الأب أخيراً أمام رغبة ابنه وأمده بعدة آلاف من الجنيهات وهو على ثقة من فشله وخسارته. وغمره للمرة المليون إحساس بندم شديد لأنه دلل ابنه وفتح له منذ الصغر خزينة أمواله بسحب منها كفيما يشاء. .وتمنى بينه وبين نفسه لو أن الزمن عاد به الى الوراء فيقوم على تربيته بالشكل الصحيح .. وينشئه فتى معتمداً على ذاته فيشب رجلاً يعرف قيمة العلم والقرش .. ويدرك جيداً أن للحياة ألف وجه ووجهاً.. ولكن . .فات الأوان وحسم الأمر . . !!
وكانت النتيجة المؤكدة خسارة جسيمة مُني بها وفشلاً ما بعده فشل .. وديوناً تزاحمت بأرقامها دفاتره.
نكسة 1967 ... وميناء " ييريه "
عم الكساد بسبب نكسة يونيو 67 ، وازدادت معها الأمور سوءاً، فخارت قواه وغرق في ديونه. . وقام بتصفية الشركة وحزم حقائبه ووجد نفسه على ظهر مركب يشق مياه البحر الى ميناء "بيريه" في اليونان.
البداية كانت فى ببنسيون "بروتاجوراس" .
عندما نزح رجب الى اليونان صور له خياله انه سوف يعمل ويحصل على المال السريع والوفير ، ولكنه سرعان ما أخفق ، فلجأ الى ذلك البحار اليونانى الذى طالما جمعته به سهرات الاسكندرية الصاخبة .
كذب عليه " زاكوس " وما كان أمام رجب من طريق إلى الذهاب الى العاصمة " أثينا " حيث الحياة الأكثر مرحا وصخبا .
نزل في بنسيون "زفيروس" جلس يفكر فيما وصل اليه من حال سيئة: لقد مر به شهر تقريباً ولم يعثر على عمل بعد. إنه الآن عاطل ينفق ليعيش. . وعما قريب ستنفذ دراخماته فماذا سيعمل؟ هل ضاقت به الحياة أيضاً في أثينا؟
نصيحة من شاب صعيدى ... والطريق الى السفارة الاسرائيلية !
مئات من المصريين جاءوا الى اليونان يعملون في أي شيء وكل شيء...
وبينما هو يتجول في شارع "سوفوكليس" التقى بشاب مصري من برديس جنوبي سوهاج يعمل في مصنع للعصائر .. عرض عليه أن يعمل معه في قسم التغليف لكنه أبى بشدة أن يعمل بوظيفة تافهة كهذه.. واستعرض له سيرة حياته السابقة في مصر. .
فما كان من الشاب الصعيدي الى أن نصحه بالعودة الى الاسكندرية لكي لا يقع فريسة سهلة في قبضة المخابرات الاسرائيلية. . التي تتصيد الشباب المصري العاطل في اليونان وتغريه بالعمل معها مقابل مبالغ كبيرة. وسخر رجب في داخله من نصيحة الشاب له بالعودة. . فقد كان والده يعاني الأمرين من حجم الديون التي خلفها له ومن مطاردة الدائنين في المتجر كل يوم.
دقات الباب .. وموظف الحسابات !
الشيطان عندما يدق باب القلب والعقل يخيم بسواده على الجوارح ، فرجب إختار الخيانة بملئ إرادته .
بينما دق باب الغرفة التى كان يسكنها فى البنسيون ، ووجه المحاسب المملؤ بالغيظ ، فقد تراكم عليه الحساب ، والمتبقى معه دراخمات قليلة ، فما به والإ وقد إتخذ القرار .
هرب منه النوم واختنق صدره واهتزت أمامه الرؤى وعندما تذكر مقولة الشاب الصعيدي "المخابرات الإسرائيلية تدفع الكثير" قال لنفسه "لن أخسر أكثر مما خسرت" وأمسك بالقلم ليكتب:
السيد المبجل / سفير دولة إسرائيل في أثينا
"أنا موظف مصري أقيم في بنسيون زفيروس. ضاقت بي الدنيا وظلمتني في الاسكندرية وفي أثينا. قال لي البعض إنكم تمدون يد المساعدة لكل من يلجأ إليكم وأنتم الملجأ الأخير لي. فأرجو أن أنال عطفكم واهتمامكم".
رجب عبد المعطي أثينا 27/12/1967
ولم تكد تمر ثلاثة أيام – حتى فوجئ بمندوب من السفارة الإسرائيلية ينتظره في صالة الاستقبال .. فاصطحبه الى السفارة وهناك قابلوه بود وقالوا له:
وصلتنا رسالتك ولم نفهم منها ماذا تريد بالضبط؟
أجاب بصوت يغلفه الرجاء:
أريد أن أعمل في أثينا.
سلمهم جواز سفره وتركوه ثلاث ساعات بمفرده .. ثم جاءوا له باستمارة من عدة صفحات . . تحمل اسم السفارة وشعار دولة إسرائيل .. وطلبوا منه أن يملأها ويكتب سيرة حياته وأسماء أصدقائه وأقاربه ووظائفهم.
وبعدما تبين لهم أنه أمضى ثلاث سنوات في العمل داخل ميناء الاسكندرية. . طلبوا منه أن يكتب تقريراً مفصلاً عن الميناء وأهميته الاقتصادية والعسكرية ففعل.
واستعرض ما لديه من مظاهر "العبقرية" الفذة في شرح كل شيء عن الميناء بتفصيل مطول. . فأذهلتهم المعلومات التي كتبها عن الميناء . . وأدرك ضابط الموساد الذي شرع في استجوابه بأنه وقع على كنز ثمين عليه أن يعمل على استثماره و"حلْب" ما لديه من معلومات.
وفي الحال سددوا حسابات البنسيون كافة ونقلوه الى فندق "أورفيوس".. وأعطوه مائتي دولار أمريكي وتركوه عدة أيام يمر نهاره وهو يغط في سبات عميق . .
وفي الليل يتذوق طعم السهر في حانات وكباريهات أثينا المتحررة . . ويصاحب أجمل فتياتها وداعراتها في شارع "ارستيديس" الشهير. وعندما نفدت نقوده تماماً عاد إليه مندوب السفارة الإسرائيلية ببعض المال ليكمل مسيرة اللهو والسكر.
وحدث ما توقعه وجاءه المندوب بمائتي دولار أخرى. . فاستغرق في مجونه وتمنى لو استطاع أن يفعل أي شيء في سبيل أن يحيا حياة مرفهة في أثينا.
أغرقته المخابرات الاسرائيلية بالمال حتى اطمأن الى رجالها.. وكلما نفدت نقوده ذهب بنفسه لمقابلة أبو ابراهيم في السفارة الاسرائيلية يعرض عليه خدمات مقابل الدولارات التي يأخذها. فيؤجل ضابط الموساد الحديث في هذا الأمر لوقت آخر . . وينصرف رجب بالنقود فيرتع بين الحسان عاريات الظهر والنهود هو بينهن يختال اختيالاً.
ونود أن ننوه أن من الأسلحة التى يرتكز عليها جهاز الموساد فى إغراء الشباب المصرى ، هى النساء والأموال كبدايه للوقوع فى الفخ .
فأجهزة المخابرات ليست بالسذاجة التي تجعلها تنفق الملايين لاصطياد ضعاف النفوس والخونة الذين يسهل شراؤهم بالمال والفساد. . ولذلك أقامت فروعاً لها ومكاتب في الخارج تحمل أسماء شركات وهمية لا نشاط حقيقي لها سوى البحث عن الخونة.
والمخابرات الإسرائيلية – الموساد – تفوقت كثيراً في هذه الأمور. . وأصبحت أكثر أجهزة المخابرات خبرة في استخدام لغة الجسد. . تلك اللغة التي يفهمها الجميع ولا تحتاج الى مترجم أو قواميس تفسر مفرداتها.. ولكن الذي لا يعرفه أحد. . أن الخونة الذين يسقطون في براثن الموساد .. يتحولون في لحظة ما الى مجرد بهائم تدور في الساقية . .
المصيدة
غرق رجب فى الفحشاء إلى أذنيه ، وصار صديق للضباط الاسرائيليين يصادقونه ويأتون الى غرفته الفخمة فى ذلك الفندق الفخيم ، فكان " أبو إبراهيم " ظابط الموساد يتردد عليه فى غرفته ويحدثه كثيرا عن أزمة الشرق الأوسط والوضع المتفجر فى المنطقة بسبب الحروب مع العرب .
، كذلك حقهم في أن يعيشوا فوق أرض الميعاد في سلام وأمان . . وأنهم ليسوا شعباً يحب سفك الدماء بل أمة مشردة ضعيفة تسعى الى العيش في هدوء بلا حروب أو صراعات
لم يدرك رجب عبد المعطي هذه الحقائق بل اندفع بكل ثقله باتجاه المخابرات الاسرائيلية . . على أنهم سينقذونه من شبح الإفلاس الذي تعلق بتلابيبه ولا يود مفارقته.
واستعرض ابو ابراهيم في سرد اساطير وأحاجي اللص الذي يبرر مشروعية سرقاته ثم سأل رجب فجأة:
هل ترحب بالعمل معنا لصالح السلام؟
والابتسامة تملأ وجهه ..
بالطبع . . ولكن .. أي عمل بالتحديد؟
أخرج ضابط الموساد الخبير أربع ورقات ذات المائة دولار ودسها في يد رجب وهو يقول:
أنت كثير الأسئلة . . هل تعتقد أننا نريدك سفيراً لنا في مصر؟
إذن .. ما هو المطلوب مني؟
ألا تسأل كثيراً لكي لا أغضب منك .. عليك فقط أن تعرف أننا أصدقاء .. وأن لكل حديث أوان. هز رجب رأسه علامة على الرضوخ والطاعة ولحقه ابو ابراهيم بسؤال ذا مغزى:
هل لك صديقة في أثينا؟
أجابه على استحياء:
هجرتني فتاة تدعى انكسيميندرا لأنني لا أعرف اللغة اليونانية وقد ضاقت بإنجيلزيتي الركيكة.
أوه . . أتقصد تلك الفتاة التي يملأ النمش وجهها؟ دعك منها وسوف أعرفك بفتاة رائعة تتحدث بالعربية وستكون معك ليل نهار في أثينا.
تهلل وجهه وارتفع حاجباه دهشة وقال:
أين هي؟ أريدها حالاً. .
ستكون الى جوارك في الطائرة أثناء رجوعك من تل أبيب.
بهت رجب ووقف فجأة كالملسوع وقال بصوت متلعثم:
تل أبيب؟
نعم . . !!
بسرعة قالها ضابط الموساد بلغة الواثق، وأضاف كأنه يأمره بتنفيذ قراره الذي لا رجعة فيه:
ستسافر إسرائيل بعد عدة أيام .. وفي الغد عليك أن تحضر اجماعاً مهماً في السفارة لمناقشة خطوات تنفيذ هذا الأمر فهل عندك اعتراض؟
هربت الكلمات وغاصت في قرار عميق . . وأجاب رجب الذي بدا كالأبله لا يضبط خلجاته:
لا . . لا . . أنا لا أعترض . . إنها مفاجأة لي.
لم يستغرق رجب في التفكير كثيراً. لقد ثبتت لديه النية واتخذ قراره. .ولم يذهب الى سريره لينام بل خرج ينزف دولارات الموساد على الخمر وجسد داعرة صحبها الى شقتها وهو يمني نفسه بالجارية الاسرائيلية التي ستكون تحت إمرته. وفي الصباح الباكر كان يقف أمام باب سفارة إسرائيل تعلوه سحابة انكسار وبعينيه بريق خنوع ديّوث باع لحمه لمزايد !!
ذهب رجب الى مقر السفارة فى الصباح الباكر ، وحضر اجتماع استغرق نحو الساعة ، جلس مع أربعة من ضباط الموساد في أثينا وخامساً جاء من فيينا كان يبدو أنه أكبرهم دراية بالتعامل مع الخونة وتطويع الجواسيس. طلب من رجب أن يرسم له خريطة الميناء في الاسكندرية وأين يقع مكتبه بالضبط؟!! وفوجئ رجب بماكيت مصغر للميناء دخل به موظفان ووضعاه على منضدة تتوسط الحجرة ..
أخذ رجب يشرح بتفصيل أكثر معلوماته عن الميناء. بل ويحدد أماكن مخازن التشوين التجارية . . ورصيف الميناء الذي يستقبل السفن الحربية السوفيتية. . وسفن الشحن التي تجيء بالأسلحة المختلفة من ميناء أوديس السوفييتي على البحر الأسود . . ومخازن تشوين السلاح المؤقتة .. وبوابات التفتيش والمداخل والمخارج.
وهكذا استمر يشرح لهم أسرار الميناء الحيوي، ولم يتركوا أدق التفاصيل إلا وسألوه عنها ثم طلبوا منه الانصراف والعودة صباح اليوم التالي ومعه أربع صور فوتوغرافية وجواز سفره. وبعد أن سلمهم الصور تسلم منهم وثيقة سفر إسرائيلية ذكر بها أنه إسرائيلي من تل أبيب واسمه "دافيد ماشول".
أثينا - تل أبيب
على شركة العال الإسرائيلية سافر دافيد ماشول أو رجب عبد المعطى ، وأوصله مندوب من السفارة الى المطار وتأكد من صعوده الى الطائرة المتجهة الى إسرائيل.
اليهودي الجديد
على سلم الطائرة صافحه ثلاثة رجال .. ثم أدخلوه سيارة مسدلة التسائر كانت تنتظر أسفل جناح الطائرة .. سلكت به اتجاهاً آخر بعيداً عن بوابة خروج الركاب والجوازات . . ووجد نفسه في شوارع تل أبيب لا يصدق عينيه. .
وفي بيت يشبه الثكنة العسكرية على أطراف تل أبيب أدخلوه إحدى الشقق المخصصة لأمثاله من الخونة .. حيث كانت تنتظرهم بها فتاة رشيقة صافحته بحرارة .. ورحبت به بالعربية فسره ذلك كثيراً وقالوا له إن "زهرة" ستظل على خدمته طوال إقامته في الشقة.
وتركوه ليستريح بضع ساعات وعادوا إليه ثانية فصحبهم لمبنى المخابرات الاسرائيلية في شارع الملك شاؤل بوسط المدينة .. وكان في استقباله عدد كبير من كبار رجال الموساد. ولعدة ساعات أخضع لتحقيق واستجواب تفصيلي لكل ما كتبه عن ميناء الاسكندرية.
كان الاجتماع مغلقاً على الضباط المختصين والمحللين الذين أدركوا ميوله للنزعة العسكرية .. وكان ذلك واضحاً جداً من خلال إجاباته الحاسمة .. التي تشبه إجابة عسكرية مدعومة بلغة عسكرية بحتة .. وتغلفها تفاصيل استراتيجية دقيقة لا ينتبه اليها الرجل المدني الذي لم يجند بالقوات المسلحة.
وفي ختام الاجتماع أعد له حفل استقبال كبير في إحدى القاعات بالمبنى .. حضره عدد أكبر من ضباط الموساد ورؤساء الأقسام . . وتم منح رجب عبد المعطي رتبة "رائد" في المخابرات الاسرائيلية، ولم يضيعوا وقتهم كثيراً في مظاهر الترحيب.. إذ أعدوه لدورة مكثفة بدأها أحد الضباط بمحاضرة طويلة عن "ذراع إسرائيل الطويلة" .. وأنها تجعل العدو يرتجف رعباً، وتمنح الإسرائيليين القدرة على النوم في هدوء. وأن الموساد نجحت في حل الكثير من مشاكل الدولة اليهودية وهي على استعداد للقيام بمهام أخرى.
برامج التدريب المكثفة
استمرت برامج الدورة التدريبية المكثفة خمسة عشر يوماً كانت عصيبة ومرهقة. وبعد أن اجتاز الاختبارات بنجاح مذهل . . رافقته زهرة الى منتجع خاص آمن يقع على بحيرة طبرية. . وهناك أذاقته من لدائن أنوثتها. قالتها له صراحة إنها هدية له لاجتيازه الاختبارات وتعاونه مع المخابرات الاسرائيلية بإخلاص. . بل وأكدت له أنها عبدة له يفعل بها ما يشاء . . وعندما صارحها بأنه يستريح إليها ويود لو صاحبته الى أثينا وعدته بأن تعرض طلبه على رؤسائها..
تل أبيب – الأسكندرية
أخبره الضابط المسؤول بأنه سيعود الى الاسكندرية مرة أخرى ليعادو نشاطه السابق في شركة رجب للخدمات البحرية. وأنهم سوف يمدونه بالأموال اللازمة لإحياء شركته وتجديدها. . ولكي يتم تنفيذ ذلك عليه أن يمكث عدة أشهر في أثيناء .. ويشيع بين المصريين العائدين الى مصر بأنه يمارس أنشطة تجارية رابحة جداً في أثينا .. ويجب عليه أن يتأكد من وصول هذه الأقاويل الى مصر والى أهله بالذات.
رجب ورغبته فى حماية إسرائيل وأمن إسرائيل من التهديد العربى
عندما عاد رجب الى أثينا برفقته زهرة .. كان بداخله إصرار غريب على التعاون مع الموساد لحماية إسرائيل وأمن إسرائيل . . من التهديد العربي الدائم والذي يدعو إليه جمال عبد الناصر . . وإصراره على إلقاء اليهود في البحر ليتخلص منهم .. وترسب بداخله اعتقاد بأن عبد الناصر ما هو إلا هتلر جديد جاء ليبيد اليهود الذين يدافعون عن أمنهم . . وحقهم في أن يعيشوا في سلام.
غادر رجب مطار بن جوريون في تل أبيب في طريقه الى أثينا ترافقه "زهرة" .. جميلة الجميلات والعبدة التي تحدثه بلغته وبلغة الجسد الناطقة.
لم تكن مهمتها إفراغ ثورات رجولته المشتعلة دائماً بقدر ما كانت رقيبة على سلوكه وتصرفاته.. وتمتحن إخلاصه للمخابرات الاسرائيلية بين آن وآخر. وكلما حاولت تصيد أخطائه وجدته أكثر منها إخلاصاً لليهودية .. وإيماناً بحق الإسرائيليين في القدس وسائر أرض فلسطين.
إنها تواجدت بجواره لتدفعه بقوة الى عشقها والذوبان فيها. فكلما ازداد عشقاً لها. . أخلص لإسرائيل .. وتفانى في خدمتها.
التهيئة للعود الى الاسكندرية وممارسة الخيانة
أحكمت المخابرات الاسرائيلية خطتها فى تهيئة رجب للعودة الى اسرائيل ، بارسال جوابات وصور زائفة تصور رجب على انه رجل أعمال ناجح ، وتمحى أثار الفشل العالقة فى ذهن أبيه ، وانه عبقرى وناحج بالفعل .
تلك الصور والخطابات قد أثلجت قلب أبيه ، وبأنه ارتقى الى وظيفته واحتل مكانة مهمة في بلاد الإغريق. وأكد ذلك للأب كل من حملوا إليه هدايا ابنه الرقيقة له ولوالدته ولأصحابه.
لكل هذه المظاهر المزيفة .. صدق الأهل بالإسكندرية ما تبوأه رجب من نجاح .. فأرسل إليه والده يرجوه أن يعود الى وطنه مرة ثانية ليعادو نشاطه من جديد .. وليؤكد نجاحاته على أرض وطنه بعدما صقلت شخصيته. .
اختلط العميل الخائن بالمصريين المقيمين باليونان ووطد علاقاته بهم. . وتعددت خدماته ومواقفه تجاه كل من يلجأ اليه فأحبه الشباب المصري هناك .. ووجدوا فيه صورة المصري الشهم النبيل . . في حين أنه كان يدير حوارات سياسية معهم .. ويسجل تقارير مطولة تحمل بين سطورها خسة نياته القذرة في خدمة جهاز مخابرات العدو .. فبدا كما لو كان قد اندرج لسنوات طويلة في صفوف أكاديمية الجواسيس في إسرائيل.. وأعيد مرانه وتدريبه في أثينا على استخدام الحس الأمني والملاحظة والتمويه والخداع بواسطة أمهر الخبراء . . وأحدث دراسات علوم المخابرات والجاسوسية في العالم.
مر عام ونصف ولم يزل رجب في أثينا في حضن المخابرات الاسرائيلية يترقب موعد رجوعه الى الاسكندرية. وعندما اعتقد أنه هيأ "الجو" لعودته .. تحدث مع أبو ابراهيم ضابط الموساد في السفارة الاسرائيلية الذي أمهله عدة أيام ليكتب بذلك الى رؤسائه .. ولما جاءت الموافقة .. اشاع رجب خبر عزمه على العودة الى مصر غانماً بآلاف الدولارات التي جمعها من "أعماله الناجحة" في اليونان.
صيف 1970
مثلما إمتلأت شواطئ الاسكندرية بالمصطافين الهاربين من حرارة الجو ، كذلك إمتلأ بيت الخائن بالمهنئين بعودة رجب الى احضان بلده مصر
كان الرجل أسعد الناس على سطح الأرض.. وجهه يتهلل بشراً وسحنته تضحك خطوطها ويرقص قلبه طرباً. والخائن لا يستحي وهو يحكي عن عبقرية مزعومة .. ويختلق اقاصيص الوهم التي لقنته إياها مخابرات العدو .. فأفاض في الحديث والوصف وأضفى على نفسه بطولات وبطولات.
زلزال وفاة جمال عبد الناصر الذى هز مصر
وبعدما استقر به المقام عدة أيام، اصطحب مهندس الديكور الى مكتبه القديم حيث كانت لافتة "شركة رجب للخدمات البحرية" قد ضربتها الشمس وتشققت قشرة خشبها. وبالداخل كان العنكبوت قد نسج خيوطه فخيمت على كل شيء وبدا المكتب كمقبرة مهجورة.
وبينما كان المهندس يشرح له تصورات وتخيلات الشقة بعد تجديدها. .حدث زلزال هز أعماق مصر كلها وضرب فيها الأمل والأمان .. وزحفت جموع الشعوب العربية لهول الصدمة عندما أعلن موت جمال عبد الناصر.
العميل رقم 1041
امتلأت الشوارع بفيضان من البشر كالطوفان يجرف أمامه هدأة الحياة وغفلة الزمن زحف من الأحياء يغلي، وكتل ملتصقة من الحناجر تصرخ في هلع وبكاء مرير يمزق القلوب . . وشروخ بدت في الوجوه بفعل الدموع. وتوقفت الحياة ومادت موازين العقل فلا عقل يصدق أن الزعيم رحل.
ودون أن يدري . . بكى رجب، وكان لا يدري أيبكي ناصر الأمل؟! أم يبكي بذور الخيانة التي تعملقت بداخله وعظمت فروعها؟
وود للحظات لو أن أقدام الباكين الحائرين داسته. لكنه سرعان ما استعظم ذاته وأبى ألا يضعف. بل سطر أولى رسائله، وكانت هذه الرسالة هي الخطوة العملية الأولى في عالم الجاسوسية. . رداً على رسالة وصلته بطريق الراديو تطلب منه مراقبة حركة ميناء الاسكندرية وعما إذا كانت اسلحة سوفييتية تتدفق على مصر بعد موت زعيمها الأول أم لا ؟
ومع إطلالة الأيام الأولى في عام 1971 كان رجب قد انتهى من تشطيب مكتبه ، افتتح المكتب الذى جمع غفير من الأهل والأصدقاء، وملأت إعلانات الدعاية بالعربية والإنجليزية صفحات الأهرام تعلن عن ميلاد شركة خدمات بحرية متميزة ، قادرة على تحمل مسؤوليات الشحن والتفريغ وما يخصهما من إجراءات مع الجهات المختصة.
وازدحم المكتب بالزوار وذوي المصالح، وازدادت الخطابات الواردة اليه من الشركات الملاحية ومن رؤسائه في أثينا يغذونه بالمعلومات . . ويلقون أوامرهم وتوجيهاتهم ويدفعونه ليكبر أكثر وأكثر. فازدهرت أعماله بسبب التوكيلات العالمية التي حصل عليها، وصار اسمه مشهوراً ودخوله الى الميناء بالتصاريح الممنوحة أمراً سهلاً وقويت علاقاته بالموظفين وبالمديرين.
ولأنه يعمل في "المهنة" فقد كان سؤاله عن أحوال الميناء يوماً بيوم أمراً عادياً لا يثير ريبة ولا شكوكاً في نياته. . وهذا هو ما كانت تقصده المخابرات الاسرائيلية. . أي زرع جاسوس داخل ميناء الاسكندرية يرصد كل أسراره وأوضاعه
خطابات السادات كانت ترعب رجب !
لقد أكدوا له أنهم لا يريدون حروباً مع العرب.. فهم يدافعون عن رقعة صغيرة من الأرض يعيش عليها أطفالهم وضعافهم. وكلما شن أنور السادات هجماته من خلال خطبه السياسية .. كان رجب يرتعد خوفاً من حماس وعوده بأن هذا العام هو عام "الحسم" لتدمير إسرائيل. . وكثرت الرسائل الى رجب بطريق البريد والراديو .. وتعددت رسائله أيضاً الى "أصدقائه".
رجب يبكى يوم العبور على اسرائيل !
وفى هذا اليوم الباسل حيث عبر جنودنا البواسل ارض سيناء الغالية وروت بدمائهم الطاهرة أرضها لتنبت نصرا وعزة وكرامة ، بينما رجب فى مكتبه ينتفض خوفا وهلعا على اسرائيل المساكين ، الذي يقتله العرب بلا رحمة مجتمعين.
وكثرت في تلك الأثناء زياراته للميناء يستقص الأخبار ويستقي المعلومات بجرأة، دون أن يلفت انتباه أحد، لكثرة أسئلته عن السفن الراسية بالميناء وفي الغاطس تنتظر الدخول.
انكشافه أمام المخابرات المصرية
لفتت رسائله المتعددة الى أثينا وروما انتباه ضابط المخابرات المصري المكلف بمراقبة البريد الصادر الى خارج مصر والوارد اليها. واكتشف أمر الرسائل المشفرة. وقام جهاز المخابرات المصرية بمراقبة بريد رجب عبد المعطي . . وجرى الكشف عن كل رسائله وصورت وأعيد إغلاق الرسائل بدقة متناهية.. لكي تكون دليل إدانة ضده أمام النيابة وعند محاكمته.
وبينما كان الجاسوس مشحوناً بحماس النصر، وبدأت الخريطة السياسية للمنطقة تتشكل من جديد .. نشط رجب في رصد حركة الميناء المستمرة وأرسل الرسالة التالية الى صديقه "الوهمي" ديميتريوس في اليونان:
الاسكندرية 27/11/1974. عزيزي ديمتريوس.
1- خط عادي: تهنئتي القلبية بمناسبة عيد ميلادك السعيد، ولعلك .
2- حبر سري: سفن شحن متعددة من جنسيات مختلفة تدخل.
1- خط عادي: الآن في أحسن حال بعد الوعكة الصحية التي أصبتم.
2- حبر سري: الميناء لتفرغ حمولتها من المواد التموينية بكثرة.
1- خط عادي: بها منذ ثلاثة أسابيع. فكيف حالكم الآن؟!!
2- حبر سري: أيضاً تأكدت من وصول سفينة تشيكوسلوفاكية.
1- خط عادي: أحوالي على أحسن ما يرام، وأنوي إجراء بعض.
2- حبر سري: تحمل معدات عسكرية في صنادق يصعب الاقتراب.
1- خط عادي: أعمال الديكورات الحديثة بمكتبي، على ذلك.
2- حبر سري: منها بسبب الحراسة المشددة، ولا زالت.
1- خط عادي: فسأتغيب لمدة أسبوعين على الأكثر على شاطئ.
2- حبر سري: سفن عربية من الجزائر وليبيا تنزل حمولتها.
1- خط عادي: البحر الأحمر ريثما ينتهي مكتب الديكور من عمله.
2- حبر سري: من البطاطين والمواد الطبية وسفينة عملاقة.
1- خط عادي: ولسوف أعاود بعد ذلك نشاطي بشكل أفضل.
حبر سري: تحمل علم بنما اسمها "ليليها مر" [5] محملة بحوالي.
1- خط عادي: بعد هذه الإجازة التي أتشوق اليها لأتمكن.
2- حبر سري: 200 جرار زراعي ومعدات زراعية وميكانيكية.
1- خط عادي: من صيد السمك بعيداً عن زحام العمل والتوتر.
2- حبر سري: مختلفة وسفينة سوفيتية تحمل معدات توليد.
1- خط عادي: المستمر من جراء المشكلات المتوقعة.
2- حبر سري: كهرباء ضخمة وآلاف من الإطارات.
1- خط عادي: تهنئتي لك مرة أخرى وتحياتي وأشواقي.
2- حبر سري: الكاوتشوك مقاسات مختلفة وموتورات.
1- خط عادي: رجب.
2- حبر سري: رقم / 1041.
13 يناير 1975
وأخيراً .. بعد أن جمعت المخابرات العامة المصرية كل الأدلة التي تدينه . . توجهت قوة من رجال المخابرات صباح 13 يناير 1975 الى مكتبه. . اعتقد رجب أنهم "زبائن شغل" ولكن . . حينما أخبره قائد القوة بأنه ضابط مخابرات . . لم يستطع رجب أن يقف . . ظل ساكناً على كرسيه تتحرك ركبتاه لا إرادياً، واصطكت أسنانه فجأة، وزاغت عيناه في هلع لا حدود له.
ومن قبيل الصدف العجيبة أن رجل البريد جاء برسالة من المخابرات الاسرائيلية – مرسلة من الداخل – أثناء وجود المخابرات في مكتبه حيث طلبوا منه حلها . . ووضعوا أمامه كتاب الشفرة التي عثروا عليه في درج سري بالمكتب مع كل أدوات التجسس المزود بها.
لم يستطع رجب استيعاب الأمر على حقيقته. فقد كانت نظرات ذهوله تدل على مدى الرعب الذي أصابه. . إنهم أفهموه في تل أبيب وفي أثينا أن المخابرات الاسرائيلية لم يحدث لها أن فشلت مرة واحدة في مهامها.. ولكن الفشل يأتي دائماً من العميل الذي قد يهمل تكتيكات الأمان التي يجب عليه أن يلتزم بها ولا يهملها أبداً. فجهاز المخابرات الاسرائيلي – حسبما اقنعوه – أفضل أجهزة المخابرات في العالم.
ابتسم رجب في سخرية عندما تذكر ادعاءاتهم الباطلة، وبينما كانت قافلة السيارات تنطلق به الى القاهرة – كانت المخابرات الاسرائيلية ترسل بالراديو رسالتها الدورية الى عميلها:
"ننتظر ردك على الرسالة التي وصلتك .. لا تتأخر، واستعد للسفر خلال شهر مارس الى أثينا".
وفي مبنى المخابرات المصرية جرى استجوابه فاعترف تفصيلياً – وهو مذهول – بقصة سقوطه في مصيدة المخابرات الاسرائيلية .. وعقدت له محكمة عسكرية وجهت اليه التهم الآتية:
- باع نفسه ووطنه للعدو مقابل المنفعة المادية.
- أمد العدو بمعلومات عسكرية واقتصادية تضر بأمن الدولة ومصلحة البلاد.
- ارتضى لنفسه أن يحمل اسماً يهودياً وجواز سفر يهودياً ورتبة عسكرية يهودية.
- التخابر مع دولة معادية "إسرائيل" بقصد الإضرار بالعمليات الحربية لمصر.
- التخابر مع دولة أجنبية معادية لتسليمها سراً من أسرار الدفاع عن البلاد.
وحكمت المحكمة بالإعدام شنقاً. . وصدق المفتي ورئيس الجمهورية على الحكم. وأثناء انتظار التنفيذ . . شعر الخائن بعظم جرمه وفداحة مسلكه.
وعامله المجرمون والقتلة في السجن معاملة سيئة، وكادوا أن يفتكوا به عدة مرات كلما سنحت لهم فرصة لقائه. وأنزوى الخائن يجتر ذكرياته فتتقلص عضلات جسده.. ومضت عليه عدة أسابيع، ذاق خلالها مرارة الحسرة والذل والمهانة. . ونحتت بدنه عضات الندم .. حتى عثر عليه ذات يوم ملقى على الأرض بزنزانته وسط بركة من الدم المتجلظ . . وقد عثر على إحدى عدسي نظارته منزوعة ومهشمة. . وتبين أن هناك ثمة قطع غائر بيده اليسرى طال شريانه.
ترى .. هل أصابه مس من العقل وأدرك فداحة جرمه فانتحر؟
أم أنه استشعر الفارق الشاسع ما بين الرفاهية والحبس؟
أو ربما ظن أن الموساد ستنقذه لا محالة فقتلته ظنونه؟ لا أحد يعرف..
لكنه حتماً أفاق بعدما خسر الكثير..
خسر نفسه وأهله ووطنه . . وكل شيء . . كل شيء ضاع..
لكن اسمه سيظل دائماً بقائمة الخونة . . أولئك الذين باعوا عروبتهم بثمن بخس. . ولن يغفلهم التاريخ على مر الأحقاب . .!!
سمحان موسى ... جاسوس من أجل الكيف !
الجاسوس محمد سيد صابر ... خريج الهندسة النووية !
أننا الأن ليس أمام جاسوس بمعنى الكلمة ، وإنما هو من باع وطنه لإسرائيل ، ربما لم تسمع عنه كثرا ، وإن سمعت فأنك من المؤكد ان تتحسر على هذا الجيل ، الذى باع ايضا دماء الشهداء وخان وطنه .
محمد سيد صابر أحدث جاسوس إسرائيلى ، حصل محمد على بكالوريس الهندسة النووية من جامعة الإسكندرية عام 1994 وتم تعيينه بهيئة الطاقة الذرية عام 1997.. وعمل بالمفاعل النووى بأنشاص، وفى عام 1999 أى بعد عامين فقط قدم طلبا للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة للهجرة إلى إسرائيل وذلك بسبب الخلافات التى نشبت بينه وبين مسئولى هيئة الطاقة الذرية.
شعر محمد بانه شخص مميز علميا ومهنيا ، فكان يؤمن بأنه يجب ان يعامل معاملة من نوع خاص ، نعم انه عبقرى ! ولكن محمد لم يدرك انه موظف فى الاول وفى الاخر موظف ، من الممكن أن تنشب مشاكل وان يلام ، ولكن ما فعله كان ضد كل القوانين .
فببعض هذه القضايا يتم حلها وبعضها يدخل فى حائط مسدود.. فى حالات الإحباط كان يذهب الموظفون أو المواطنون الذين فشلوا فى الحصول على حقوقهم أو تحقيق أنفسهم إلى السفر خارج مصر مهاجرين وفارين بجلودهم وعقولهم..
لكنهم كانوا يقصدون أمريكا أو كندا أو استراليا. لكن محمد سيد صابر قصد إسرائيل للهجرة إليها ! .. وهنا لابد أن نسأل: هل كان يريد المهندس المصرى أن يفر من البلد التى ظلمته وطحنته فقط أم أنه أراد بالهجرة إلى إسرائيل تحديدا دون غيرها من كل بلاد الدنيا أن ينتقم من بلده ويوجه إليها طعنة هائلة.. فهو يبيعها لعدو؟! رغم الكلام الكبير عن السلام بيننا وبينه - إلا أنه مازال عدوا يتربص بنا ونتربص به..
ولكن السؤال المحير هل محمد خائن بطبعه ؟ أم انه شعر بانه قد ظلم قد دفعه الى ذلك الفعل ؟ فكيف ؟ وهو قد دخل كلية الهندسة بما يعنى أنه كان طالباً متفوقا استطاع أن يحصل على مجموع كبير بتعبه ومجهوده فى الثانوية العامة، أنهى دراسته فى قسم الهندسة النووية والأحلام تراوده أنه سيصبح عالما له ثقل ووزن ومكانة اجتماعية ولابد أن تترجم هذه المكانة والاجتماعية إلى وضع اقتصادى مناسب، لكنه بعد أن تخرج وجد نفسه مجرد موظف بل إنه تعرض للاضطهاد من رؤسائه، لم يجد نفسه ولم يجد شيئا من أحلامه التى ظلت تراوده ويراودها.
من الذى بدأ بالخيانة.. هل خان محمد مصر أولا، أم أن مصر هى التى خانته، إن المحللين يذهبون كل مذهب فى تفسير سقوط الجواسيس، يبحثون عن الأسباب الاجتماعية والنفسية التى تدين أصحابها، لكن لم يسأل أحد نفسه عن الذى وقف وراء هذه الأسباب وصنعها وجعلها مؤثرة إلى الحد الذى يتحول فيه الشاب المصرى إلى جاسوس يبحث عن تحقيق نفسه فى أى أرض لو كانت هذه الأرض تحمل عداء وحقدا وكراهية لأهله وأرضه. لا يمكن لأحد أن يبرر الخيانة..
لابد ان هناك عنصر مفقود فى الاسباب التى تدفع بهؤلاء البشر الى الوقوع فى فخ الخيانة ، ليس المال فقط هو الدافع ، لابد من وجود عوامل سيكولوجية ونفسية واجتماعية كثيرة تكون بمثابة الناقوس الذى يدق فى عقول هؤلاء ويحركهم تجاه الخيانة .
بماذا نفسر كره الشباب لتأدية الخدمة العسكرية والهروب منها ، واحضار العديد من الوسائط للعفو منها ، ومدى الفرحة من التى تصيب الشاب عندما يعلم انه معاف من تأدية الخدمة العسكرية ؟! ، ألا هو واجب ونداء الوطن ؟!
ان غياب النزعة الوطنية والهوية العربية والانتماء والدين ، هما من أهم العوامل الذى يؤدى غيابها الى الاندفاع فى طريق الخيانة
فقضية مثل قضية هذا محمد سيد صابر ، وغيره من المصريين اللذين من الممكن ان يندفعوا الى ذلك العمل ، لم يحدث بدون دوافع وتسهيلات ، فالتطبيع الذى جاء والسلام الذى وفره الرئيس السادات جعل الاسرائيليين يتجولون داخل البيت المصرى بلا حرمة ، ودفع الكثير الى الانصياع وسماع أهدافهم النبيلة ورغبتهم فى السلام وأن يعيش العرب مع الاسرائليين جنبا الى جنب .
فمع حرمان الكفاءات العلمية من توفير الفرص والجو المناسب للعمل والابداع كلا فى مجاله ، ومع تدنى مستوى المعيشة الذى من المفترض وأن يعيش فيه المواطن المصرى ، والذى يضمن له العيش الجيد والكريم ، من الممكن فى ظل الاغراءات التى تقدمها اسرائيل من مال وحسان وعمل ورفاهية ، قد جعلت الهجرة الى اسرائيل امرا اعتياديا وسهل فى أن يهاجر اليها ويقصدها المصريين ، قانعين أنفسهم بأن هناك اتفاق سلام وانهم بعيدين كل البعد عن السياسة ومشاكلها .
فهذه هى الرسالة الأساسية التى يجب أن نلتف حولها ونناقشها.. فالجاسوسية ضد مصر لم تعد من أجل المال فقط.. ولكنها أصبحت من ظروف قاهرة ومناخ فاسد أفرز مواطنين بلا انتماء ولا وطنية..
مقاطع الفيديو
قصة اصطياد الجاسوسة هبة سليم
Subscribe to:
Posts (Atom)
Followers
Blog Archive
-
▼
2010
(480)
-
▼
November
(51)
- عدد مرشحي الاخوان الفائزين في مجلس الشعب 2010
- مشعل يفوز على مصطفى بكري في حلوان
- هشام مصطفى خليل يفوز على جميلة اسماعيل في قصر النيل
- حوار مع ياسر الحبيب
- نتائج انتخابات مجلس الشعب 2010
- موقع ويكيليكس ينشر وثائق سرية جديدة
- مقاطع فيديو لفنانات ومذيعات عربيات
- بداية تزوير الانتخابات المصرية
- صور وقصة الجاسوسة المصرية هبة سليم
- احداث العمرانية
- الحرب من أجل المياه ليست من خيارات مصر
- ايرادات افلام عيد الاضحى
- الملك عبدالله يتوجه الى الولايات المتحدة للعلاج
- اسعار الذهب والدولار الامريكي في مصر 22/11/2010
- اهداف مباراة الاهلي والاسماعيلي 2010
- صور تامر حسني واحمد عز في الحج
- حكم مباراة مصر وأستراليا يطلب قميص زيدان كتذكار له
- دريم تنفي ايقاف منى الشاذلي والعاشرة مساءا
- جنازة كمال الشاذلى
- فشل فيلم بلبل حيران
- حاج صومالي يستعيد النطق والسمع بعد 20 عاما من فقدهما
- الجيش الإسرائيلي بحاجة لـ10 آلاف جندي إضافيين
- الرئيس الإيراني يعدل عن أداء فريضة الحج
- بن لادن" تفوز بعقدي تطوير مطار الملك عبدالعزيز بجد...
- القاعدة تتبرأ من أي معتدٍ على الحجاج في مكة
- صور حفل خطوبة عماد متعب ويارا نعوم
- فيلم زهايمر فاشل
- زوجات الفنانين
- اغنية فيلم ابن القنصل هشام عباس (صيني)
- مصر ساعدت الموساد في عمليته الاخيرة
- اسرائيل تطلب من رعاياها مغادرة سيناء فورا
- اسعار الدولار الامركيك والذهب في مصر 12/11/2010
- مصري يشتري نادي هال سيتي
- الغاء نظام الكفالة في قطر
- نفرتيتي طلعت اسرائيلية
- سعر الدولار والذهب في مصر 10/11/2010
- ليوناردو ديكابريو في مصر مع صديقته الإسرائيليَّة
- تنبؤات فلكية لعام 2011
- Windows Phone 7
- جنازة والد المهندس احمد عز
- اخبار مصر اليوم 9/11/2010
- عبدالحليم حافظ طلع سعودي مش مصري
- اعلان فيلم بلبل حيران
- اسعار الذهب والدولار في مصر 7/11/2010
- بلطجة في عين شمس لتبرير الحرس الجامعي
- اغلاق ميناء ضبا وسفاجة
- اسعار الدولار والذهب في مصر 4-11
- الزج باسم مبارك في فضيحة جنسية بايطاليا
- المصري اليوم تكذب
- سعر الذهب والدولار 2-11-2010
- وزير التعليم يزور المدرسة اياها
-
▼
November
(51)