Pages

Monday, October 18, 2010

رحلة المصري اليوم مع الطماطم


في تجربة صحفية مميزة قامت بها الزميلة الصحفية غادة عبد الحافظ مراسلة «المصري اليوم» فى الدقهلية
رصدت رصدت الحررة النشطة رحلة الطماطم من المزارع للمستهلك مروراً بتجار التجزئة، من خلال قيامها بدور التاجر بعد شرائها كمية من الطماطم وإقامة «فرش» فى السوق وبيعها للجمهور بسعر مناسب، ونجحت فى أقل من ساعتين فى أن تربح 70 جنيهاً من بيع 80 كيلوجراماً. ورغم مخاطر التجربة التى أدخلتها فى صراع التجار على فرض النفوذ فى السوق، فإنها نجحت فى كشف جشعهم ورصدت معاناة الضحايا البسطاء الذين يدفعون الثمن مراسلة «المصرى اليوم» تروى التجربة:

بدأت التجربة بذهابنا إلى سوق الجملة فى المنصورة، حيث تقام شوادر البيع، وعرفنا أن سعر الكيلو الجملة يتراوح بين 6 و6.50 جنيه، فسألنا عددا من التجار عن مصدر الطماطم، لكنهم رفضوا وأكدوا أنها تأتى من محافظات أخرى، وهذا سعرها فى أى مكان.. لم نيأس وقررنا البحث عن مصدر آخر، وتعرفنا على أحد التجار ويدعى «على مصطفى»، الذى أخبرنا أنه يمكن أن نشترى منه الطماطم بقريته «بلجاى» التابعة لمركز المنصورة، بسعر 4.50 جنيه للكيلو، وبالفعل طلبنا منه شراء 100 كيلو طماطم، وفى المكان والموعد المحددين تسلمنا الكمية فى 4 أقفاص.

وأكد أن القفص الواحد به 25 كيلو طماطم ودفعنا له 450 جنيهاً مقابل 100 كيلو طماطم، لكننا اكتشفنا أن «القفص» لا يوجد به أكثر من 20 كيلو فقط، وليس 25 كيلو كما أخبرنا التاجر، الذى قال لنا أثناء الشراء: «الطماطم هتفضل غالية حتى بداية المحصول الجديد فى مارس المقبل».

وحين سألناه عن سبب ارتفاع أسعارها قال: «الفدان خسر كتير السنة دى بسبب الحرارة المرتفعة فى شهر رمضان، ومعظم الشتلات ماتت بسبب الحرارة فبعدما كان الفدان (يرمى) 20 ألف طن، السنة دى ماجابش غير 5 آلاف كيلو بس»، فشكرناه وتوجهنا إلى السوق لاستكمال التجربة، واشترينا كيلو أكياس بلاستيكية، لزوم البيع بــ10 جنيهات، واقترضنا ميزانا من أحد التجار، وتوجهنا بعدها إلى سوق الخضار، بمنطقة الدراسات بمدينة المنصورة، وقبل البدء فى البيع استكشفنا سعركيلو الطماطم فى السوق فوجدناه يتراوح بين 8 و10 جنيهات حسب نوعيتها فقررنا بيع الطماطم الجيدة بسعر 6 جنيهات للكيلو.

وفى الساعة الواحدة والربع ظهرا «فرشنا» الأقفاص والموازين فى أول السوق، بعيدا عن تجار الطماطم لكن فوجئنا بتاجر موز يطردنا من المكان لأننا نغطى عليه، فانتقلنا إلى مكان جانبى بعيداً عن التجار الآخرين لكن عندما وضعنا تسعيرة 6 جنيهات للكيلو، فوجئنا بالتجار يعترضون ويقولون لنا «إنتم مجانين.. الكيلو بـ10 جنيه إنتم عايزين تخربوا بيوتنا».

وجاء بعض الشباب يتطوع للمناداة على الطماطم التى نبيعها وقالوا «دى شغلتنا فى السوق ننادى لكم وناخد منكم عمولة بعد ما تجبروا» ـ يقصد نبيع ونربح ـ وعرض تاجر آخر شراء الطماطم منا على أن نرحل ونترك السوق لأصحابها، على حد قوله، وعندما رفضنا واستمررنا فى البيع قالوا لنا: «يبقى إنتم سارقين الطماطم دى وهنبلغ عنكم» وطلبوا لنا رجال المرافق الموجودين بالقرب من المكان وجاءنا شرطى من «المرافق» وطلب منا الانتقال داخل السوق أو البعد عن المكان بحجة أننا فى المدخل، وذلك يعطل الطريق فاعترضنا لأننا كنا فى جانب وليس فى المدخل وبجانبنا تجار آخرون وكادت تنشب مشاجرة بين التجار وشرطة المرافق من جانب آخر.

وتدخل أحد موظفى حى شرق المنصورة الذى تعرف علينا وسألنا إنتم بتعملوا إيه بالطماطم دى، فشرحنا له الفكرة فأعجبته وتعاطف معنا وتركنا وأمر رجال المرافق بالوقوف بالقرب منا لحمايتنا من تعرض التجار لنا، وأخبرنا التجار أننا تابعون لمحافظة الدقهلية والطماطم التى نبيعها مدعمة من الحكومة فتركونا غاضبين، وقال لنا أحدهم، ويدعى مصطفى: «هو ده الحل إنكم تبيعوا 4 أقفاص طماطم بس للناس بالسعر ده وتخربوا بيتنا.. كنتم هاتوا طماطم تكفى السوق كله وبلاش منظرة فارغة، ولا إنتم عاوزين تخدعوا الناس وتفهموا الصحافة والتليفزيون إن الأزمة خلصت والطماطم بقت رخيصة وسعرها 6 جنيه بس، وفى الآخر كله كدب فى كدب».

وتحدانا التجار المحيطون بنا، مؤكدين أننا بالتأكيد حققنا خسارة كبيرة بسبب الأسعار التى بعنا بها فوقفنا نعد أمامهم حصيلة البيع من الكيس المخصص للنقود وكانت المفاجأة أننا بعنا الطماطم بمبلغ 530 جنيهاً، أى أننا حققنا ربحاً قدره 70 جنيهاً من بيع 80 كيلو طماطم فى أقل من ساعتين. واكتشفنا أن التجار شركاء فى الأزمة، فكل تاجر يريد أن يحقق أعلى هامش ربح، وفى النهاية يصبح المواطن هو الضحية الوحيدة فى أزمة جنون الطماطم.

مقاطع الفيديو
جنون اسعار الطماطم ينتقل الى اسرائيل

No comments:

Post a Comment

Followers

Blog Archive

Powered By Blogger

Search This Blog